بدا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني د. عبد العزيز الدويك (58 عاما) بلباس السجن مرهقاً ومتعباً فيما تقدم منه السجانون الإسرائيليون في محاولة لإسكاته أمام كاميرات الصحفيين فيما بدا مقيد القدمين، وقال الدويك: (لقد فكوا القيود من يدي عندما حضرت أمام الصحافة قبل قليل بينما ابقوا القيود في قدمي)..!! ومددت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية يوم الخميس الماضي اعتقال رئيس المجلس التشريعي د. الدويك إلى يوم الثلاثاء القادم. ووصف الدويك قرار المحكمة بغير الشرعي رافضاً المثول أمامها والاعتراف بها.. وقال (لا شرعية للاحتلال نحن الذين نملك الشرعية والحق وهم الظالمون المغتصبون وستبقى الإرادة الفلسطينية أقوى من السجان). ولا يعترف رئيس المجلس التشريعي بالمحكمة الإسرائيلية، وقال: (أنا امثل جميع جماهير شعبنا وأتعامل ضمن صلاحيات قانونية ولا اخضع للقانون الإسرائيلي، وان المحاكمة غير شرعية ولا اعترف بشرعيتها). وقال الدويك: انه اعتقل على خلفية اعتقال الجندي الإسرائيلي في غزة كورقة ضغط ومساومة من اجل إطلاق سراح هذا الجندي، وان إسرائيل لا تريد الحكومة الفلسطينية المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني، وان كل الموضوع يتعلق بمحاربة الحكومة وحركة حماس، وقال: إن هذه سابقة أولى في العالم رئيس مجلس تشريعي منتخب من الشعب يتم اعتقاله. نحن أخطأنا باعتقالكم، كان يجب علينا قتلكم وأفاد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني المعتقل، كما أفاد محامي نادي الأسير الفلسطيني بأن أحد المحققين اليهود قال له بالحرف الواحد: (نحن أخطأنا باعتقالكم، كان يجب علينا قتلكم). وكان محامي نادي الأسير الفلسطيني رائد محاميد تمكن يوم الأربعاء الماضي من زيارة الدويك القابع في سجن كفار يونا (اشمورت). وكان الدويك عانى من تدهور حاد في وضعه الصحي عقب تلقيه علاجاً غير معروف من أطباء السجن الأسبوع الماضي. ونقل المحامي الفلسطيني عن رئيس المجلس التشريعي قوله بأنه لم يتعرض للاعتداء أثناء وجوده في سجن عوفر العسكري، وإنما كان يعاني من حالة صحية سيئة نقل على إثرها إلى المستشفى. وأضاف الدويك لمحاميه انه كان يوم الخميس الماضي في حالة شبه إغماء (فاقد للإحساس والإرادة)، وقبل ذلك عانى من ارتفاع شديد في الضغط وأوجاع في الصدر واجبر على شرب حبة دواء لونها اصفر مما أدى إلى فقدانه الإرادة والإحساس وبقي مدة يومين لا يستطيع أداء الصلاة والحركة بشكل طبيعي. وقال الدويك: انه نقل يوم الأربعاء إلى سجن ومحكمة عوفر للتحقيق وتم إحضار شريط فيديو من تلفاز العربية ولم يوقع على أي إفادة ولم يدل بأي كلمة. وقال الدويك لمحاميه: إن الزنزانة التي يقبع بها في سجن كفار يونا مليئة بالصراصير والحشرات، وانه معزول عن العالم، ولا يوجد معه في السجن أي أسير سياسي إنما أسرى مدنيون مجرمون وقتلة إسرائيليون.. وكشف الدويك انه ممنوع من الحديث مع أحد، وانه لا يسمع أي كلمة باللغة العربية، ولا يوجد عنده تلفاز، كما انه لا يستطيع قراءة القرآن بسبب الضؤ الخافت في الزنزانة التي يقبع بها، وقال انه حصل على نسخة من القرآن الكريم قبل يومين فقط ولا يعرف من هو الذي أرسل له هذه النسخة. وعن الطعام الذي يقدم له، قال الدويك: انه مالح جداً وان وضعه الصحي لا يتحمل طعاما مالحا حيث يعاني من ارتفاع ضغط الدم. وعن نوعية الطعام المقدم له قال الدويك: أن اغلبه ألبان ورغم انه يعاني من الكلى فالطعام المقدم له هو لبن وفلفل. وقال: إن وجبة الغداء عبارة عن شوربة عدس مالحة مع أرز أبيض وخبز غير جيد، وتابع: انه منذ اعتقاله حصل على قطعة دجاج مرة واحدة فقط. وكشف الدويك انه سمح له بالخروج للفورة (للفسحة) مرة واحدة لليوم ولمدة ساعة واحدة فقط ويكون وحيداً ولا يرى أحداً سوى السجانين. وكان دويك الذي اعتقله الجيش الإسرائيلي الأحد الماضي (6- 8 - 2006) من منزله في رام الله ادخل إلى مستشفى تشعاري تصيدق الإسرائيلي في القدس مساء الاثنين (7 - 8 - 2006) بعد تعرضه للضرب المبرح من قبل محققين إسرائيليين خلال التحقيق معه. يذكر أن إسرائيل كانت قد اختطفت في شهر حزيران - يونيو الماضي 2 4 نائباً من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني المحسوبين على حركة حماس، وثمانية وزراء في الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقب العملية الفدائية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة قرب معبر (كيرم أبو سالم) في الخامس والعشرين من حزيران الماضي وأسرت خلالها جندياً إسرائيلياً، وقتلت جنديين آخرين وأصابت عدداً آخر