ودَّعت حائل هذه الأيام أحد أبنائها الأوفياء المخلصين البارين وأحد روادها ومعالمها البارزين، المرحوم إبراهيم سليمان العيد رحمه الله رحمة واسعة، وألهم إخوانه وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. ماذا أكتب عن أحد أبناء منطقة حائل الأوفياء مثل إبراهيم العيد. إنني أقف عاجزة عما تكنه مشاعري من لواعج الحزن والأسى، ولكنني أجد نفسي مدفوعة بقوة أن أعبر ولو بشيء عن هذا المعلم بل الأسطورة الثقافية. لقد عاش رحمه الله بهدوء وطيبة ورحل دون أن يكلف أحداً بالوداع، وتفاجأ به وبكى وعليه أجأ قبل سلمى، وسالت دموع السمراء على الأديرع. لقد كان أبو رياض مختلطاً بحائل في رمالها وبين جبالها ووسط شعابها وبين طبيعتها.. إبراهيم العيد أحد معالم حائل الثابتة بالوفاء والإخلاص، ولن يصدق أحد أنه رحل ولم يرحل، هو حتى ترك له بصمة في كل شيء بالتربية والتعليم.. المجلدات.. النوادي الأدبية.. الجمعيات.. الحوار الوطني.. والمهرجانات.. والإذاعة، وغيرها الكثير الذي لا نعلم عنه شيئاً. وماذا ستقول بعده مجلة (رؤى)؟! وكيف ستبكي ومن يكفكف دموعها؟! لقد عاش شريفاً ومات شريفاً، رحمك الله يا أبا رياض، ورحم الله ابنتك المعلمة الفاضلة الداعية المخلصة، ووسع الله منزلكما ومدخلكما وستظل كتاباً مفتوحاً وستظل سيرتك ذكرى مضيئة لأهل حايل وحايل، ولن نحزن كثيراً، وخاتمتك كانت من بيت الله وفي ضيافته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} مديرة مدرسة ومحرِّرة بجريدة الجزيرة - حائل