كنت أسمع عن الانضباط في العمل كثيراً؟ وهو أمر مألوف ينشده كل إنسان ويتمنى أن يصل إلى ذروته وأن يحافظ عليه طوال حياته العملية، وهو يتطلب توافر الكثير من المواصفات التي تكفل الاستمرار في كسب احترام الناس ومن يعملون معنا، ومن تلك الصفات حب الوطن - حب العمل - الذكاء - القيادة - الحكمة - احترام الآخرين.. إلخ. منذ زمن بعيد وحبي الشديد يتزايد لأرى هذه الصورة مكتملة في شخصية تحمل أعباء كبيرة ومسؤوليات جسيمة وتحقق تلك الانضباطية والانجاز على أرض الواقع، وجاءت تلك اللحظة التي بدأت أشعر فيها بوجود هذه الشخصية، ذلك عندما تسلم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل إمارة منطقة القصيم. لقد كنت أسمع من والدي (رحمه الله) بحكم تواصله مع الأمير العديد من الأشياء التي رسمت صورة واضحة عن تلك الشخصية التي أعتبرها نموذجاً يحتذى به. ومن ضمن ما سمعته من والدي (رحمه الله) في حديثه عن سموه الكريم إنه لم يرَ أحداً يلتزم بالانضباط رغم المشاغل الجسيمة والمهام العظيمة مثل الأمير فيصل في استغلال الوقت لخدمة هذه المنطقة المترامية الأطراف والقيام بالواجبات العملية والواجبات الاجتماعية. وقال: إنه يحيي في الأمير روحه التشجيعية على من يحبون العمل وانضباطه واحترامه لكل عمل صغير كان أو كبير فيه الخير. وقد قال أيضاً: إن منطقة القصيم محظوظة بوجود الأمير فيصل بن بندر مستدلاً (رحمه الله) بعمل سموه الكريم طوال اليوم.. فقلت كيف؟ قال: تجده بالإمارة يقابل فيها الناس ويطلع على معاملاتهم ويكمل ذلك في قصره العامر ويستقبل المكالمات لمن لم يكن لديه وقت أو حل به شيء بعد دوامه الرسمي، وهذا ليس بمقتصر على أناس معينين بل كل الناس. وذكر لي (رحمه الله) قصة ذكر فيها أن الأمير كان يتابع العمل حتى وهو خارج المملكة في إجازته وقال لي إنه كان يتحدث لي شخصياً ويومياً قبل احتفال منطقة القصيم بقدوم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قبل سنوات حيث كان سموه يتابع سير العمل في كل كبيرة وصغيرة موجهاً التوجيه السديد ومشجعاً وداعماً لكل الجهود. وهنا أذكر قصة حضرتها بنفسي وهي أن الأمير فيصل عقب انتهاء حفل الأمير سلطان كان جالساً للعشاء بجانبه نجله الأمير محمد، وعندما رأى شاعر أوبريت الحفل قادماً طلب من ابنه أن يفسح المكان المجاور له لذلك الشاعر وأخذه بالأحضان وقال له أحسنت صنعاً، وهذا يدل على أن الأمير يشجع ويدعم ويقدر كل إنسان يحترم هذا البلد ويعمل بإخلاص وانضباط. نحن نلحظ ونحن نعيش في هذه المنطقة التطور السريع والنهضة الشاملة التي يقف وراءها سموه بإعطائه التوجيهات والآراء وتسهيل كل الصعوبات حيث لا يمانع من إعطاء وقته للاستشارة لأي من المشاريع سواء كان صغيراً أو كبيراً جماعياً أو فردياً ويساند فيه ما دام يرجع بالفائدة على هذه المنطقة وخدمة أبنائها. بالنسبة إلى مواقفه الاجتماعية فقد تعددت مواقفه واشتهر بها ولا أدل على ذلك من مشاركة سموه الناس في أفراحهم وأحزانهم فما تكون مناسبة إلا وتجد سموه أول الحاضرين يحس لإحساس الناس ويقف معهم ليجسد التلاحم الذي عرف عن هذه البلاد. كما أن مواقفه الخيرية عديدة أيضاً وسوف أذكر على سبيل المثال لا الحصر دعمه السخي لمركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للقلب ودعمه لمركز الأمير فيصل للأورام ومبنى جمعية البر الخيرية وكفالته عددا الأيتام والكثير والكثير.. وقد اشتهر سموه حتى للمقيمين في هذا البلد أن مجلسه مفتوح لهم لعرض طلباتهم وقضاياهم واهتمامه بهم ومساعدتهم في الأوامر العلاجية والمعنوية والمادية أيضاً. وهذا باعتقادي يكفي أن يحس المقيم على أرض هذا الوطن بعدالة وإنصاف واهتمام ولاة الأمر بهم ورعايتهم وإنسانيتهم الجمة. وإنني أقول في النهاية إنني سمعت أيضاً من والدي (رحمه الله) الكثير والكثير عن هذا الرمز ومواقفه العديدة ومدى حرصه ومتابعته واهتمامه بكل أمر يخص هذه المنطقة. وهذا أيضاً ما لمسناه نحن القريبين والبعيدين فالاهتمام والتطور ملحوظ ومشاهد للعيان، ومن غاب عن المنطقة مدة سنتين فقط يشاهد هذا جلياً ويحس به ويدرك أنه يقف خلف هذا أمير جند نفسه لخدمة المنطقة. فسر يا أميرنا ونحن نعاضدك ونبارك خطواتك وندعو لك ونقف معك يداً بيد لخدمة الدين ثم المليك والوطن.