قد يتصور البعض أن الشعر الشعبي محصور على أغراض سطحية لا قيمة لها وهذا يقلل من قيمة هذا الشعر ولهذا فإننا ومن خلال هذه الزاوية سنسلط الأضواء على تطور الشعر الشعبي ومواكبته للأحداث في شتى ميادين الحياة الدينية منها أو الدنيوية. لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن ليهدي خلقه إلى سبل الرشاد ويبين لهم الحق ليتبعوه والباطل ليجتنبوه فأنزل وحياً منيراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم هادي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وهو الداعي إلى هذا النور في سنته المطهرة ومن بعده الخلفاء الراشدون وأصحابه والتابعون من أمته إلى يوم الدين. ولقد كان ولا يزال للشعر دور في الدعوة إلى التخلق بخلق الإسلام ومدح فضائله سواء الشعر الفصيح مثل شعر شاعر الرسول حسان بن ثابت أو غيره الكثير والمحفوظة قصائدهم في التاريخ الإسلامي والعربي أو الشعر العامي أو ما يُسمى بالشعر الشعبي في وقتنا الحاضر الذي لم يغفل هذا الجانب العظيم وهو إظهار فضائل الإسلام في الشعر الشعبي وعند استعراضنا لذلك الجانب من الشعر نجد أن أول ما بدأ به أغلب هؤلاء الشعراء سواء من القدامى أو المعاصرين هو ذكر الله عز وجل والاستعانة به في بداية القصيدة ثم بعد ذلك يبدأ الشاعر بسرد موضوعه الذي نظَّم قصيدته لأجله، ثم يختمها بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلب الصلاة عليه من الحاضرين أو المستمعين لقصيدته. وأغلب هؤلاء الشعراء يحثون في قصائدهم على طاعة الله وإقامة شعائره وحمده وأن النصر من عنده تعالى شأنه؛ ونأخذ بعض الأمثلة من ذلك الشعر الشعبي قال الإمام فيصل بن تركي آل سعود - رحمه الله - بعد أن نصره الله يحمد الله عز وجل: الحمد الله جت على حسن الاوفاق وتبدلت حال العسر بالتياسير جتنا من المعبود قسام الأرزاق رغم على الحساد هم والطواير هبت هبوب النصر من سبع الاطباق للدين عز ونقمة للخنازير زان الكلام ودن لي بيض الأوراق اكتب ثناء لله على حسن تدبير والقصيدة ملحمة طويلة: وهي من القصائد التاريخية الإسلامية التي تبرز في ذلك العصر وتوضح حكمة وعدل الإمام فيصل - رحمه الله - التي أورثها من بعده لأحفاده الفخورة بهم راية الإسلام الذين نعيش في عهدهم الميمون. وقال الإمام محمد بن سعود بن فيصل في بداية قصيدته: بديت بذكر الله على كل شاني ومن وحد الباري على الرشد له فن وقال الإمام تركي عبدالله بن سعود يبين في قصيدته أن النفع والضر بيد الله الذي يفعل ما يشاء: ما في يد المخلوق نفع وضرا ما قدر الباري على العبد جاري وقال الشيخ مشعان بن هذال مستعيناً بالله في بداية قصيدته المسماة، الشيخة. يا الله بتصريف الهبايب والادوار شأنك عسى تصريف شانك لنا خير يا الله يا عالم خفيات الاسرار يا معتني بالخلق وآل المقادي وعند الانتهاء من قصيدته ها هو يختمه بقوله: وصلاة ربي عد ما بالهوى طار على رسول اللي دعا الناس للخير أما حجرف الذويبي فإنه يذكر في قصيدته أن الأرزاق بيد الله يقسمها حيث يشاء وذلك بقوله: ترى رزق غيري يا ملا ما ينولني ورزق يجي لو كل حي.. يحايله