قصة عبير قاسم حمزة الجنابي العراقية عذراء المحمودية ذات الخمسة عشر ربيعا، التي تسكن في المحمودية شمال شرق بغداد، قصة من آلاف القصص التي تؤذي مسامعنا وتجرح مشاعرنا وتشعرنا بالذل والهوان في ذلك الزمن المرير. اغتصبها الأمريكيون بدم بارد ثم قتلوها ثم خنقوها ثم أحرقوا جثتها، وقتلوا أختها الصغيرة هديل وأبوها قاسم وأمها فخرية طه محسن في شهر مارس من عام 2006م. لم يفضح هذه الجريمة الأمريكية البشعة بحق العراق، أحد الديمقراطيين، أو الليبراليين، أو الإسلاميين، أو اليساريين، من (عراقيي أمريكا)، في العراق أو خارجه بل جريدة (واشنطن بوست) التي نشرت تحقيقاً جريئاً عن كيفية ترصد تلك المجموعة من (عسكر) أمريكا التابعة ل(مشاة الفوج، 502 من فرقة المشاة الرابعة)، في جيش الحرية والكرامة والشرف الأمريكي في العراق، لتلك الفتاة العراقية، والقيام باغتصابها، ثم حرق جثتها، وقتل عائلتها. هذي الحكاية قد أتتنا عبر موجات الأثير لم نختلقها بل جرت.. في ذلك الزمن العسير أبطالها لا يعرفون وربها كان الغفير عاشوا الحياة أعزّة.. لا يملكون بها نقير ونعتهم الدنيا هناك بذلك البيت الحقير بفنائه رمانة.. والفرش من عود الحصير كانت عبير كزهرة التفاح تطفح بالعبير لم تقتن سيارة أو ذلك الفرش الوثير لم تلبس الألماس يوما أو ترى ثوب الحرير لم تشتر ما تشتهي.. لم تملك المال الوفير كانت تعيش فقيرة تقتات من خبز الشعير كانت لها أرجوحة، كانت كعصفور صغير كانت عبير صغيرة.. كفراشة دوما تطير كان الجميع يحبها.. الأم والأب والعشير كانت لها أم تراعيها وكان لها سرير كانت تفيض براءة في ذلك الزمن المرير كانت ترافق أختها دوما على شط الغدير كانت غراسا صالحا.. كل الأكف لها تشير كانت تحب الخير في الدنيا وترأف بالفقير كانت تصلي فرضها وتصوم في حر الهجير وترتل القرآن دوما في المساء وفي الظهير كانت تشع نضارة وكأنها القمر المنير كانت تبر بأمها، وبأمرها دوما تسير حتى أتى الباغي وفجر ذلك الحلم الكبير دخل العدو مدججا بالطائرات لها هدير حصدوا برشاشاتهم الأم والأب والصغير كان العطوف بأهله.. كان المنادم والسمير دخلوا عليهم واستباحوا حرمة البيت الصغير هتكوا الستار ودنسوا عرض العفيفة كالحمير هجموا عليها عنوة وتناوب الحشد الكبير لم يرحموا نظراتها أو ذلك الدمع الغزير لم يحفلوا بصراخها أو بالبكاء أو الصفير قتلوا براءتها وخانوا.. يوم أن عز النصير ودماؤها تجري وتنزف في السرير لها خرير في خسة ونذالة يا قوم ليس لها نظير ربَّاه قد عاثوا فسادا.. رباه قد خان الخفير والجحفل الغازي يعربد يوم أن مات الضمير ما بين جرح نازف أو مستجير أو أسير قد كشروا أنيابهم في ذلك البلد الحسير عاثوا فسادا في العراق بلا حسيب أو نكير جلبوا علينا بالعتاد وبالرجال وبالنفير حشدوا الجيوش وأرسلوا لعراقنا الجمع الغفير قل لي بربك ما بنا.. ما ذلك الصمت المثير هذا الصليب يبيدنا.. وعلى مرابعنا يغير نغضي ونكتم غيظنا.. وجناحنا دوما كسير بالأمس كنا سادة واليوم في الصف الأخير يا رب أهلك جمعهم..وتولهم أنت القدير هذي الجموع تكالبت.. يا إخوتي جاء النذير يا رب فادفع شرهم عن أهلنا أنت الخبير يا رب فارحم ضعفنا بك نستغيث ونستجير واغفر ذنوب الخلق في اليوم العبوس القمطرير أنت العليم بحالنا وإليك يا رب المصير لكن دين الله باق هكذا قال البشير هل ننصر الرحمن حتى يأتي النصر الكبير معهد بحوث الطاقة الذرية - مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية