د- محمد الحارثي أيُّ حُزن يا أبها ؟! وفقيدُكِ منصور !!!! غيمةُ الحُزن تحطُّ رحالها بأعلى قِممِ أبها … منصور بن مقرن رجلُ التّواضع ! رحلَ قبلَ أن يُودّع ( أبها ).. كانت تلكَ ليلة سوداء ، وكانَ مساؤُها يحمِل في طيّاتهِ الكثير من المفاجآت المحزنة . تلقينا فيها أسوأ الأخبار عندما قالوا : منصورًا قد تُوُفِّي !! هكذا كان القدر ، ولكن الأمنيات لم تكن كذلك ! ثُمّ ماذا ؟ في ليلةِ الحُزنِ والأسى باتتْ أبها وهي تُردّدُ وا منصُوراه !! كيف لا تبكي دمًا في فقده ؟! كيف لا تذبل أزهارُها الزّاهية ؟! كيف لا يكسو السّوادُ جبالها الشاهقة ، وقد بانتْ لنا تِلكَ الفاجِعة ؟! حدثَ ما حدث ، أُصبنا جميعًا بشرّ صدمة … وبعد ذلك تيقّنّا بأنّها سُنّة الله في خلقه ، وحتمًا سيُلاقي الموت من يُريد !! ومن غيرِ أن يُخبر أحدًا !! منصور !!! ذلكَ الرّجلُ الّذي لن تنساه تلكَ الأنفس الّتي اِحتواها ، وكفكف دُمُوعها … صُنعُ الجميلِ وفِعل الخيرِ إن أُثِرا أبقى وأحمد أعمالِ الفتى أثَرا ستكون صنائعه تلكَ خير ما نذكرهُ به ، ف : لا دار للمرءِ بعد الموت يسكنها إلّا الّتي كان قبل الموت بانيها رحلَ ولنْ يعود أبدًا ، رحل وتركَ خلفه ألمًا ألمَّ بالجميع . نعم لقدْ رحلْ..! رحلَ متواضعًا .. رحلَ مبتسمًا .. رحلَ كريمًا .. رحلَ محبوبًا .. رحلَ مُحبًّا لوطنه ، وأبناء شعبه .. رحلَ والكل يُحبّه ، ويدعو له … ليتهُ يعلم ما له من حُبٍّ ، واحترامٍ ، ولوعة في قلبِ الوطنِ وأبنائه . رحمك الله أيُّها الأمير الخلوق ، ورحم من كان معك … وجبر مُصاب الوطن … لن ننساك يا منصور ؛ فالعظماء لا ينساهم المخلصون … جمعنا الله بك في جنّاتِ النّعيم .