لعل الجغرافيا المميزة التي تحتضنها منطقة تبوك سواء كانت سواحلها أو صحاريها الممتدة في كل اتجاه تمنحها هذا البعد السياحي البيئي المثير للانتباه والمتشكل بقوة في مشهده التصويري الباعث على جذب الأنظار والناس واستثارة المشروعات السياحية المهمة التي يمكنها أن ترفد النضهة التنموية في تبوك. ومن خلال هذا الاستطلاع المعمق نحاول إلقاء الضوء على جانب مهم من جوانب الصورة الخلابة للمنطقة وهو الجانب المرتبط بالشواطئ الموازية للبحر الأحمر الذي تأخذ منه منطقة تبوك نصيباً كبيراً بإطلالتها على سواحله الممتدة من حقل شمالا وحتى أملج في الجنوب والشواطئ التي نود التحدث عنها وإلقاء المزيد من الضوء عليها هي تلك الشواطئ البكر التي مازالت تحتفظ ببراءتها ولم تلوثها أماكن ومصانع الحضارة ولم تنتهكها الأجواء التي تؤثر سلباً عليها من خلال بقاء مناخها كما هو وكذلك استمرار التناغم الطبيعي بين رمالها ومياهها وطبيعتها الزراعية كامتداد النخيل على حوافها وتناثر الأشجار هنا وهناك ونقاء تربتها وصفاء جوها. ومن الشواطئ القابلة للاستثمار السياحي في محافظة حقل التي لازالت في مادتها الطبيعية الخام شاطئ الشريح الذي يقع جنوب مدينة حقل على بعد 30 كيلومتراً ويتميز بطبيعته الجميلة وأرضه المستوية والمكان بصفة عامة صالح لممارسة السباحة والرياضة المائية المختلفة كذلك تتوفر بمياه الموقع مجموعة من الشعاب المرجانية مما يجعله أحد الأماكن الملائمة لممارسة رياضة الغوص بدرجة كبيرة. وشاطئ السلطانية ويقع على بعد 42 كيلومتراً جنوب مدينة حقل وأرضه مستوية بطول حوالي 500 متر على الشاطئ وعرضه حوالي 200 متر وهذا الموقع مواجه لميناء نويبع المصري تماماً ويتميز بشواطئه الجميلة التي تتخللها الشعاب المرجانية والمسابح الملائمة لممارسة رياضة الغوص والسباحة كما يصلح الموقع لإقامة أي مشروع سياحي للإقامة الفندقية على الشاطئ وتتسع المساحة لإقامة قرية سياحية. وشاطئ بئر الماشي ويبعد عن مدينة حقل حوالي 55 كيلومتراً في اتجاه الجنوب ويقع الشاطئ على خليج كبير وتعد الطبيعة البحرية له متميزة للغاية وكذلك تتميز طبيعة أرض الموقع بأنها من الحصى الصغير وأرضه مستوية وهو من أكثر الأراضي ملاءمة لممارسة سياحة الشواطئ ونظرا لاتساع المساحة المتاحة وملائمة الشواطئ للسياحة والرياضات المائية المختلفة فإنه يمكن إقامة أكثر من مشروع بهذا الموقع. وكذلك الشواطئ الممتدة من حقل جنوبا باتجاه ضباء وهي شواطئ مركز البدع ومقنا وقيال والخريبة وشرما بالإضافة إلى الشواطئ المتميزة والممتدة عبر الساحل مثل شواطئ محافظة ضباء ومحافظة الوجه وأملج التي تتميز بشواطئها العذرية الخلابة بما تحتويه من نخيل يعطى فضاء الشاطئ منظرا رائعا. ولعل شاطئ شرما المشهور الذي يأتيه الزوار وعشاق البحر من كل مكان في المملكة والخليج يمثل نموذجاً طبيعياً لهذه الشواطئ المتميزة التي كتب عنها الكتّاب والإعلاميون والشعراء وأشار لروعتها العديد من المسؤولين الذين رأوا في شرما مكاناً ملائماً لممارسة كل أنواع الألعاب الرياضية والصيد والاستمتاع بأجواء البحر في كل الفصول وسيكون هناك تواصل جديد يقرب من مدينة تبوك حيث يصل الطريق الجديد بينهما لتكون أقرب الشواطئ ولتنتعش السياحة البحرية في هذا الشاطئ المختلف. وقد أعدت أمانة منطقة تبوك خطة لتهيئة واستقبال المنتزهين في صيف هذا العام حيث تم استكمال الجزء الثالث من منتزه الأمير فهد بن سلطان إضافة لزيادة المسطحات الخضراء وإضافة مظلات وألعاب جديدة في تلك الحدائق إلى جانب تكثيف عمليات الصيانة والنظافة للحدائق العامة والمنتزهات وتزويدها بعدد كبير من المظلات والألعاب المتنوعة كما تم التوجيه للبلديات في المحافظات التابعة للمنطقة بالعمل على تهيئة المنتزهات البحرية لاستقبال المصطافين وتوفير كافة الخدمات لهم بما يحقق لهم الراحة والرفاهية بالإضافة إلى تكثيف الحملات والجولات الميدانية على المطاعم والمراكز التجارية للتأكد من وجود الأغذية وتقيد العاملين باشتراطات الصحة والسلامة وكذلك يجري تنفيذ أعمال الصيانة لعدد من الطرق.