الابن يا لها من عاطفة!! أمي.. ها أنذا أتنكر لك وما زلت تعذرين.. جفت دموعك وها أنت تكابدين، فأي غفران وتسامح؟؟ الأم، كانت هي السعادة فهي تعني له كل شيء؛ الأماني والأمان.. والدفء والحنان.. هي الملاذ حين خوفه، والغذاء والكساء، والنبع الصافي للعطاء.. تنتظر اللحظة التي يرد فيها الجميل فقد كبر وترعرع على يديها الحانيتين فكبرت معه آمالها وها هي توشك أن تجني الثمر.. كيف لا؟؟ وقد عاش في أكنافها مدللاً.. تمضي الأيام والسنون و... يأتي.. ماذا..؟؟ يوم الحصاد؟!!.. لا!! بل الفاجعة التي لم تخطر لها على بال!! عقوق وأبشع أنواع العقوق.. ابنها يبادلها الحب جفاء؟! لم تصدق.. مصيبة وما أعظمها.. راح في طغيانه لا يبالي إلى أن رمته الليالي وسوء الفعال لقد زج به في غياهب السجن وها هو ينتظر الجزاء.. بكت حزنا، فراحت تدعو على من كان سبباً في نهايته المريرة.. أما هو فيستحق أقسى أنواع العقاب.. فما الذي دعاه إلى هذا الحال؟!! ألم يفكر أنه بفعله يسير إلى هذا المآل؟؟.. وجاء يوم لم يحسب له حساب، إنه الحكم وشر العقاب.. بعد الفضيحة والعار الذي ألحقه بأمه.. أهكذا الجزاء؟! لم تقصر معه في شيء لكنه الشيطان أعاذنا الله منه، ونفسه الأمارة بالسوء، وأفكاره التي استمدها من غير وعي ولا إدراك.. الأم تسأل: حقيقة أم خيال؟ أي شؤم حل به.. قالت ومآقيها تنزف الدمع دماً: لما فعلت ذلك؟ ألم تعلم أنك ألحقت بي العرا؟ ألم تخش النار؟؟ إنك تحمل وزراً مع أوزار.. فما ذنب الأبرياء والصغار؟؟!! بل ماذا جنيت حتى تبادل إحساني جفاء. يدعو عليك الشيخ في خلواته.. وتبكي الثكالى وتردد: حسبي الله الواحد القهار. أنا لا أخشى عليك العقاب.. فهذا جزاؤك وما يجزئ بعدما خلفت الدمار فخرّت لتصحوا على خبره فقد راح بلا عودة.. أنت يا وطني أبي، قوي بثقل الجبال فعزم الرجال تعدى الحدود وسعي أراه يفوق الخيال لنيل المعالي وكسب الصمود دفاعاً وحباً لقهر العضال وطهراً أرادوا لأرض الجدود جنود بواسل، أسود قتال وحلم تحقق واف الوعود سلام عليكم وطاب المال فنصر توالى يسر الوجود شهادات حق بكل مجال تسطر شكر يحل القيود