تواصلت أمس عمليات إجلاء الرعايا الأجانب عن لبنان مع استمرار العملية العسكرية الاسرائيلية لليوم السادس على التوالي. وسجل انطلاق قوافل حافلات باتجاه سورية فضلاً عن ازدحام أمام عدد من السفارات ومنها الفرنسية والكندية. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس في سان بطرسبورغ ان المنظمة الدولية تفكر في إجلاء عائلات موظفيها في لبنان. وأعلنت سفارة دولة الكويت أنها لا تزال تساهم وتعمل على إجلاء المواطنين الكويتيين الراغبين بالمغادرة، من خلال مقرها الموقت في فندق"سفير بحمدون"على طريق البر الى الحدود السورية. وطلبت قنصلية مولدوفيا من رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان الاتصال بمكاتبها أو بالقنصل ايلي نصار. وتبحث حكومة الفيليبين السبل الكفيلة بإجلاء حوالى 30 ألف عامل من رعاياها الى قبرص بحراً في حال تفاقم الأوضاع الأمنية. في المقابل، أعلنت إسرائيل انها تنسق عمليات إجلاء الرعايا الأجانب عن لبنان مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأمس، تجمّع مئات من الرعايا الفرنسيين والبلجيكيين والاوروبيين الآخرين في المدرسة اللبنانية الفرنسية قرب محلة المتحف في بيروت، بهدف التحضير لاجلائهم على باخرة"يارا بترا"اليونانية التي أبحرت أمس. وينتظر ان تنقل 900 فرنسي وپ300 أوروبي بينهم 400 تقل أعمارهم عن 18 عاماً وپ100 لا يرافقهم أحد. وأعلن مصدر عسكري أميركي ان نحو 20 من رعايا الولاياتالمتحدة يعاني بعضهم أوضاعاً صحية حرجة وأطفال لجمعهم بأهاليهم وكبار في السن أُجلوا من لبنان وصلوا الى قبرص على متن مروحيتين تابعتين للبحرية الاميركية. وكانت الولاياتالمتحدة أرسلت فرقاً متخصصة في التخطيط الى سفارتها في لبنان لتسهيل عملية الاجلاء، حسبما أعلنت السفارة في عوكر شمال بيروت. من جهة أخرى، نقلت مروحية بريطانية نحو 40 شخصاً أمس من بيروت، في خطوة أولى ستتبعها عمليات اجلاء أوسع. وشملت الدفعة الاولى أشخاصاً" أوضاعهم خاصة كأهال مع أولادهم الصغار أو مرضى"، وفق ما أوضح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية. وكانت المروحية أقلت الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا الى بيروت، اضافة الى فريقين بريطانيين، مدني وعسكري، للتحضير لنقل نحو 10 آلاف من الرعايا البريطانيين. وتوقع السفير البريطاني في بيروت جيمس واط ان تستمر العملية أياماً عدة. وأبحرت السفينة الحربية اليونانية"بسارا"الى بيروت لنقل 100 يوناني الى قبرص، علماً ان عدداً من اليونانيين والقبارصة غادروا براً الى دمشق ومنها الى لارنكا وأثينا. ويعيش حوالى 2500 يوناني في لبنان، وذكرت اثينا انها وضعت عدداً من السفن على أهبة الاستعداد. ووصل نحو 300 سويدي كانوا مقيمين في لبنان الى استوكهولم بعدما أجلتهم سلطات بلادهم عن بيروت، ويتوقع إجلاء آلاف آخرين وفقاً لوزارة الخارجية. وحطت في مطار العاصمة السويدية صباح أمس طائرة آتية من دمشق على متنها 142سويدياً، تبعتها طائرة أخرى من حلب شمال سورية على متنها نحو 150 شخصاً من حلب، شمال سورية. وتشير تقديرات الى وجود نحو 700 سويدي ينتظرون في حلب التي انتقلوا اليها على متن حافلات من لبنان. وقدرت السلطات السويدية عدد رعاياها الذين كانوا موجودين في لبنان مع بدء العملية الاسرائيلية الاربعاء الماضي ب4500 شخص. كما يتوقع وصول رعايا نروجيين الى أوسلو، وآخرين فنلنديين الى هلسنكي. وكانت وصلت دفعة أولى من مواطنين دنماركيين أول من أمس الى كوبنهاغن. وأعلنت وزيرة الخارجية النيجيرية نكوزي اوكونجو ايوالا أول من أمس انه تم نقل نحو مئة نيجيري من لبنان الى سورية. وفي بانكوك، ذكر مسؤولون في وزارة الخارجية ان تايلاند أجلت أكثر من 50 من أصل 100 من رعاياها الى دمشق، بينهم طهاة يعملون في مطاعم تايلاندية في بيروت وصاغة وأربعة موظفين في الأممالمتحدة. وقرر نحو 40 منهم البقاء في العاصمة اللبنانية. من جهته، أكد وزير الخارجية الاسترالي ألكسندر داونير اجلاء 86 مواطناً أسترالياً من لبنان إلى سورية من أصل نحو 30 ألف شخص غالبيتهم من أصول لبنانية جاؤوا الى لبنان لتمضية اجازة الصيف. وتعهد بأن"نحاول تكرار التجربة غداً الثلاثاء". وذكرت وسائل إعلام أسترالية أن المجموعة التي نقلت إلى سورية أمس هي فرقة راقصة من أصول أرمينية. وتدرس أستراليا احتمال استئجار باخرة لإخلاء مواطنيها من لبنان بحراً إلى قبرص لتفادي الطرقات التي تتعرض للقصف. ودعا رئيس الحكومة جون هوارد إلى الصبر ريثما تنجز الترتيبات. وكان أجلي نحو 350 أوروبياً من لبنان الاحد وصلوا الى روما. وهذه الدفعة هي الثانية المهمة التي تشمل أجانب معظمهم اوروبيون بعد وصول 116 اسبانياً جواً الى مدريد السبت الماضي.