لا شيء يعدل فرحة ساكني المناطق الجبلية بجازان عند هطلان الأمطار لاعتمادهم الكامل على مياه الأمطار في الشرب من خلال خزاناتهم الأرضية التي قاموا بتجهيزها لتجميع مياه الأمطار إضافة إلى مزارعهم التي تعتمد كليا على السقي بمياه الأمطار. ومع ذلك فلا شيء يعادل معاناتهم بعد هطلان الأمطار لأسباب أهمها انقطاع الطرق إضافة إلى الصخور المتساقطة على الطرق الجبلية التي تشكل هاجسا يؤرق السكان. وما أن تجف سيول الأودية حتى تبدأ معاناة السكان في محافظة الداير بني مالك والقطاع الجبلي عامة. فبعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المناطق الجبلية مؤخرا بدأت معاناة السكان المتمثلة في الطرق لا سيما الترابية منها التي جرفت السيول ترابها وأبقت على حجارتها لتمثل عقبة كؤود في وجه السكان. مواطنون تقطعت بهم السبل بين سيول جارفة وطرق معطلة غالبيتهم يحملون أدواتهم البدائية في سياراتهم مكونين جماعات تقوم بفتح الطرق وإزالة الصخور. ومعاناة ساكني جبال مركز عثوان لا تعدلها معاناة كون طريقهم الوحيد يعبر خلال أحد الأودية المعروفة في المنطقة والمسمى وادي الجوة الذي استبشر السكان خيرا بعد ترسيته على إحدى الشركات التي بدأت العمل فيه منذ ما يقرب من ثمانية أشهر إلا أن العمل فيه يسير بسرعة السلاحف. ويقول المواطن عبد الله المالكي إن أكثر من خمسين سيارة تجمع سائقيها بعد السيل ليل أمس الأول مستخدمين الأدوات البدائية لفتح الطريق الذي لم يعد بعد جريان السيل طريقا. موضحا أن الوادي كان في السابق يصان من قبل الطرق والتطوير وحاليا تتقاعس الشركة في صيانته، مضيفا أنه يبقى بدون صيانة لأسابيع وإذا تمت صيانته فيكون ذلك بطريقة سيئة. وطالب وزارة النقل بمتابعة أعمال الشركة التي تقوم بفتح طريق على جانب الوادي وإلزامها بصيانته بعد أن تسببت في ضيق الوادي وامتلائه بالحجارة. ومعاناة سكان مركز عثوان تشابهها حالات كثيرة في عدة مواقع أهمها طريق السارة آل سعيد والقرن وطريق نعامة آل شبان وطريق العين وطريق حراز والذاري الأغبر وآل محمد والصرفح وعكوة مصيدة والجانبة وغيرها كثير كونها طرقاً ترابية تنجرف التربة عند هطلان الأمطار وتبقى الصخور فقط. وناشد علي الخالدي وحسن المالكي وجابر السلامي جابر الحبسي وزارة النقل بدور أكبر في صيانة هذه الطرق حتى يتم سفلتتها متمنين أن تكون هناك ترسية لصيانتها على مؤسسات بدلا من فرق النقل التي ينعدم دورها تماما على الطرق الجبلية الأسفلتية في طلان وجبال حبس الربوعة وجبال الحشر وغيرها من الطرق الجبلية المشابهة، وشكلت الصخور المتساقطة خطرا جسيما هدد حياة العابرين لها بسبب عدم وجود أسلاك حديدية (الشبك) كما هو موجود في غالبية الطرق التي تشهد تساقطا مستمرا للصخور أو طبقات أسمنتية، ومع تكون الضباب الكثيف على تلك الطرق حيث انعدمت الرؤية واضطر العديد من السائقين إلى التوقف حفاظا على سلامتهم. إلى ذلك يضع العديد من المعلمين والمعلمات أيديهم على قلوبهم خوفا من بقاء الطرق الجبلية على وضعها الحالي قبل أن ينطلقوا إلى أعمالهم متمنين أن تكون هناك مبادرة سريعة في صيانة الطرق التي تؤدي إلى مدارسهم حتى يبدؤوا عامهم الجديد في يسر، فيقول المعلم أحمد من قرى الساحل إنه لم يوفق في النقل هذا العام، مضيفا أن أكثر ما يعانيه هو وزملاؤه أثناء ذهابهم إلى مدارسهم النائية والجبلية هي تلك الطرق الصخرية لا سيما في مواسم الأمطار حيث تنجرف التربة ويبقى الطريق معاناة حقيقية يهدد حياتهم. من ناحية أخرى تعود السكان في مثل هذه الأوقات من كل عام حين هطلان الأمطار الذهاب إلى الأسواق في المحافظة لشراء مستلزماتهم بالجملة حيث أصبحوا يعرفون أن الطرق تصاب بالشلل بعد جريان السيول وأن فرق الصيانة المتمثلة بفرق وزارة النقل لا تحرك ساكنا، وإن قاموا بذلك مرة غابوا سنة مما جعلهم يأخذون حاجياتهم التي تكفيهم ويبقون في منازلهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.