كان أمس يوم اجلاء الرعايا الاجانب بامتياز عن لبنان، فعلى رغم ان الطرق البرية الى سورية التي لا تزال سالكة محفوفة بمخاطر الغارات الجوية المفاجئة، نشطت حركة الحافلات عليها، كما"ازدحم"مرفأ بيروت بسفن حربية وأخرى مدنية مستأجرة لنقل الرعايا، حتى ان باخرة سياحية لبنانية متخصصة في الرحلات السياحية الى مدن المتوسط وجزره، انضمت منذ أمس الى"اسطول"السفن العاملة على خط بيروت - لارنكا أو بيروت - مرسين. فقد عبرت نقطة العريضة الشمالية الى سورية قافلة من 125 شخصاً من رعايا المكسيك بواسطة 5 حافلات، برفقة القائم الاول بأعمال السفارة، وبعدها غادر مئات من العاملين غير الاساسيين في الاممالمتحدة والاسكوا والبنك الدولي في الأيام الاخيرة، وسيغادر رعايا المكسيك بعدها الى تركيا تمهيداً للانتقال الى بلادهم، كما ان قافلة مؤلفة من 3 حافلات نقلت نحو 100 من الرعايا البلجيكيين. فضلاً عن قافلة أخرى تضم 150 ألمانياً، علماً ان عدد الألمان الذين اجتازوا الحدود أمس بلغ 500 شخص. وفي نقطة العبودية الشمالية، كانت الحركة ناشطة أيضاً، اذ عبر عدد كبير من أفراد الجاليات العربية. ووجه سفير الكويت في بيروت علي سليمان السعيد نداء اخيراً الى مواطنيه الذين لم يغادروا بضرورة ذلك، وأبدى استعداد السفارة تسهيل اجلائهم بالسرعة الممكنة. وانتقل أيضاً الى سورية مئات من الجالية الروسية. ودخلت منذ ليل أول من أمس جنسيات جديدة على قوافل المغادرين، اذ أجلت الجزائر 59 من رعاياها عبر سورية، وتونس عشرات من مواطنيها عبر الطريق ذاتها. ومنذ الاثنين الماضي أجلت السفارة المصرية 2300 شخص الى دمشق وعمان. وتعد القنصلية الاثيوبية ترتيبات لاجلاء مواطنيها عبر دمشق. ودعت وزارة الخارجية في البوسنة والهرسك مواطنيها في لبنان، والبالغ عددهم 20 شخصاً، الى المغادرة في أقرب وقت. وسرّعت بريطانيا عملية اجلاء رعاياها، وتأمل ان تنقل نحو 5 آلاف شخص حتى نهاية الاسبوع الجاري من أصل 22 ألف بريطاني يعيشون في لبنان. ووصلت الى مرفأ مرسين في جنوبتركيا سفينة تقل 188 سويدياً، كما استمر وصول اعداد كبيرة من مواطني دول أوروبية شرقية مثل كرواتيا ورومانيا وبولندا الى بلادهم. ويفترض ان يغادر لبنان 1000 روسي، علماً ان عملية الاجلاء ستشمل مواطنين من كازاخستان وجورجيا وأوكرانيا وبيلاروسيا. كما باشرت الفيليبين أمس اجلاء رعاياها، ويعمل نحو 30 ألفاً منهم في لبنان وأقلت أمس حافلات 200 منهم الى سورية. واستأجرت استراليا سفناً لاجلاء رعاياها، علماً ان 25 ألف استرالي يحملون جنسية مزدوجة في لبنان بينهم نحو 7500 سجلوا اسماءهم وطلبوا نقلهم، وكانت بوشرت عمليات الاجلاء عبر دمشق. وقال مسؤولون هنود ان هناك 4 سفن تابعة للبحرية الهندية في طريقها الى المنطقة مستعدة لاجلاء نحو 12 ألف مواطن. وطلبت بنغلادش مساعدة دولية في اجلاء 10 آلاف من مواطنيها. وأجلت تايلاند 37 من مواطنيها الى دمشق، وماليزيا 10 من رعاياها بينهم 4 ديبلوماسيين. وتبحث اليابان سبل اجلاء 45 من رعاياها. ونقلت طائرة برازيلية نحو 100 برازيلي وصلوا الى تركيا من بيروت. ونقلت أمس من مرفأ بيروت الفرقاطة الفرنسية"جان دوفيين"300 من الرعايا الفرنسيين والأوروبيين، وهي عملية الاجلاء البحرية الثالثة التي تتولاها فرنسا باتجاه لارنكا. وينتظر ان تصل الفرقاطة سيروكو، وحاملة المروحيات"ميسترال"القادرة على نقل حوالى 4 آلاف مدني الاحد المقبل. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية اليونانية ان سفينة"ايكاريا"الحربية أجلت 1000 شخص يوناني ومن جنسيات أخرى أمس من بيروت الى لارنكا. وكشف مصدر ديبلوماسي اميركي ان نحو 8 آلاف اميركي مسجلين على انهم يعيشون في لبنان سيجلون تباعاً. وكانت عملية الاجلاء بدأت أمس بالمروحيات من مرفأ بيروت الى قبرص.