"سيل" الرعايا الأجانب المغادرين لبنان استمر أمس مع تسارع عمليات الإجلاء خصوصاً عبر مرفأ بيروت. وكان اللافت محطة جنوبية تمثلت بنقل 400 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال يحملون جنسيات فرنسية أو افريقية أو أميركية لاتينية على متن سفينة قبرصية من مرفأ صور على بعد 20 كلم من الحدود مع إسرائيل، كما نقلت 100 شخص من عائلات العاملين مع الأممالمتحدة. وسجل أيضاً الإنزال البحري الأميركي الأول من نوعه منذ عام 1983 للمساعدة في إجلاء آلاف من الأميركيين تنجز معاملاتهم قرب ثكنة لقوى الأمن الداخلي في منطقة ضبية الساحلية شمال، في حين جددت السفارة الكويتية النداء لرعاياها الذين لم يغادروا بعد بالإسراع في ذلك. وشهد مرفأ بيروت أمس حركة توافد للبوارج الحربية الأجنبية لإجلاء الرعايا، اذ دخلت صباحاً الى حرمه 4 بوارج و4 بواخر سياحية صغيرة. وخرج أمس نحو 2000 أميركي عبر المرفأ، وأعلن الجنرال كارل جينسين قائد"مهمة الإجلاء"انه"اذا سارت الامور على ما يرام، نأمل بأن ننقل أكثر من 6 آلاف شخص بحلول يوم الجمعة". وصرحت قيادة الجيش الأميركي ان حوالى 1200 من عناصر المارينز ينتشرون في لبنان لتوفير الأمن"مع تغير الوضع". واستأجرت كندا بواخر سياحية لنقل رعاياها بعد ان توقفت العمليات أول من أمس، ما أثار غضب مئات منهم كانوا ينتظرون في الميناء. وتولت بارجة بريطانية نقل رعايا بريطانيين بعد تجميعهم في"فورم دي بيروت"، ورست بارجتان يونانيان لمتابعة لنقل رعايا آخرين. وأمنت استراليا نقل عدد من رعاياها على متن سفن بريطانية ويونانية، وتأمل بأن ترحّل حوالى 7 آلاف شخص كما أوضحت السفيرة ليندال ساكس، مشيرة الى"استئجار ست سفن لانجاز العملية". وحذرت الحكومة الأسترالية من ان الحظر الذي تفرضه إسرائيل على حركة السفن قد يؤخر ذلك. وقال وزير الخارجية الكسندر داونر ان"الإسرائيليين رفضوا تمديد الحظر وتمكّن 45 استرالياً فقط من الصعود الى سفينة يونانية الأربعاء. واتهم مواطنون رئيس الوزراء جون هاورد بأنه لا يبذل جهوداً كافية للمساعدة. وأجلت الفيليبين حوالى 250 من مواطنيها عبر دمشق، ونقلتهم حافلات غطيت بأعلام الفيليبين وقطع قماش بيض ليعرف الطيارون الإسرائيليون ان هذه قافلة حافلات مدنية. كما غادرت حافلتان سويسريتان ومئات من الإيطاليين كانوا تجمّعوا أمام سفارة بلادهم. ونقلت البارجة الهندية"بومباي"نحو 700 هندي. وأبدى قائد السفينة الاستعداد لنقل أشخاص من جنسيات أخرى. وانتقل حوالى 300 من الرعايا الهولنديين الى دمشق وكان غادر عشرات منهم بحراً الى قبرص. وحتى تاريخه، غادر أكثر من 3500 من الرعايا الألمان براً وبحراً. ووصل 900 أميركي و 159 آخرون صباح أمس الى لارنكا، واستؤجرت طائرتان لنقل عدد منهم الى الولاياتالمتحدة.