غادر آلاف من الرعايا الأجانب لبنان أمس الاثنين مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم السادس على التوالي، بينما أعلنت إسرائيل أنها تنسق عمليات إجلاء الرعايا الأجانب مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي إطار الاستعدادات للرحيل تجمع مئات من الرعايا الفرنسيين والبلجيكيين والأوروبيين الآخرين في المدرسة اللبنانية الفرنسية في المنطقة المسيحية من بيروت، قرب المتحف، بهدف التحضير لإجلائهم على باخرة (يارا بترا) اليونانية. وغادرت سفينة (يارا بترا) اليونانية التي استأجرتها فرنسا لنقل رعاياها من بيروت ليماسول في قبرص الاثنين متوجهة إلى العاصمة اللبنانية. وأعلن مصدر عسكري أمريكي أن حوالي عشرين من رعايا الولاياتالمتحدة تم إجلاؤهم من لبنان وصلوا إلى قبرص الأحد على متن مروحية تابعة للبحرية الأمريكية. وكانت الولاياتالمتحدة أرسلت فرقاً متخصصة في التخطيط إلى سفارتها في لبنان لتسهيل إجلاء رعاياها الفارين من القصف الإسرائيلي، حسبما أعلنت السفارة في عوكر شمال بيروت. كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن مروحية بريطانية نقلت نحو أربعين شخصاً الاثنين من بيروت، في خطوة أولى ستتبعها عمليات إجلاء أوسع تأمل السلطات البريطانية متابعتها في اليوم عينه. وقال الناطق باسم الخارجية البريطانية في لندن (أجلينا صباحاً عدداً صغيراً، 40 شخصاً، منهم رعايا من البريطانيين). وأضاف (أنهم أشخاص أوضاعهم خاصة كأهالٍ مع أولادهم الصغار أو مرضى). وتم نقل هذه المجموعة الأولى بواسطة المروحية التي أوصلت الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا إلى بيروت، إضافة إلى فريقين بريطانيين، مدني وعسكري، للتحضير لنقل حوالي عشرة آلاف من الرعايا البريطانيين من لبنان. كما أعلنت الحكومة الإسبانية أمس أنها بدأت عملية جديدة لإجلاء حوالي 450 شخصاً من لبنان، فلا يبقى إذ ذاك سوى مائة من الرعايا الإسبان في هذا البلد. وحتى الآن اضطر معظم الأجانب للفرار براً لأخذ رحلات جوية من سوريا بعد أن قصفت القوات الإسرائيلية مطار بيروت وبدأت سفنها في القيام بدوريات على ساحل لبنان المطل على البحر المتوسط. وحركت إيطاليا سفينة حربية إلى المياه الواقعة قرب بيروت للمساعدة في موجة ثانية من الإجلاء بعد أن نقلت قافلة سيارات 460 شخصاً معظمهم إيطاليون إلى سوريا يوم السبت. إلى ذلك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس الاثنين في سان بطرسبرغ أن المنظمة الدولية تفكر في إجلاء عائلات موظفيها في لبنان بسبب الهجوم الإسرائيلي على هذا البلد. وأعلن أنان للصحافيين بمناسبة لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على هامش قمة مجموعة الثماني (لدينا أشخاص على الأرض ونفكر في إمكانية إجلاء عائلاتهم من لبنان وأنا واثق أن آخرين سيفعلون الشيء نفسه).