ما كادت السيول تجف في محافظة الداير بني مالك بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة مؤخرا حتى بدأت معاناة السكان المتمثلة في الطرق لاسيما الترابية منها التي جرفت السيول ترابها وأبقت على حجارتها لتمثل عقبة كؤود في وجه السكان الذين لا حول لهم ولا قوة، مواطنون تقطعت بهم السبل ولم يستطيعوا السفر بعد انتهاء إجازاتهم سياراتهم محتجزة في الجبال ولم يستطيعوا النزول حتى الوصول إلى الطريق وهذا حال سكان جبال آل سعيد الذين يعبر طريقهم عن طريق وادي (الجوة -آل سعيد) حيث وجدوا أنفسهم معطلين في أعلى الجبل حين صعدوا بسياراتهم لا سيما أن الطريق في الجبل مسفلت وعندما أرادوا النزول بسياراتهم وجدوا الوادي لا تعبر من خلاله إلا سيارات معينة فقط فمعاناة المواطن علي المالكي تشابهها حالات كثيرة وجد أصحابها أنفسهم بين أمرين أحلاهما مر إما أن يقوموا بمسح الوادي على نفقتهم الخاصة أو يتركوا سياراتهم في أعلى الجبل ويسافرون وأسرهم عن طريق النقل الجماعي فقد وجدوا أنفسهم محاصرين في أعلى الجبل لم تعد السيارات الصغيرة قادرة على اجتياز الوادي لكثرة الصخور وانجراف التربة. وتساءل فهد المالكي عن دور وزارة النقل وفرقها المنتشرة في أرجاء المنطقة حيث كنا نتوقع أن تبادر بمسح الطريق وصيانته إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث. وتحدث عن مشكلته قائلا: قدمت من الرياض لزيارة والدي وعند عبوري لوادي الجوة آل سعيد كان الطريق في الوادي لا بأس به أما الجبل فهو طريق إسفلتي وهذا ما دعاني إلى الصعود بسيارتي (الكامري) وما أن هممت بالسفر مصطحبا أسرتي للعودة إلى الرياض حتى هطلت الأمطار وسال الوادي وأدى ذلك إلى عدم إمكانية عبور سيارتي فجلست انتظر على أمل أن الفرقة المكلفة بصيانة الطريق ستقوم بمسح الوادي إلا أنه لم يحدث شيئا على الرغم من مرور أربعة أيام. وأضاف: أنا الآن في مأزق لا أحسد عليه إجازتي انتهت وسيارتي محتجزة في الجبل ولا أعرف كيف أتصرف لأن الحلول مفقودة. طريق عثوان السارة، عثوان القرن، نعامة القاعة بقعة عزان، جبل الصرفح , العين , الذاري الاغب , حراز وغيرها جميعها سيئة جدا ولا يعبرها إلا المغامرون أو المتمرسون وفي الغالب يحملون أدواتهم البدائية كالعتلة وغيرها في سياراتهم لإزالة بعض الصخور وتعبيد بعض من أجزائه حتى يتمكنوا من جلب مصالحهم التي لا غنى لهم عنها. ويعاني المعلمون في تلك القرى من الوصول إلى مدارسهم بل أن بعضهم آثر السير على الأقدام على الركوب في تلك الطرق والمغامرة بأرواحهم. وتعود السكان في مثل هذه الأوقات من كل عام حين تهطل الأمطار على الذهاب إلى الأسواق في المحافظة لشراء مستلزماتهم بالجملة حيث أصبحوا يعرفون أن الطرق تصاب بالشلل بعد جريان السيول وأن فرق الصيانة المتمثلة بفرق وزارة النقل لا تحرك ساكنا وإن قاموا بذلك مرة غابوا سنة مما جعلهم يأخذون حاجياتهم التي تكفيهم ويبقون في منازلهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. وتساءل كل من يحي المالكي وعلي الخالدي وأحمد السعيدي عن دور وزارة النقل المفقود تماما في صيانة طرق آل سعيد وطرق آل خالد من بني مالك هذه الطرق التي كانت في السابق يتم صيانتها من قبل هيئة تطوير وتعمير فيفا وبعد إلغاء فرق الصيانة فيها قامت على أنقاضها فرقة تابعة لوزارة النقل هي الفرقة الحادية عشرة ويبدو أنها أسندت إليها طرق المحافظة إلا إننا لم نر شيئا يذكر من تلك الفرقة على الرغم من أنها انتقلت إليها جميع معدات هيئة تطوير فيفاء وأضافوا توجد فرقة صيانة بالمحافظة وكان الأولى أن تستلم طرق المحافظة التي تتبعها إلا أنه من المفارقات العجيبة أنها كلفت بصيانة طرق أخرى خارج نطاق المحافظة في وقت كان يفترض أن الفرقة الجديدة هي من تقوم بذلك وتكون الفرقة الموجودة بالمحافظة هي من تستلم طرقها بحيث يتم دعمها كون معداتها المتواضعة لا تفي بالغرض. وتساءلوا حتى متى تبقى معاناة سكان بني مالك من الطرق الترابية والأودية وعدم صيانتها؟؟ سؤال وجهوه إلى وزارة النقل الموقرة..