يشكل القطاع الخاص دوراً هاماً في تبني موهبة واختراع الموهوبين وتحويل اختراعاتهم إلى واقع قد يستثمر تجارياً في خدمة الوطن والمواطن - والسؤال المطروح كيف يسهم رجل الأعمال بشكل فاعل في هذا الاتجاه لمساندة الأداء العام الاستثماري والاقتصادي وتوظيف ذلك لتجديد حركة القطاع الخاص، بما في ذلك تحسين الكفاءة التشغيلية والإنتاجية لذلك؟. * رئيس دار الدراسات الاقتصادية الدكتور عبدالعزيز داغستاني رأى أن دعم رجال الأعمال والقطاع الخاص للموهوبين والمخترعين مسألة مرتبطة بثقافة وحضارة المجتمع، وهنا يجب تفعيل هذا الجانب الأمر الذي يحتاج إلى عمل مؤسسي طويل الأجل يزرع في المجتمع تلك الثقافة. وفيما يخص القطاع الخاص يقول إن هناك أمراً يجب الاعتراف به وهو أن القطاع الخاص يعنى بالمقام الأول بعامل الربح وهذا حق مشروع لأن حافز الربح يشجع القطاع الخاص على العمل والاستثمار، ولكن للقطاع الخاص دور هام في الاقتصاد والمجتمع على حد سواء فهو الذي يخلق القيمة المضافة في الاقتصاد وهو الذي يفعل عناصر الإنتاج بما فيها العنصر البشري. وعن أهمية الجانب الاجتماعي في هذا الاتجاه يؤكد داغستاني أن الدور الاجتماعي لا يجب أن يتعارض مع الدور الفاعل الذي يلعبه القطاع الخاص في تنمية المجتمع.. ومن ذلك دعم الموهوبين والمخترعين لأن هذه المسألة تصب في نهاية الأمر في تكامل اجتماعي وترابط أطرافه وتكوين قاعدة وطنية تخلق الولاء والحب للوطن. ويستشهد داغستاني بدور بعض الدول الصناعية حيث يلعب القطاع الخاص دوراً فاعلاً في الإنفاق على مراكز الدراسات والبحوث العلمية والإستراتيجية كما هو الدور التي تحتضن الموهوبين والمخترعين والمبدعين.. وفي هذا الاتجاه فإن المجتمع الذي لا يبدع هو مجتمع ميّت لا يمكنه أن يتقدم أو يفعل وتستخدم عناصره الإنتاجية الاستخدام الأمثل، فالبعد الثقافي والحضارات لهذه المسألة هو تماماً مثل أهمية البنية التحتية لأي استثمار اقتصادي ناجح. * المحلل الاقتصادي طلعت حافظ يؤكد على أهمية دور القطاع الخاص في دعم الموهوبين والمخترعين وتمويل اختراعاتهم وتبني ذلك مادياً وأدبياً، ويشير حافظ إلى تجربة الدول الصناعية الثماني واستثمار الاختراع وتوظيفه كمنتج يستثمر في مجال الصناعة وتطوير الاقتصاد الداخلي مما يؤكد على أهمية الاختراع والإبداع لافتاً إلى أهمية المؤتمرات العلمية في دعم الموهوبين والمخترعين في هذا الاتجاه: ويرى أن الاختراعات العلمية تحقق دوراً هاماً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأي بلد، وتواجد منافذ لدعم الاختراعات التي تسهم في تمويل ورعاية المخترع وتحويل اختراعه إلى واقع سيستثمر تجارياً لخدمة الوطن أمر هام.. ورأى أن المجتمع السعودي يمر الآن في تطور مستمر في جميع مناحي الحياة الاجتماعية، واهتمام خادم الحرمين الشريفين رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بهذا الجانب دليل على اهتمامه بالفرد السعودي المبدع وحافز لدعمه في هذا الجانب. وبهذه المناسبة أرى أن رجل الأعمال عليه مسؤولية في هذا الاتجاه تتمثل في الدعم المتواصل والإيمان بدور المبدع في بلادنا. * رئيس مجلس إدارة شركة المنتجات الغذائية والمحلل الاقتصادي محمد العماري طالب رجال الأعمال بمنح الموهوبين والمخترعين مزايا دائمة لمواصلة مشوارهم في هذا الاتجاه من خلال تبني أبحاثهم واختراعاتهم في جميع الاتجاهات. ويرى أن يتم توسيع دائرة ذلك لتشمل تبني العلوم الإنسانية كالمبدع والمبدعة في مجال الثقافة والفنون التشكيلية والموسيقى ليصبح لدينا مبدعون في كل اتجاه.. ويشير العماري إلى وجود مبدعون بارزون في مجال الطب وهناك العديد من الشواهد في بلادنا وهؤلاء برزوا من خلال جهود ذاتية وهذا لا يكفي فربما البعض غير قادر على تبني هذا الجانب مادياً، وهنا يأتي دور رجل الأعمال في تنمية وتبني إبداعاتهم. وعن دور المؤتمر كقيمة يأتي في هذا الوقت برعاية كريمة من ملك البلاد يقول: رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة رسالة من الملك لبناء جيل منتج، وإشارة لنقلة نوعية في بناء صيغة ثقافية حان الوقت الآن لتواجدها، فالملك - حفظه الله - رأى أننا طوال السنوات الماضية كنا شعباً مستقبلاً ومستهلكاً، وأراد اليوم من خلال سياسته الحديثة أن نكون شعباً مساهماً يساهم في بناء المستقبل ويضع اللبنة الأساسية لمجتمع قادم، وهنا تتعدد الأدوار في المساهمة، وهنا على المؤسسات الراعية لذلك مسؤولية، كذلك رجال الأعمال وبنك التسليف الذي يسهم في منح قروض للمخترعين، ولا ننسى صندوق التنمية الصناعية.. إن هناك مسؤولية مشتركة يجب أن يساهم بها الجميع من أجل القادم. * مدير إدارة تنمية الموارد المالية في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين سعيد العماري يعلق على ذلك فيقول: أهمية مشاركة القطاع الخاص والقيادات والإسهام في تنمية الموهوبين في عدة مجالات أمر هام مادياً وثقافياً واجتماعياً، ومن خلال عملنا بالمؤسسة كان وما زال لدينا شراكة ناجحة مع بعض الاختراعات التي هي الآن جاهزة للتسويق من خلال دعم رجال الأعمال لأن المنتج يحتاج لدعم مادي يتوافق مع تخصص رجل الأعمال وهنا يبرز الدعم الذي يأخذ طابع الشراكة في الدور الممارس لتلقي رغبة الطرفية. وعن الدعم العيني يوضح العماري أن هناك بعض المدارس ومراكز الحاسب الآلي قدمت منحاً دراسية داخلية ودولية بترتيب من المؤسسة، ويضيف: إن هناك رجال أعمال لديهم مشاركات فكرية تأتي من خلال اللقاءات التي تعقدها المؤسسة والتي ينبثق عنها اتفاقيات عدة تصب في دعم الموهوبين ويرى أن هناك مسؤولية مشتركة يجب أن يشارك بها الجميع لزيادة الوعي بدور الموهوبين. وعن دور المؤتمر في هذا الاتجاه قال إن المؤتمر يعتبر عامل مهم لأن المؤسسة تمر بنقلة جديدة وهذا سوف يعطي رؤى جديدة على الدور الذي تمارسه المؤسسة في دعم الموهوبين والمخترعين والمبدعين بشكل عام.