شنت إسرائيل اعتداءات جوية وبحرية وأرضية على قطاع غزة شملت تدمير منازل كما اقتحمت نابلس في إطار ملاحقاتها اليومية للنشطاء، وانشغل الفلسطينيون من جانبهم بمواجهة هذه الاعتداءات التي صارت جزءاً من الروتين اليومي كما أنهم انشغلوا بالجهود المستمرة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأفادت مصادر أمنيه في قطاع غزة، أن طائرات حربية إسرائيلية من طراز أف -16، قصفت في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة - السبت، منزل ناشط من حركة حماس في منطقة جباليا النزلة إلى الشمال من مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين فلسطينيين بجراح. وقال شهود عيان إنّ منزل زياد طنبورة المعروف بانتمائه لحركة حماس، والمكون من طابقين تعرض لضربة جوية، أدت إلى تدميره، بعد دقائق من تلقيه اتصالاً هاتفياً من متحدث باسم الجيش الإسرائيلي طالبه فيه بإخلاء منزله، لأنه سيتعرض للقصف. وقال مسعفون، إن أربعة فلسطينيين على الأقل وصلوا إلى مستشفيات شمال قطاع غزة، بعد أن تناثرت الحجارة والزجاج على مساحة واسعة حول المنزل. واعتقلت قوات الاحتلال قرب رفح جنوب قطاع غزة، اربعة من افراد أسرة أبو شمانلة أحدهم ناشط في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حسبما ذكر شهود عيان. ومن جانب آخر تقدمت زوارق بحرية إسرائيلية لمسافات قريبة من شواطئ مدينة غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وسط إطلاق نار كثيف، وقال شهود عيان إن زورقين إسرائيليين تابعين لسلاح البحرية تقدما باتجاه شواطئ مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة وفتحا نيران رشاشاتهما الثقيلة بشكل مكثف باتجاه المنازل المطلة على الساحل. وقالت المصادر إن القصف الإسرائيلي أصاب محولاً للكهرباء مما أدى إلى تدميره وانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة في المنطقة الساحلية للمخيم. وسمع دوي ثلاثة إنفجارات في عرض البحر لم يعرف أسبابها فيما قالت مصادر أمنية فلسطينية إن الانفجارات ناجمة عن إطلاق الزوارق قذائف صاروخية في عرض البحر. وأشارت المصادر إلى أن التحرك الإسرائيلي جاء في أعقاب تحدي عشرات الصيادين قرار إسرائيل حظر النزول إلى البحر منذ قيام ثلاثة فصائل فلسطينية بخطف جندي إسرائيلي في 25 حزيران - يونيو الماضي. ولم يتمكن آلاف الصيادين منذ ذلك الوقت من ممارسة مهنة الصيد على سواحل قطاع غزة مما زاد من تفاقم وضعهم الاقتصادي. وفي الضفة الغربية طوّقت قوات إسرائيلة في حوالى عشرين سيارة جيب صباح أمس السبت مبنى من اربع طبقات في وسط مدينة نابلس. ودعا جنود الاحتلال بمبكرات الصوت اثنين من ناشطي كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح، إلى الاستسلام كما دعوا سكان المبنى إلى الخروج منه. ورفض الناشطان سفيان قنديل وأمين لبدي الامتثال للأوامر فبدأت جرافتان تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير المبنى. ومن جانب آخر أعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح عن وضع خطة لإعادة بناء هياكل الحركة وصولاً إلى عقد مؤتمرها العام السادس المعطل منذ 17 عاما كما أوصت بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس وذلك في ختام اجتماعات مطولة على مدى ثلاثة أيام في عمّان. وحضر الاجتماع 14 من أعضاء اللجنة ال16 في مقدمتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) وفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير التي تشكّل فتح عمودها الفقري منذ أربعة عقود. وغاب عن لقاء مركزية فتح الثاني من نوعه في الأردن منذ منتصف العام الماضي كل من الطيب عبد الرحيم لأسباب صحيّة ومحمد جهاد المقيم في عمّان لأسباب لم تعلن. في ختام الحوارات السرية المكثفة تحدث وزير الإعلام السابق نبيل شعث بإسهاب عن خطط لإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاح أطر فتح وصولاً إلى التئام مؤتمرها السادس. ولكن شعث لم يفصح عن جداول زمنية أو آليات عمل واكتفى بالقول إن المشكلة تكمن الآن في إيجاد مكان لاستضافة مؤتمر فتح السادس في مواجهة الحصار الإسرائيلي. كما تحدث عن وضع جداول زمنية لاجتماعات هياكل فتح لكنه أكد أنه لن يعلن عن مكانها أو توقيتها (درءاً للعراقيل الإسرائيلة). وقال (وضعت اللجنة المركزية قرارات تفصيلية لن نعلنها تتعلق بالوضع الداخلي للحركة وبالجداول الزمنية لتنفيذ الانتخابات وبتأكيد هذا الالتزام وبالعمل على تفعيل كل أطر الحركة داخل وخارج الأراضي الفلسطينية وصولاً إلى انعقاد المؤتمر). وحول اشتراط حماس التي تتولى السلطة التنفيذية منذ خمسة أشهر بإخلاء سبيل النواب والوزراء الذين اختطفتهم إسرائيل قبل تشكيل الحكومة المنشودة قال شعث (نحن اعترضنا اعتراضاً كبيراً على هذا الاشتراط وأعتقد أن حماس تراجعت عنه). وزاد (من يشترط شروطاً لا يمكن تنفيذها إلا من خلال إسرائيل كأنه يعطي لإسرائيل الحق في تشكيل الحكومة أو رفضها). وفيما يتعلق بتفويض محمود عباس للتفاوض مع حماس بشأن تشكيل الحكومة أوضح شعث أن (الرئيس لا يحتاج لتفويض جديد. هو الذي يعمل بحكم موقعه في حركة فتح والسلطة .. جميعاً نريد له النجاح في تحقيق حكومة وحدة وطنية تستند إلى البرنامج المتفق عليه الوفاق الوطني وتسعى من أجل فك الحصار علينا).