فر مئات من الناجين الإندونيسيين من أمواج المد البحري (تسونامي) من مراكز الإيواء الطارئ أمام الساحل صباح أمس الأربعاء بعد أن انتابهم الذعر عقب انتشار شائعات عن قرب حدوث موجة جديدة. وبدأ عدة مئات من الأشخاص الذين انتابتهم حالة من الرعب في الفرار من المنطقة بالعربات والدراجات البخارية وعلى الأقدام وبعضهم يجرون معهم الأطفال الذين يصرخون. ووسط هذه الفوضى، حاولت الشرطة المحلية وعمال الإغاثة تهدئة السكان لكن هذه النوبة من الذعر استمرت. لكن الموقف هدأ إلى حد ما بعد مرور 20 دقيقة بالرغم من أن الكثير من الذين فروا لم يعودوا، بينما أشخاص آخرون الذين ناموا خلال الليل بالمسجد الرئيسي في بانجانداران صعدوا إلى الطوابق العليا من المبنى. ونزح مئات السكان إلى المناطق المرتفعة بينما واصل عمال الإنقاذ انتشال الجثث من تحت الأنقاض وبدأت المساعدات تصل ببطء إلى بلدة بانجانداران الإندونيسية بعد يومين من تعرضها لموجات مد عاتية. ومع ارتفاع عدد القتلى طبقاً لما أوردته الهيئة الوطنية لمواجهة الكوارث بإندونيسيا من جراء موجات المد التي اجتاحت الساحل الجنوبي لجزيرة جاوة يوم الاثنين إلى 525 قتيلا تواصلت عمليات البحث عن 273 مازالوا مفقودين. وقالت نوردينا المسؤولة في مقر الهيئة في العاصمة جاكرتا لرويترز أمس الأربعاء (عدد القتلى وفقاً للبيانات التي تلقيناها الساعة الثانية عشرة (0500 بتوقيت جرينتش) بلغ 525 قتيلا. ونحن بانتظار مزيد من المعلومات لتحديث البيانات. وشعر سكان بانجانداران أمس بهزة خفيفة على السواحل من عواقب الزلزال الذي وقع يوم الاثنين تحت سطح البحر وبلغت قوته 7.7 درجات وكان مركزه على بعد نحو 180 كيلومترا قبالة الساحل الجنوبي لجاوة وركضوا بعيدا عن الشاطئ وركب البعض دراجات نارية وسيارات للابتعاد أكثر عن الشاطئ مع تردد شائعات عن موجات مد جديدة. وتساءلت وسائل الإعلام الإندونيسية أمس عن سبب عدم وجود تحذيرات مسبقة قبل موجات المد التي ضربت الشواطئ يوم الاثنين رغم الجهود الإقليمية لإقامة نظام إنذار مبكر بعد موجات المد العاتية التي ضربت شواطئ المحيط الهندي عام 2004م وقتل خلالها 230 ألفا منهم 170 ألفا في إندونيسيا. وقالت صحيفة جاكرتا بوست في افتتاحيتها إن هيئة مواجهة الكوارث (لم تفعل شيئا ملموسا لرفع درجة استعداد الناس لمواجهة الكوارث). ولم يتم إقامة نظام مبكر للتحذير من أمواج المد على الساحل الجنوبي لجزيرة جاوة. وكان من المفترض أن يكون نظام التحذير الإندونيسي قد بدأ العمل به الآن بعد كارثة المد البحري في عام 2004م لكن المشروع تعطل. وردا على سؤال بشأن عدد عوامات التحذير من المد البحري التي تعمل لدى إندونيسيا منذ أن بدأت المرحلة الأولى من نظام التحذير أمام ساحل اتشيه في شمال سومطرة العام الماضي قال مسؤول حكومي مكلف بالمشروع (لا توجد عوامة واحدة). وقال نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا للصحفيين: إن الحكومة ستنشئ نظاما مبكرا للإنذار في جاوة ومناطق أخرى من إندونيسيا خلال ثلاثة أعوام. ونشرت السلطات على طول الساحل معدات ثقيلة للبحث عن الجثث تحت الأنقاض. وقال محمد سلامات مسؤول الصليب الأحمر إنه عثر صباح أمس فقط على خمس جثث على شاطئ بانجانداران وأضاف (هناك عدد كبير من الصيادين مفقودون). وقالت السلطات الإندونيسية إن الكارثة شردت 54 ألفا من سكان القرى والمزارع والمنتجعات الساحلية وان ذلك زاد من عبء عمليات إعادة التوطين بعد الزلزال الذي ضرب وسط جاوة قبل شهرين وقتل 5700 شخص. وبدأت الشاحنات المحملة بالمساعدات تصل ببطء لتقديم العون لمن فقدوا منازلهم ولنازحين فروا من منازلهم إلى التلال المحيطة خوفا من موجات مد جديدة.