الهلال كنادٍ كبير مهما توسعت قنواته الاستثمارية وتنوعت مصادر الدخل لديه يظلُّ نادياً في طور التمدد والتوسع، وهذا يتبعه تزايد في قنوات الصرف والإنفاق التي تثقل كاهل النادي مع استمرار القيود والحجر على الفرص الاستثمارية للأندية وتحجيمها!. وتأتي معضلة تجديد العقود الاحترافية كأحد جوانب الاستنزاف والصرف الكبير، وخصوصاً أن معظم لاعبي الهلال لهم ثقلهم الكروي والفني ويمثلون الأغلبية في صفوف المنتخب، وبهذا هم موضع طمع وإغراء من الأندية الأخرى.. الهلال إذا أراد أن (يعيش) لا بدَّ من إحداث التحول الضروري والذهنية المتفتحة وتطوير العقلية الاحترافية في التعامل مع هذه العقود التي تثقل كاهل الفريق، وتحويلها إلى مصدر دخل جيد وجديد يكون له شأن في ميزانية النادي وتدعيم موقفه المالي. * بعد صدور الإصلاحات الجديدة للائحة الاحتراف التي تحفظ إلى حدٍّ ما حقوق الأندية مقابل إطلاق سراح لاعبيها للأندية أخرى لا عذر لنادٍ كالهلال في ألا يتقلد دوره كأبرز الأندية المنتجة للمواهب والقدرات الشابة.. وفتح الباب أمام إمكانية تصدير ثلة منهم للأندية المحلية.. مركز فيه تكدُّس.. لاعب يوجد له بديل.. لاعب وجد عرضاً مغرياً.. نادٍ يرغب أحد لاعبي الفريق!.. ما الذي يمنع من منح الضوء الأخضر لهذا اللاعب للانتقال لذلك النادي.. والاستفادة من العائد المادي في تسيير أمور النادي الأخرى كتجديد عقود اللاعبين الآخرين.. وتدوير جزء منه في القطاعات السنية لتنتج بدل اللاعب الواحد عشرة لاعبين؟! * هذه النقلة الاحترافية ستخفف من ضغوط ومزايدات اللاعبين عندما يشعر أن النادي عند نقطة معينة من المزايدة والمساومة سيتخلى عنه ويفضل المقابل المادي من بيع عقده.. أحياناً التصرفات الإدارية تُبرَّر بالضغوط الجماهيرية.. ولكن الجماهير عاطفية ومتسرعة وتتعصب للاعبي فريقها ونظرتها لا تتجاوز الحاضر والنتائج العاجلة والوقتية.. وهذه النوعية من الجماهير الزمن كفيل بتوعيتها وتثقيفها. لماذا الدعيع؟! اطلعت على ردّ (مصدر مسؤول في لجنة المنتخبات) تعليقاً على خلفية المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفة (الجزيرة) مع عميد لاعبي العالم وحارس القرن الآسيوي محمد الدعيع!.. لهجة التقريع والتوبيخ التي حفل بها التعليق لا يليق توجيهها نحو لاعب هو الأكثر مواكبة للإنجازات السعودية الكروية.. واقترن اسمه بها وتشرَّف بتقديم خدمات جليلة وكبيرة لمنتخب بلده بما يفوق أي لاعب آخر.. * سبق لكثير من اللاعبين، وبعضهم من المغمورين ومن لا تاريخ لهم مع المنتخب، أن انتقدوا مدربي المنتخب وأيضاً المسؤولين على خلفية عدم الضم لقائمة المنتخب أو بسبب الاستبعاد منه أو عدم المشاركة في القائمة الأساسية.. ولم نجد مَن يرد عليهم ويعنفهم!. * المصدر المسؤول برَّر عدم تكريم الدعيع بمناسبة حصوله على عمادة لاعبي العالم بقوله: (لو تم تكريمه لظنَّ البعض أن سبب مشاركته مع المنتخب هو من أجل تكريمه وليس من أجل مستواه الفني، علماً بأن التكريم الأهم هو تمثيل الوطن). وهذا التبرير فيه تكريس للمقولات التعصبية التي صدرت من تلك الأقلام الصفراء التي تهجمت على ضم الدعيع للمنتخب وطالبت باستبعاده. * والدعيع فرض نفسه بمستواه وتاريخه الكروي العريق.. والدليل أنه لم يُضمّ إلا بعد النتائج المخيبة للمنتخب في كأس الخليج بقطر وبطولة آسيا المقامة بالصين.. أما تكريمه لو حدث فهو بحد ذاته تكريم للكرة السعودية في هذا المحفل العالمي؛ ليعلموا أن عميدهم لاعب سعودي.. وكان سيعتبر خير دعاية للرياضة السعودية، ولكن!.. * أما انتقاد الدعيع كونه قال إنه سيبتعد عن المنتخب في حالة وجود باكيتا!!.. فهو رأي قاله في لحظة انفعال، ولا يعدو كونه شيئاً من التنفيس وتعبيراً عن عدم ارتياح نفسي لهذا المدرب.. والدعيع لاعب الإنجازات السعودية الكروية الأول لو استدعي للمنتخب سيكون أول مَن يلبِّي نداء الوطن وسيضع كل شيء جانباً.. لكن هذه المرارة في حديثه توضح أن هناك أمراً ما حدث في الخفاء.. وأن وراء الأكمة ما وراءها.. فالمدرب اعتمد على الدعيع في المباريات الإعدادية، وكان الأكثر مشاركة في المعسكرات.. ومن حرص باكيتا عليه منعه من مشاركة ناديه الهلال في مباراة الاتحاد بحجة إراحته وخوفاً عليه من الإصابة!!. * فما هو الداعي لهذا التهميش المفاجئ، وخصوصاً بعد أن أصبحت مباراة إسبانيا تحصيل حاصل ومنحت الفرصة للكثير من العناصر البديلة للمشاركة.. توقَّع المحللون والخبراء منح مبروك زايد راحة.. لأن إشراكه أمام إسبانيا مغامرة غير مأمونة العواقب وقد تقضي على مستقبله لو حدث ولو لم تسعفه ظروف المباراة وأخفق كما حدث أمام أوكرانيا. * يقول المصدر: (منتخبنا لا يتوقف عند موهبة أو نجم واحد). نعم، المنتخب لا يتوقف على لاعب مهما كان حجمه.. لكن لا يليق أن يقال هذا الكلام بعد اقتراب اللاعب من ختام حياته الرياضية، ورحيله عن المنتخب أمر متوقع.. وبعد أن أفنى حياته الرياضية في الدفاع عن مرمى منتخب بلده كأكثر لاعب سعودي يخدم المنتخب ويقوده للبطولات والإنجازات نأتي لنقول: (أنت مثلك مثل أي لاعب آخر).. مثل هذه التعبيرات فيها نوع من الجحود ولا تمت للوفاء والتقدير بصلة. * يقول المصدر تعليقاً على انتقاده للطريقة الفنية التي ينتهجها باكيتا: (إن كافة البرامج التي أعدتها لجنة المنتخبات من معسكرات ومباريات ودية دولية كانت على أفضل مستوى بشهادة المحايدين من الفيفا ومن خلال التقارير الرياضية الدولية)!!.. لم يكن هناك داعٍ للتطرق لبرامج اللجنة.. وأشعر أن هذا التعليق أقحم عنوةً في رد المصدر!.. فالدعيع لم ينتقد برامج الإعداد ولا المعسكرات ولم يتطرق لها مطلقاً.. بل انتقد فقط الطريقة الفنية التي يطبقها المدرب داخل الملعب.. وانتقدها كثير من النقاد والخبراء وليس الدعيع فقط.. أما الحُكْم على برامج اللجنة والمعسكرات ومدى نجاحها فتحدده (نتائج المنتخب).. أما تقارير الفيفا فلا تخلو من المجاملة ومراعاة المشاعر والعلاقات العامة!. * يقول المصدر: (إن لجنة المنتخبات ترحب دائماً بجميع المقترحات والآراء والانتقادات البناءة التي تأتي في وقتها المناسب وليست مبنية على أهداف شخصية).. ومن يحدِّد الوقت المناسب..؟ هل الوقت المناسب الحديث خلال منافسات المونديال أم بعده..؟ لو تحدث أثناء المونديال لخرج المصدر وقال: إن هذه الآراء تثير البلبلة وتؤثر على استعدادات المنتخب وتأتي في وقت حرج وفي معمعة المباريات!.. أما كونها (أهداف شخصية) فلو كان مراده هدفاً شخصياً بحتاً لتحدث خلال مباريات المونديال وليس الآن.. ولو رحل المدرب وتحدث الدعيع لقيل: أين شجاعته عندما كان المدرب موجوداً؟!.. وليت المصدر انتبه لنقطة مهمة، هي أن اللاعب لم يبادر بالحديث بل كان يجيب عن أسئلة صحفية. الأكاديميات وأنظمة الاحتراف في حديث الأمير نواف بن فيصل للإعلاميين عقب ختام مشاركة منتخبنا في المونديال.. أشار ضمن الخطوات الإصلاحية للنهوض بالكرة إلى التوجه نحو تشجيع إنشاء الأكاديميات الرياضية لإعداد اللاعبين.. وتعليقاً على هذه الخطوة كنت أنوي الكتابة عن لائحة الاحتراف التي لا تواكب فكرة إنشاء الأكاديميات وتقف حجر عثرة أمامها.. إلا أن التعديلات الجديدة في لائحة الاحتراف كفتني ذلك.. وعالجت إلى حد ما الثغرات السابقة.. التي كانت تقف في صفّ أندية (الشراء على الجاهز).. وتقف مثبطة ومحبطة للأندية المنتجة والحاضنة للاعبين والمواهب. * التعديلات الجديدة ستجعل حركة اللاعبين وتنقلهم بين الأندية أكثر انسيابية وسهولة.. وفي غالب الحالات ستلغي الحاجة إلى (المسطرة)، وستعالج بعض الثغرات السابقة التي أدت إلى تنامي المهاترات والمناوشات والتراشق الإعلامي والإداري بين الأندية وفي الصحافة ووسائل الإعلام بسبب خسارة أندية للاعبيها ونقلهم لأندية أخرى بمبالغ زهيدة.. وستقضي التعديلات إلى حد كبير على المفاوضات التي كانت تتم من (تحت الطاولة).. أو بالأصح ستقلل من ضررها ولن تلغيها تماماً.. فالنادي مهما يكن سيحصل على التعويض المناسب عن فقد لاعبه بحسب تقييمه العادل لمستواه. دفاع المنتخب..!! اتفق معظم المحللين والخبراء والنقاد أن دفاع المنتخب كان أقل خطوط الفريق عطاءً خلال منافسات المونديال.. ولا يُلام أفراد خط الدفاع، وتحديداً قلبا الدفاع؛ فقد اجتهدوا وكافحوا قدر إمكاناتهم الفردية!.. خلال الموسم تطرقت لنقطة مهمة تتعلق بالمنتخب ودفاعه؛ فقد أشرت إلى أن العناصر الدفاعية، وخصوصاً قلوب الدفاع، قد نجدها في (الفرق المتوسطة والصغيرة) أكثر من (الفرق الكبيرة). * فقلوب الدفاع في تلك الفرق يواجهون مهاجمي (الفرق الكبيرة) ويتحملون ضغطاً هائلاً ويدخلون في محك واختبارات أمام محترفيها ولاعبيها.. وهذه تجارب قوية تسهم في صقل قدراتهم ومهاراتهم أكثر مما يتاح لمدافعي (الفرق الكبيرة).. وهذه لا تختلف عن تجربة الحراسة في المنتخب، فغالباً مَن يحمي مرمى المنتخب هم من غير (فرق الواجهة).. ولو نظرنا لحراس المنتخب في المونديال سنجدهم خرجوا من أندية الطائي والرياض وفريق أحد!!.. * في رأيي أن الحلول لمشكلات خط الدفاع، وأتحدث تحديداً عن العناصر الدفاعية البحتة، قد نجدها في فرق مثل الاتفاق والطائي والوحدة والقادسية والأنصار.. إلخ. ولم أتطرق هنا للعناصر الهجومية في تلك الفرق؛ لأن هذه العناصر تلفت الانتباه لها بسهولة.. وغالباً تجد طريقها للفرق الكبيرة والمنتخب بسهولة. * وتعليقاً على مَن انتقد كون معظم لاعبي المنتخب من الهلال والاتحاد.. وطالب بضم اللاعبين للمنتخب من كل فريق على طريقة (من كل بحر قطرة).. فهذه دعوة عائمة وعشوائية وتتعامل مع تشكيلة المنتخب وكأنها (شرهات) تُوزَّع.. فتركيبة المنتخب وطريقة تشكيله المعتادة هو الشيء الطبيعي والمنطقي والمتبع في جميع منتخبات الدنيا.. فأفضل اللاعبين موجودون لدى الفرق التي تحقق البطولات.. وأيضاً لاعبو تلك الفرق يدخلون في تجارب كروية أفضل وأقوى من لاعبي أي فريق آخر.. وعلى كل حال فهذه الدعوة التي تأتي ك(فورة عاطفية) يمكن تفعيلها وتقنينها بشكل أفضل بالتركيز على لاعبي الخطوط الخلفية والعناصر الدفاعية البحتة في فرق (الصف الخلفي) للحيثيات المشار إليها سابقاً. ضربات حرة * (سهم الأخضر) في البورصة العالمية يجد مقاومة عنيدة عند مستوى (ال16).. وعندما اخترقها في يوم من الأيام كان في غفلة من (الهوامير) الذين انتبهوا له وصاروا يمارسون ضغوطاً شديدة عليه.. ولن يخترقها حتى تحدث إصلاحات جذرية في البنية الكروية الأساسية وتفعيل الاحتراف الحقيقي وتحسين الأداء وتطوير ذهنية وتفكير اللاعب المحلي. * يمكن تشبيه حال الهلال والمنتخب ب(معيد القريتين).. فالهلال خسر بطولة آسيا على أمل أن يصل المنتخب لدور ال(16).. ولكن الهلال خرج والمنتخب لم يصل. * بمناسبة إعلان الجابر اعتزاله دولياً كتب بعضهم: (كان لاعباً غير مفيد للمنتخب)، وإذا كان لاعب أسهم بفعالية في تحقيق سبعة إنجازات كروية للكرة السعودية.. (التأهل للمونديال أربع مرات، وبطولتين خليجيتين، وبطولة آسيوية) يقال عنه (غير مفيد)!.. فمن هو المفيد إذن؟! أم أن الهدف تجيير الفائدة لمن لم يسهم سوى ببطولتين أو بطولة واحدة للمنتخب؟! * حارس القرن الآسيوي وبطل الإنجازات الكروية السعودية صار (حارس النكبة) في عرف الاتحاديين.. حسناً إذا لم يعجبكم حارس أسطوري قدَّمه نادي الطائي المكافح.. لماذا لم يقدِّم الاتحاد حارساً واحداً في تاريخه للمنتخب؟! بل أين تمثيلهم لمرمى فريقهم نفسه؟!.. وهو المرمى الذي تعاقب عليه حراس معظم أندية الممتاز والأولى.. من الاتفاق والرياض والقادسية والشباب والأهلي إلى الخليج وأبها.. إلخ!! (أقلوا عليه من اللوم لا أبا لأبيكمو).