أعلنت وزارة الصحة الإندونيسية أمس، ان عدد قتلى امواج المد"تسونامي"التي ضربت جزيرة جاوا اول من امس اثر زلزال وقع في عرض البحر بقوة 7,7 درجات على مقياس ريختر، تجاوز 339 في مقابل جرح 510 آخرين. وأشارت الى ان حوالى 150 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين والى نزوح اكثر من 52 الف شخص. وقال رئيس خلية الأزمة في وزارة الصحة الإندونيسية روستام باكايا ان أربعة من القتلى هم اجانب بينهم هولندي. وحاول جنود انتشال جثث محاصرة تحت الأنقاض اليوم، وعثروا على عدد من الجثث معلقة في اشجار على امتداد الشاطئ. ولم ترد أنباء عن توجيه تحذيرات قبل اجتياح أمواج المد شواطئ جنوب جاوا، على رغم الجهود الدولية لإقامة نظام للإنذار المبكر بعد كارثة أمواج المد التي ضربت المحيط الهندي عام 2004، وأسفرت عن مقتل 230 الفاً بينهم 170 الفاً في إندونيسيا. وأشارت صحيفة"نيويورك تايمز"الأميركية إلى أن جزيرة جاوا لم تتلقَ التحذير الذي أصدره المركز الذي شيد لرصد"تسونامي"في جزيرة هاواي بعد 15 دقيقة على وقوع الهزة الأرضية. لكن سكاناً كثيرين وسياحاً ادركوا مؤشرات ارتفاع الأمواج، وفروا الى أراضٍ اكثر ارتفاعاً مع تراجع مياه البحر قبل أن تصطدم الأمواج العاتية بالشاطئ. وقذفت الأمواج سيارات ودراجات نارية وزوارق الى داخل الفنادق وواجهات المحال التجارية، وسوت بالارض منازل ومطاعم وغمرت الامواج حقول رز ابتعدت مسافة 500 متر من البحر. وأظهر مسح جوي أجرته طائرة من طراز"فوكر اف - 27"تدمير نحو 40 في المئة من منطقة بانغانداران الساحلية السياحية، فيما توزعت بقية الأضرار بين مناطق سيغولانغ وبولو نوسا وكامبونغ باريغي وسيبيندا وريغاميوليا. وأبدى رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد تعاطفه مع ضحايا"تسونامي"، وآمل بأن تكلل جهود الإنقاذ بالنجاح. وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن إمدادات المساعدات الدولية التي خزنت خلال كارثة امواج المد"تسونامي"في كانون الأول ديسمبر 2004 ستستخدم. وجرى حشد فريق عمل المكتب وجاءت الاستجابة فورية. وقال باك ليمين، الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية إن"السكان المحليين لاذوا بالفرار بعد تلقي تحذير من صياح الجيران"، وزاد:"شعرنا بالزلزال ثم رأينا بعد ذلك العائلات تبعد من البحر وهم يصيحون تسونامي تسونامي". ولاذ ليمين بالفرار من منزله الكائن في بانغاندارا، احدى المناطق الاكثر تضرراً غرب جاوة مع ابنته، بحثاً عن ملاذ آمن. وقال عماد رويماد 32 سنة، وهو أب لطفلين ان أسرته سالمة لكن منزله دمر، وأضاف:"كل شيء دمر. انني مرتبك حالياً. أريد العودة لكنني لا أعلم الى أين". وقال سائح بلجيكي في بانغانداران التي تحظى بإقبال واسع من قبل راكبي الأمواج، وتحتضن فنادق صغيرة كثيرة تقع على الشاطئ انه تلقى الإنذار حين شاهد نادلة تركض في حانة على الشاطئ وهي تصرخ. وأضاف"رأيت سحابة كبيرة من مياه البحر الداكنة تتقدم نحوي، فالتقطت الحقيبة وبدأت أركض، ثم جذبتني المياه وقذفتني أسفلها وظننت أن هذه النهاية وأنني أغرق". وأوضح أنه تشبث ببراد وركب الموجة حتى وصل الى فندق قريب. وعلى رغم ان خبراء مركز الرصد الاميركي استبعدوا حدوث تسونامي"ذي قوة تدميرية كبيرة"مثل عام 2004، صرح ناطق باسم وكالة رصد الزلزال الاسترالية ان الاراضي الاسترالية في المحيط الهادئ تعرضت لموجات مد"صغيرة الى حد ما"تراوحت بين 10 سنتيمترات في جزيرة كوكو و 60 سنتيمتراً في جزيرة كريسماس، من دون ان يؤدي ذلك الى وقوع اصابات. وايضاً، صدر تحذير من حدوث"تسونامي"في ارخبيل جزر نيكوبار الهندي الواقع قبالة الساحل الجنوب الشرقي، لكن لم يسجل حدوث اي موجات مد. وكانت جزر ارخبيل نيكوبار واندامان تضررت بشدة من كارثة"تسونامي"عام 2004، حين قتل الفا شخص وفقد 5640 آخرون.