وعد وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي "بعدم مفاجأة" الاممالمتحدة في أي خطوة من عملية انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوبلبنان مؤكداً استعداد الدولة العبرية لتنسيق هذا الانسحاب مع المنظمة الدولية. وعلمت "الحياة" ان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر التقى السفير اللبناني في واشنطن فريد عبود، وانه أبلغه أن الولاياتالمتحدة تعتبر ان الانسحاب الإسرائيلي يخدم مصلحة لبنان، وانها لا تريد أن ترى عودة العنف إلى لبنان. وقالت مصادر أميركية إن لقاء بيرغر مع السفير عبود جاء في إطار سعي الإدارة الأميركية إلى أن تعكس للجالية الأميركية اللبنانية بأنها تقوم بمشاورات مع الحكومة اللبنانية في مواضيع تخص لبنان، خصوصاً في سنة انتخابات رئاسية أميركية. وبعدما لاقت تصريحات رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص عن القوات الدولية ورغبة لبنان بتوسيع انتشارها، ارتياحاً في أوساط الإدارة الأميركية. إلا أن مسؤولاً في الخارجية لحظ وجود تناقض بين تصريحات الحص أمس وأول من أمس، لكنه أكد دعم الولاياتالمتحدة تنفيذ القرار 425 وجهود الأمين العام للأمم المتحدة لضمان انسحاب إسرائيلي "هادئ ومنظم". وقال ليفي في ختام لقاء مع تيري رود لارسن مبعوث الامين العام للامم المتحدة الخاص أن "اسرائيل على استعداد لتنسيق كل خطواتها بشأن الانسحاب مع الاممالمتحدة من دون ان تفاجئ الاخيرة بأي خطوة"، مضيفاً أن تل ابيب "فوجئت" بتصريحات لقادة "جيش لبنانالجنوبي" عن عزمهم على البقاء في جنوبلبنان بعد الانسحاب الاسرائيلي منه. وقال أن هذا الجيش "يجب ألا يشكل عقبة أمام الانسحاب، ولكن لا يمكن تجاهل الخطر الذي يتهدد" عناصر هذا الجيش بعد خروج قوات الاحتلال منه، وذلك في تلميح الى رغبة اسرائيل في تدخل الاممالمتحدة في ايجاد حل لعناصر قوات لحد قبل استكمال عملية الانسحاب. وقالت مصادر سياسية أن لقاءليفي - لارسن الذي استبق لقاءاً مماثلاً بين الاخير ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك في وقت متأخر امس ركز على الاستعدادات الاسرائيلية لعملية الانسحاب. وقالت المصادر ذاتها أن المبعوث الدولي طالب اسرائيل بتسليم "الجدول الزمني" الخاص بعملية الانسحاب لتستكمل الاممالمتحدة استعداداتها بهذا الخصوص. وكشفت مصادر اسرائيلية في القدس ان الاممالمتحدة تضع اللمسات الاخيرة على اقتراح بمضاعفة عدد قواتها الدولية في جنوبلبنان بعد انسحاب اسرائيل منه تمهيداً لعرض هذا الاقتراح على مجلس الامن الدولي واقراره. وقالت المصادر ذاتها ان الحديث يدور على 7000 الآف جندي من القوات الدولية. وكان ليفي اف ب صرح الى الاذاعة الاسرائيلية "بأن سورية تعتبر هيمنتها على لبنان اهم من السلام، لأنه لا يمكن اقامة السلام عن طريق التهديدات والتحذيرات" معتبراً ان "سورية تزرع الغموض في العالم اجمع ولا احد يفهم تصرفاتها وتهديداتها". واستبعد ليفي تماماً ان تتمكن سورية من اعادة النظر في قرار اسرائيل بالانسحاب من جنوبلبنان. وقال: "لقد سلكنا الطريق الصحيح وقرارنا بالانسحاب اتاح لنا تحقيق نجاح ملفت على الصعيد الدولي". وكان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية قد كرس جلسته الاسبوعية امس لمناقشة خطة انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان وتبعات هذا الانسحاب على مختلف المستويات. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية أن ليفي والامين العام للامم المتحدة كوفي انان اتفقا خلال لقائهما الاخير على "ان ترسم الاممالمتحدة خارطة جديدة ومعدلة". واضافت الصحيفة أن انان بعث مندوباً خاصاً الى باريس في اعقاب ذلك اطلع على خرائط المنطقة منذ العام 1923. ونقل المصدر ذاته عن "مسؤول سياسي" أن مصلحة اسرائيل في "ان لا تختلف مع الاممالمتحدة. هدفنا هو الانسحاب من لبنان بحيث تعلن الاممالمتحدة امام العالم ان اسرائيل انسحبت حقا من لبنان". ويقوم الخبير نيكولاس بينتر حالياً بدرس خرائط عام 1923 لحدود لبنان وفلسطين الموجودة في وزارة الخارجية الفرنسية. ومن المتوقع ان يزور بينتر لبنان مع لارسن في 4 أيار مايو. وقد تلقى رئيس الحكومة اللبناني الدكتور سليم الحص هذا الموعد في اتصال أجراه معه الأمين العام كوفي أنان. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية ان لارسن سينقل إلى المسؤولين اللبنانيين تصور الأمين العام لمستقبل قوات حفظ السلام في جنوبلبنان في ضوء التقرير الذي وضعته أخيراً قيادة هذه القوات وسلمته إلى الأمين العام. وتضيف المصادر ان التقرير يتضمن عرضاً مفصلاً لحاجات القوات الدولية في حال زادت رقعة انتشارها نتيجة الانسحاب الإسرائيلي.