ضربت هزة ارتدادية بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر العاصمة الاندونيسية جاكرتا وغرب جزيرة جاوا وجنوب سومطرة أمس، وذلك بعد يومين من تسبب زلزال وقع في عمق البحر بقوة 7.2 درجات بموجات مد"تسونامي"أسفرت حصيلتها عن مقتل 525 شخصاً على الأقل حتى الآن. وتمايلت المباني الشاهقة في جاكرتا والأجزاء القريبة من جزيرة جاوا، ما أثار الذعر لدى السكان الذين فروا من المباني الإدارية والمنازل، لكن لم ترد أنباء فورية عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار. وأطلق مركز رصد الزلازل في جاكرتا تحذيراً من إمكان حدوث"تسونامي"جديد، ما حتم فرار مئات من الناجين في بانغانداران وسط جاوا والتي تعرضت لأضرار بالغة من أمواج المد التي ضربت البلاد الاثنين الماضي، من مراكز للإيواء الطارئ أقيمت أمام الساحل، مستقلين عربات ودراجات نارية وعلى الأقدام. ووسط هذه الفوضى، حاولت الشرطة المحلية وعمال الإغاثة تهدئة السكان، لكن هذه النوبة من الذعر استمرت نحو 20 دقيقة. أما مركز الإنذار من موجات المد في المحيط الهادئ والذي يتخذ من هاواي مقراً له، فاستبعد أن يتسبب الزلزال الذي هز جاكرتا والمناطق المحيطة بها بحدوث"تسونامي"جديد،"اذ ان الزلزال صغير ووقع على عمق كبير"، وهو ما حصل فعلاً. وكانت وسائل إعلام اندونيسية انتقدت عدم وجود تحذيرات مسبقة قبل موجات المد، على رغم الجهود الإقليمية التي بذلت لتشييد نظام إنذار مبكر، بعد موجات المد العاتية التي ضربت شواطئ المحيط الهندي عام 2004 وقتل فيها 230 الفاً منهم 170 الفاً في اندونيسيا. وقالت صحيفة"جاكرتا بوست"ان هيئة مواجهة الكوارث لم تفعل شيئاً ملموساً لرفع درجة استعداد الناس في مواجهة الكوارث. ورداً على سؤال عن نشر عوامات للتحذير من المد البحري تنفيذاً للمرحلة الأولى من نظام التحذير الذي أقيم أمام ساحل اتشيه في شمال سومطرة العام الماضي، قال مسؤول حكومي:"لا توجد عوامة واحدة". وقال نائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا ان الحكومة ستنشئ نظاماً للإنذار المبكر في جاوا ومناطق أخرى خلال ثلاث سنوات. في غضون ذلك، لا يزال عمال الإنقاذ في جنوب ووسط جاوا يبحثون عن الناجين بين الأنقاض ويحاولون انتشال جثث، علماً ان 275 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين. واستمر نزوح مئات السكان الى المناطق المرتفعة، علماً ان السلطات الاندونيسية حددت عدد السكان الذين شردوا من القرى والمزارع والمنتجعات الساحلية بحوالى 54 الفاً، ما يزيد أعباء عمليات إعادة التوطين بعد الزلزال الذي ضرب وسط جاوا قبل شهرين، وقتل 5700 شخصاً. وبدأت الشاحنات المحملة بالمساعدات تصل ببطء لتقديم المعونات الى أولئك الذين فقدوا منازلهم وللنازحين الذين فروا من منازلهم الى التلال المحيطة خوفاً من حدوث موجات مد جديدة.