عند الحديث عن الباحث السعودي عموماً أو الباحث السعودي المختص في الجوانب التاريخية المحلية تبرز أمور بعضها إيجابي والآخر سلبي شأن هذا المجتمع شأن أي مجتمع آخر وفي كل مكان من العالم، لكن تسليط الضوء عليها وبطريقة تحفظ للجميع حقهم أمر مطلوب لأنه من المهم أن يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت لكن وفق الضوابط المرعية. يعجبني في الباحث السعودي في أكثر الأحيان أنه لا يبحث عن المال في دراساته البحثية أو بمعنى آخر لا يجعل الجانب العلمي وسيلة لاكتساب المال، وهذا أمر سببه تحسن دخله من الأساس فهو يأتي للجانب العلمي إما محبة وهواية أو لإيصال رسالة معينة، وقد سمعت من غير واحد من داخل الوطن وخارجه أن المتحدث السعودي في الفضائيات وغيرها يحضى بثقة أكثر من غيره، وأعرف الكثير من الباحثين المتطوعين يدفع أموالاً طائلة من أجل شراء مخطوطة أو وثيقة بل والسفر من أجل ذلك، لأنه سينقل عنها في كتاب أو مقال، ومن الأمثلة على ذلك على سبيل المثال وبحسب حروف الهجاء: تركي القداح وراشد العساكر وعبد العزيز الأحيدب وعبد الله البسيمي وعبد الله بن حمد العسكر وعبد الله المنيف وعبد الله بن محمس وعلي المهيدب وفائز المفيز وغيرهم كثير ممن لا يلتفتون للجانب المالي بحال من الأحوال إذا كان الهدف علمياً. بل إني أعرف أن بعض هؤلاء حين يؤلف كتاباً يعرضه للبيع لا يلتفت لجانب أتعابه وخسائره أثناء تأليف الكتاب بل كل هدفه وصول الكتاب للقارئ بطريقة مناسبة. ويعجبني في كثير من الباحثين السعوديين أنهم مع انشغالهم الكبير بالجانب البحثي إلا أن ذلك لم يمنعهم من دور اجتماعي كبير واستضافة للباحثين وفق موعد زمني محدد وذلك للحديث في هموم المجتمع البحثي، ومنهم على سبيل المثال: فائز الحربي ومحمد بن شلاح ومحمد أبو حمراء ومحمد المشوح، ومعلوم كيف مثل هذه اللقاءات تشغل حيزاً كبيراً من الوقت استعداداً واستقبالاً.....الخ. ويعجبني في بعض الباحثين السعوديين الجدية في البحث وكثرة السؤال وتتبع المعلومة والصبر على ذلك ويبرز منهم هؤلاء بجلاء باحثون كثر لكن لا يغيب عن بالي عند الحديث عن هؤلاء أشخاص لديهم الوسوسة العلمية إن صح التعبير وكثرة السؤال، ويبرز من بين هؤلاء التوأمان أيمن النفجان وصاحبه حمود العفيصان، ولا يغيب عن البال قاسم الويس صاحب النضج في الطرح، والباحث الدؤوب مساعد السعدوني، ولا أنسى المتميز نايف بن غبن الوسمي. وأما حين يكون الحديث عن الباحث مثير الجدل والزوابع وهذه مزية جميلة خطيرة ومسببة للصداع فلا أعتقد أن هناك باحثاً يثير الزوابع ويجلب الردود والمناقشات بخيلها ورجلها مثل بادي بن فيحان آل وثيلة الذي يطارد المناقشات والردود وتطارده. وليس بعيداً عن بادي بن فيحان الأستاذ حمود المزيني ابن المجمعة البار وصاحب القلم المشاكس الذي له صولات وجولات لا تخفى. وعكس من سبق بباحثين سعوديين يعملون بالمثل القائل (ألق كلمتك وامش) فهم لا يحبون الصداع ولا يعلمون إلا بما رجح واشتهر وصح من الأقوال ويبتعدون عن الجدل عشرات الكيلوات، ومنهم شيخنا عبد الرحمن أباحسن والمتميز عبد الله بن صالح العقيل والرائع فهاد السهلي وهادئ الطباع محمد الفيصل والموسوعي محمد آل رشيد، وإن كان للأخير بعض الردود إلا أنه مضطر لها اضطراراً. ومن الباحثين من عرف بأنه مظلة للآخرين وجامع لهم في كثير من الأحوال، ولا أنسى أني رأيت أكبر تجمع للباحثين في الإبل تاريخها وما كتب عنها تحت مظلة واحدة وفي رواق خيمة واحدة في ضيافة الأستاذ فوزان الماضي مؤسس مجلة الإبل. هذا ما يعجبني في الباحث السعودي، وأما ما لا يعجبني في بعض الباحثين السعوديين فهو كثير مع كل أسف وسأذكر شيئاً منه لكن ليعذرني القارئ الكريم فلن يكون للأسماء هنا محل(!) أكثر ما لا يعجبني ولا يعجب غيري في بعض الباحثين السعوديين هي أن علاقتهم مع بعضهم الآخر لا تزال تحتاج إلى مراجعة في صور كثيرة فنسبة الشك عالية ونظرية المؤامرة حاضرة، وكثرة مراجعة الدوائر الحكومية في مشاكل صغيرة تحل ودياً أمر موجود، والتنسيق متوفى ومدفون من عقود والكل قد صلى عليه صلاة الغائب، أما عمل أكثر من باحث في موضوع واحد فهو أمر متفق عليه بينهم ولا يقبل النقاش. وبعضهم قبل أن يسأل عن موضوع هل بُحث أم لا يسأل عن غيره من الباحثين ماذا فعل والاتهامات بين بعضهم كبيرة وكثيرة. مبروك يا نايف دشن زميلنا الأستاذ نايف بن مارق الضيط سكرتير تحرير مجلة الفيصل العلمية موقعه الإلكتروني (عتيبة أون لا ين) للبحث في موضوعات تاريخية وتدرس جوانب من تاريخنا المحلي، نايف يقول: وإن كان عنوان الموقع عن قبيلة عتيبة إلا أنه يشمل كل أبناء الجزيرة العربية والتسمية لا تدل على الحصر. وأنا أقول موفق إن شاء. للتواصل