بدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط تيري رود لارسن أمس الخميس في اسرائيل مهمة في الشرق الأوسط تستغرق 13 يوما تتمحور حول الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان المقرر بحلول السابع من تموز/ يوليو. وقد التقى رود لارسن بعد ظهر أمس الخميس برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. وأفاد دبلوماسيون ان مهمة رود لارسن تهدف الى الحصول على أكبر قدر ممكن من الضمانات الأمنية لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوبلبنان في حال انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان. وتضم قوات الطوارىء الدولية التي شكلت بموجب قراري مجلس الأمن رقم 425 و 426 في 1978، حوالي 4500 عسكري من تسع دول وتقضي مهمتها بمراقبة الانسحاب الاسرائيلي واقامة السلام والأمن الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها في المنطقة. وكانت اسرائيل أبلغت الأممالمتحدة رسميا في 17 نيسان/ أبريل نيتها سحب قواتها من جنوبلبنان قبل السابع من تموز/ يوليو الأمر الذي أثار تساؤلات عدة في شأن الترتيبات الأمنية اللازمة. ومن المقرر ان يتوجه رود لارسن، الذي يرافقه فريق من المستشارين السياسيين والعسكريين والقانونيين، بعد زيارته اسرائيل الى لبنان وسوريا والأردن ومصر قبل ان يعود في العاشر من أيار/ مايو الى نيويورك. وفي بيروت أعلن رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص أمس الخميس ان انتشار قوة دولية في جنوبلبنان رهن بموافقة الحكومة اللبنانية التي ترفض منح اسرائيل ترتيبات أمنية كشرط لانسحاب جيشها من الأراضي اللبنانية. وأكد الحص ان كل ما يتعلق بالقوات الدولية يبقى رهنا بموافقة الحكومة اللبنانية بعد ان أكد أمس الأول الأربعاء ان الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان لن يؤدي الى فراغ لأن قوات الأممالمتحدة ستحصن المناطق التي ستخليها اسرائيل. وقال اننا لا نقبل بأي ترتيبات أمنية شرطا للانسحاب ولن نكون في حال من الأحوال حراس حدود لاسرائيل . وأضاف الحص لذا فان لبنان يدعو الى انسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية الى ما وراء الحدود المعترف بها دوليا من دون أي قيد أو شرط، وهذه الحدود هي تلك التي تم ترسيمها في عام 1923 وأي تجاوز لهذا الخط يعني ان اسرائيل لم تنسحب بموجب القرار 425 كما هو مطلوب وان تراجعها في تلك الحال يشكل اعادة انتشار وليس انسحابا . من جهة أخرى أعلن مسؤول رسمي أمس الخميس ان اسرائيل ستخصص مبلغ مليار شيكل 250 مليون دولار لتمويل انسحابها العسكري من جنوبلبنان. وقال المدير العام لوزارة الدفاع الجنرال في الاحتياط أموسى يارون للاذاعة الرسمية ان النفقات المخصصة لاعادة نشر قواتنا على الحدود الدولية ستبلغ في مرحلة أولى مليار شيكل . وتشمل أعمال الانسحاب اعادة بناء السياج الحدودي بين اسرائيل ولبنان ووضع شباك من الفولاز لاعتراض قذائف الهاون أو الصواريخ وبناء تحصينات ومراكز مراقبة. وأشار المسؤول الاسرائيلي الى ان هذا المبلغ لا يشمل المساعدات التي تنوي السلطات الاسرائيلية الاستمرار في منحها لعناصر ميليشيا جيش لبنانالجنوبي التابعة لاسرائيل والتي تعد حوالي 2500 عنصر,وقد أفادت أجهزة الأمن اللبنانية ان ميليشيا جيش لبنانالجنوبي التابعة لإسرائيل اعتقلت الأربعاء لبنانيين بينهما متعاون مع اسرائيل ونقلتهما الى معتقل الخيام. وقال المصدر نفسه ان محمد مرعي نبعة 35 عاما وسعيد محمد كنعان 28 عاما الذي يتعاون مع أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في المنطقة المحتلة اعتقلا في قريتهما شبعا الواقعة في القطاع الشرقي من المنطقة المحتلة. وكانت الميليشيا الجنوبية اعتقلت الأسبوع الماضي ثلاثة أفراد من عائلة نبعة ونقلتهما الى سجن الخيام مع ان اثنين منهما كانا يعملان في صفوف الميليشيا والثالث في الادارة المدنية التي أنشأها الجيش الاسرائيلي في الشريط الحدودي المحتل. وكانت تكررت خلال الفترة الأخيرة أعمال الفرار في صفوف عناصر ميليشيا جيش لبنانالجنوبي تخوفا من انسحاب اسرائيل بحلول السابع من تموز/ يوليو المقبل. ويضم معتقل الخيام نحو 150 معتقلا يعيشون في ظروف قاسية جدا نددت بها منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.