عند الحديث عن عالم الإبداع والمبدعين في عالم كرة القدم يتبادر إلى الأذهان سريعاً اسم حارس الهلال والمنتخب السعودي محمد الدعيع الذي غير معالم التاريخ وسطر أفضل وأزهى صور الإبداع لذا فإن الحديث عنه يجب أن يكون مختلفاً لأن الدعيع ليس أي لاعب، حيث كسر قاعدة كرة القدم التي دوماً يحظى فيها المهاجمون بنصيب الأسد من الثناء والمديح إلا أنه بعد بروز ابن حائل البار تمكن أن ينال إعجاب كل من تابعه حتى الخصوم لم يخفوا إعجابهم وقلقهم منه. "الحياة" أخرجت الدعيع من صمته الذي لجأ إليه في هذه المواجهة الملتهبة التي رفض فيها التفكير في الاعتزال موضحاً أنه ما زال لديه الكثير ليقدمه لفريقه والمنتخب، كما راهن سيد حراس آسيا على المدير الفني للأخضر غابريال كالديرون مشيراً إلى أنه سينجح نجاحاً باهراً مع "الأخضر"،إضافة إلى الكثير من المواضيع التي تهم وتشغل الجماهير الرياضية في شكل عام والزرقاء على وجه الخصوص، لن نطيل عليكم ونترككم مع محمد الدعيع في هذه المواجهة الجريئة من الرجل المطاطي. هناك من يؤكد أنك تعاني من إصابة مزمنة تحاول أن تخفيها هي السبب في هذا الغياب المتكرر... ما تعليقك؟ - هذا كلام غير صحيح إطلاقاً فأنا لا أعاني من أي إصابة مزمنة. صحيح أنني أجريت أربع عمليات جراحية في ركبتي اليمنى أخطرها عام 1991 ولكن الإصابات الثلاث الباقية كانت خفيفة في الغضروف مرتين، أما الأخيرة الصيف الماضي كانت مشابهة لإصابة نواف التمياط في الكارتلج، ولكنها بسيطة وأجريت عملية في باريس، وانا لا أعاني من إصابة مزمنة والدليل أني عدت سريعاً، وهناك نقطة مهمة جميع الإصابات التي تعرضت لها كانت مختلفة ولكي تتأكد أتمنى سؤال الجهاز الطبي سواء الهلال أو المنتخب. لكن أحد الأطباء حذر الموسم الماضي الجهاز الطبي في الهلال أنك تعاني من إصابة قوية في الركبة ويجب أن تعالج مدة طويلة وإلا فإنك لن تستطيع الاستمرار وستعاودك الإصابة من حين لآخر؟ - غير صحيح وضعي مطمئن ولو كان هذا الكلام صحيحاً لما أعطاني الجهاز الطبي في الهلال والمنتخب الضوء الأخضر للمشاركة وهم من الكفاءة العالية. الدعيع يعد أحد أهم من أنجبتهم الملاعب السعودية، في الآونة الأخيرة تعرضت لحملة انتقاد كبيرة على مستوى الإعلام والجماهير... لماذا؟ - لا أخفيك في الآونة الأخيرة تحديداً بعد مونديال كوريا واليابان، تعرضت لهجوم من أطراف كثيرة في مقدمهم الجماهير وأخذوا ينتقدوني بسبب ومن دون سبب، وحاولت أن أجد تفسيراً لما يحدث, وفي البداية التمست العذر بسبب الصدمة في كوريا واليابان عقب الخسارة الكبيرة أمام ألمانيا بثمانية أهداف ولكن للأسف الهجوم استمر على الدعيع وتوقف عن الآخرين، وللحقيقة أجهل الأسباب. ألا تعتقد أن هبوط مستواك هو السبب وراء ذلك؟ - بعد المونديال غبت في فترات كثيرة بسبب الإصابة، وهو أمر طبيعي أن يشهد مستواي انخفاضاً للانقطاع عن الملاعب حيث إن الحارس هو أصعب اللاعبين تأقلماً فهو بحاجة إلى الوقت حتى يتمكن من استعادة مستواه، والهجوم الذي تعرضت وما زلت أتعرض له ليس لهبوط مستواي، بل أن الانتقادات تعدت ذلك بكثير مثل مقارنتي بأصغر الحراس واتهامي بأني أسعى إلى عمادة لاعبي العالم على حساب المنتخب، بل الأدهي والأمر من ذلك هو أن أكثر من هاجمني هو جمهور الهلال حيث ينتقدوني في الكثير من الأحيان. وبرأيك ما هو سبب ذلك الهجوم؟ - المشكلة هي أن حارس المرمى أصعب وأخطر مركز في الفريق ويتحمل أخطاء زملائه، وإذا لم يقدم الفريق أي مستوى وخسر فإن الجميع لا يتذكر سوى النتيجة وحتماً سيتحملها في نظرهم الحراس فقط، وفي الموسم الماضي تعرضت ومرت بي ظروف سيئة للغاية ومع ذلك رفضت الاعتذار وأصررت على مواصلة المشاركة مع الهلال حتى لا يعتبر ويفسر اعتذاري أنه نوع من الهروب، الكثير لا يعلمون أنه قبل لقائنا مع الشارقة الإماراتي الموسم الماضي تعرضت والدتي "أطال الله عمرها" لوعكة صحية دخلت على إثرها المستشفى قبل اللقاء بأقل من ساعة وعلمت بالخبر فهل يتوقع أحد أن أكون جاهزاً ذهنياً للمباراة، ومع هذا كله رفضت الاعتذار ولعبت المباراة التي أعتقد أني لا أتحمل من الأهداف الخمسة سوى هدفين فقط، ولم أتوقع أن ألقى كل هذا الهجوم من الجماهير الهلالية، خصوصاً وأنا من ضحى من أجلهم ولكن مشكلتي أني ضحيت في زمن لا يستحق التضحية، فالجميع لا يزال يشيد بموقف صالح النعيمة الذي شارك مع المنتخب على رغم ظروف والده ? رحمه الله ? الصحية آنذاك والتي توفي على إثرها، إلا أن الإشادة التي سجلت للنعيمة من الجميع خصوصاً الجماهير ولم تسجل لي من الجماهير فقط. هل يعني أن محمد الدعيع صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب يتأثر بالانتقاد وهو أحد أسباب هبوط مستواك؟ - يكذب من يقول إن الانتقاد لا يؤثر فيه مهما كان حجم اللاعب وخبرته إلا أنه من المستحيل ألا يتأثر بالانتقاد، وكما ذكرت سلفاً أن الهجوم علي متواصل حتى عندما شاركت مع المنتخب في كأس الخليج ال 17،على رغم عدم جاهزيتي وذلك تلبية لطلب مسؤولي "الأخضر" حملت مسؤولية خروج المنتخب وأقيمت علي الدنيا ولم تقعد على رغم أني لا أتحمل سوى هدفين فقط من أصل الأهداف التي ولجت مرماي، ونسي أني لم أكن جاهزاً على الإطلاق، ومع هذا قدمت مستويات جيدة مقارنة بالمستوى العام للاعبي المنتخب في هذه الدورة. هل محمد الدعيع بلغ حد التشبع من كرة القدم، خصوصاً وأنك حققت كل ما يطمح إليه حراس المرمى... ما تعليقك؟ - هذه إحدى التهم الجديدة التي أتعرض لها لو أن هذه المقولة جاءت في زمن الهواة لوافقته الرأي ولكن في زمن الاحتراف تبدلت الأمور والموازين فأصبح هناك حوافز تجعل الجميع يحرص على تقديم كل ما لديه للحصول على رواتب ومقدمات عقود أعلى، كما أن التاريخ لا ينسى ولذا الكل يرغب في أن يسجل اسمه ويحقق ما عجز عنه الآخرون ويطمح أن يحقق إنجازات يصعب الوصول إليها. وأيضاً هناك نقطة مهمة، وكرة القدم أصبحت مهنة ومصدراً للدخل حالها حال الوظائف الأخرى، فلماذا لا يمل أصحاب الوظائف من عملهم ويمل اللاعبون من اللعب، نعم هناك سن لا يمكن للاعب تجاوزه، ولكن لم يحن وقت رحيل الدعيع عن الملاعب، لذا أنا حريص على الاستمرار. هل يعني أنك الآن تلعب من أجل المادة؟ - أتمنى ألا يفسر كلامي بمعنى آخر، فأنا أقول إن الاحتراف جعل من كرة القدم مصدر دخل ثابت للاعبين، ولا شك في أن الحوافز المادية من أهم الأسباب التي تجعل اللاعبين يضاعفون الجهد أما أني ألعب من أجل المادة فهذا أمر مردود لأني بدأت ألعب كرة القدم قبل نظام الاحتراف ولم أكن أعلم أن الاحتراف سيطبق في الملاعب السعودية. ألم تفكر في الاعتزال وهجر كرة القدم في ظل الأوضاع التي تحيط بك؟ - لا لم أفكر إطلاقا في الاعتزال لأنه لا يزال أمامي الكثير لأقدمه، وأعتقد أني لا أزال في سن تساعدني على البقاء، وكما أن هناك حراساً يكبروني بسنوات ولا يزالون يشاركون، فالألماني أولفر كان يكبرني بسبع سنوات ولم يعتزل بعد، فكيف تطالبوني بالاعتزال؟! وسيكون ردي قاسياً في الملعب على جميع من يطالبني بالاعتزال. بما أنك تؤكد بقاءك سنوات مقبلة... فهل لا تزال تلعب في الطائي وتستمر في الملاعب حتى الآن؟ بالتأكيد سأستمر، والسبب بسيط وهو أن بقائي يتعلق بي شخصياً، فأنا أحس أني لا أزال قادراً على اللعب، كما أن الطائي فريق لا يستهان به وأحد أهم الفرق السعودية وموجود دائماً في الأضواء. كيف ترى مستوى الحراسة في السعودية بكل صراحة؟ أعتقد أن مركز الحراسة مطمئن وأفضل المراكز وأقواها سواء في الأندية أو المنتخبات، ويوجد أكثر من ستة حراس على مستوى عال، الصادق وزايد والخوجلي وشريفي وحسن العتيبي. لكن هناك من يتهم الدعيع بهبوط مستوى حراسة المرمى في السعودية، وذلك لقتله الطموح لدى الغالبية من الحراس بسبب سيطرته على هذا المركز أكثر من عقد ونصف من الزمان - غير صحيح فالدعيع يلعب لفريق واحد والسعودية يوجد بها أكثر من 157 نادياً، فهل يعقل أن الدعيع أخذ الفرصة من جميع هؤلاء؟ كما أن الحارس يجب أن يكون لديه طموح وثقة إضافة إلى السعي الجاد إلى تطوير مستواه وإثبات نفسه والمنافسة، والأمثلة على ذلك كثيرة ولعل الجميع يحذو حذو حراس إيطاليا بوفون وتولدو اللذين يقدمان أفضل المستويات سواء مع فرقهم أو مع منتخب بلادهما. ألا ترى أن مركزك مضمون حتى وإن ابتعدت وهناك من يؤكد مشاركة زايد في المنتخب ما هي إلا مجرد لسد فراغ ابتعادك ومتى ما عدت عاد للاحتياط؟ - أتفق معك على أن الوسط الرياضي السعودي اعتاد على مشاهدة الدعيع يحمي عرين المنتخب فترة طويلة منذ 1993 حتى 2002، ولذا في حال غياب الدعيع فإن البدلاء يواجهون ضغوطاً كبيرة تتسبب في هبوط مستوياتهم وعدم ظهورهم بالمظهر المأمول، ولكن أعتقد أن مبروك زايد أعطي الفرصة واستطاع أن يثبت أقدامه وحقق مع المنتخب لقبين مهمين كان له دور مؤثر في تحقيقهما. ولكن أتمنى أن يعي الجميع نقطة مهمة هي أن مركز الحراسة حساس يحتاج إلى الدعم والصبر لكي يكتسب الثقة مثلما حصل مع زايد مع المنتخب وحسن العتيبي هذا الموسم مع الهلال. وكلي ثقة بأن مبروك زايد ينتظره مستقبل كبير ومتأكد أنه سينسي الجماهير الدعيع بإذن الله تعالى. لماذا لم تطالب مسؤولي الاتحاد السعودي بتسديد الرسوم الخاصة ل"الفيفا" لتضاف إلى رصيدك لتحصل على لقب العمادة؟ لن أطالب بتسديد الرسوم لأن اللقب إن حصلت عليه سيسجل باسم الوطن، ويجب على مسؤولي الاتحاد هم من سعى إلى ذلك. وأود أن أضع الجماهير في الصورة، فهل يعقل أن مباراتنا أمام البرازيل الودية قبل نهائيات كأس العالم 2002 التي انتهت لمصلحة البرازيل بهدف نظيف لم تسجل بسبب عدم تسديد الرسوم؟! محمد اعتزلت دولياً ثم عدت أخيراً للمشاركة، هناك من يقول إنك أعلنت الاعتزال دولياً عقب مونديال كوريا واليابان مناورة عقب النكسة الكبيرة... ما تعليقك بكل صراحة؟ - أنا لم أناور وأتهرب، كل ما في الأمر أنه عقب مونديال كوريا واليابان كانت هناك ظروف تمنعني من المواصلة مع المنتخب ظروف والدي - رحمه الله - ووالدتي أطال الله عمرها، ولكن قلت عندما أعلنت الاعتزال أنه متى ما احتاج إلي "الأخضر" فلن أتردد في تلبية نداء الوطن، ولذا عدت لأن الوطن أهم من الجميع ولا يوجد أحد يرفض نداء الوطن وأنا متأكد لو طلب مسيرو المنتخب من ماجد عبدالله أو يوسف الثنيان العودة فلن يترددا على رغم فترة الانقطاع الطويلة فكيف بي أنا الذي لا أزال أشارك؟! هناك من يؤكد أن اعتزال الجابر والدعيع دولياً بسبب المشرف العام على المنتخب السابق الأمير تركي بن خالد الذي أراد تجديد الدماء، والدليل أن عودتك أنت والجابر جاءت عقب استقالة الأمير تركي بن خالد؟ - للأمانة الأمير تركي بن خالد أول من عارض اعتزالي أنا والجابر وتحدث معنا عقب إعلاننا عن ذلك، وقال لنا بالحرف تستطيعون اللعب خمس سنوات مقبلة، وأؤكد أن اعتزالنا كان قراراً شخصياً لا دخل لأي شخص به. والأمير تركي بن خالد لا يمكن أن ينساه اللاعبون لأنه وقف إلى جانب الجميع فكيف يحاربني أنا والجابر؟ وأتمنى أن يعود إلى المنتخب لأن وجوده مكسب وابتعاده خسارة. المدير الفني للمنتخب السعودي الأرجنتيني غابريال كالديرون يواجه انتقادات لاذعة بصفتك أحد لاعبي الأخضر كيف ترى المدرب الأرجنتيني؟ - كالديرون حديث عهد بالكرة السعودية ويجب الصبر عليه وإن كانت البدايات جيدة إلا أن الكثير يوجه انتقادات تجاه هذا المدرب ولذا يحتاج إلى الوقت وأعتقد أن الخروج من خليجي 17 لأنه كان يجهل لاعبي المنتخب لذا يجب أن يحظى بالدعم من الجميع ليخرج لنا فريقاً قوياً وسيجعل اللاعبين السعوديين يفهمون الاحتراف الذي نجهله كلنا، لذلك يجب أن تتوقف هذه الانتقادات التي ستضيع جهد الجميع وتشتت ذهنهم. محمد، عاشرت فهد المصيبيح إدارياً في الهلال والمنتخب حالياً... هل يستحق كل هذا الهجوم الذي يتعرض له وما رأيك فيه بكل صراحة؟ فهد المصيبيح من وجهة نظري الرجل المناسب في المكان المناسب وكل من لا يريده في الحقيقة لا يريد الانضباط وبحكم قربي منه أستغرب ما يتعرض له في الإعلام ولدى بعض الجماهير، المصيبيح هدفه وهمه الأول تطبيق الاحتراف الحقيقي بحذافيره، ولكن للأسف الغالبية من الإداريين يتساهلون مع اللاعبين غير المنضبطين بعكس المصيبيح الذي عاشرته في الهلال أربعة مواسم لم أتلق فيها إنذاراً واحداً، ومن دون مبالغة إذا قلت إن الانضباط الذي يسعى إلى إيصاله إلى اللاعبين هو من أهم الأسباب التي ستبقي الكرة السعودية في الساحة العالمية، وتعيينه مديراً للمنتخب الأول وكسبه ثقة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل خير دليل لأن عمله صحيح. ما سر تألق الهلال هذا الموسم وكيف تجاوز نكسة الموسم الماضي؟ - أولاً نحن الموسم المنصرم لم نكن سيئين ولكن خسارتنا أمام الشارقة قصمت ظهورنا والدليل أننا وصلنا إلى النصف النهائي في ثلاث بطولات قوية كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد ودوري أبطال العرب. هذا الموسم وفق الهلال برئيس يعد مكسباً ليس للهلال بل للكرة السعودية وليس ذلك انتقاصاً من الأمير عبدالله بن مساعد الذي قدم الكثير والكثير للهلال ولنا خلال فترة رئاسته. كما أن الجهاز الفني الحالي بقيادة البرازيلي باكيتا استطاع أن يقدم فريقاً متجانساً بدماء شابة، ولا ننسى دور اللاعبين وإصرارهم على تعويض الجماهير إخفاق الموسم الماضي. لكن على رغم هذه المستويات إلا أن الجمهور لم يتفاعل كما يجب وما زال غائباً ونتطلع إلى حضوره لمؤازرتنا ودعمنا. العمادة لا تهمني ... هذه مشكلة لا أدري من روجها وسعى إلى إقناع الوسط الرياضي بها، أنا طوال تاريخي لم أبحث ولم ألعب بحثاً عن أي لقب في حياتي سواء أفضل حارس في بطولة أو في الدوري أو حتى عمادة لاعبي العالم، والمشكلة الأكبر أن هذه الإشاعة لم يروج لها إلا بعد مونديال 2002 حيث بدأ الكثيرون يشككون في الدعيع ويتهمونه بأنه يبحث عن ألقاب أو إنجازات شخصية وهذه مشكلة كبيرة فإني حققت العديد من الألقاب المهمة مثل أحد أفضل عشرة حراس في مونديال أميركا 1994، وكذلك المركز السابع على مستوى العالم في استفتاء لمجلة إيطالية وكذلك الحصول على لقب أفضل حارس في اكثر من بطولة إقليمية وقارية ولكن لم يعلم عنها أحد ولم يثرها أحد ولم أحاول إثارتها ولم أطالب بتكريمي مهما حققت لأني ببساطة لا أفكر في أي لقب. وأنا في الحقيقة أستغرب اهتمام الأندية واللاعبين ومن خلفهم الإعلام والجماهير بالبحث عن ألقاب الشهرة وغيرها وهي لا تعني أي شيء ولا تضيف إلى أصحابها أي قيمة. أما موضوع العمادة وأني سعيت إليها بمشاركتي في بطولة الخليج ال17، فهذا غير صحيح ومردود لأني لو أردت لقب العمادة لحصلت عليه قبل كأس الخليج وذلك بالأدلة والأرقام حيث كان من المفترض أن يتم تكريمي من "الفيفا" في لقائنا أمام ايرلندا في مونديال كوريا واليابان حيث إن هناك 16 مباراة دولية لم تسجل لي بسبب عدم تسديد مسؤولي الاتحاد السعودي الرسوم للاتحاد الدولي، ومع هذا لم أحاول أن أثير ذلك فكيف أكون أبحث عن لقب العمادة. وللعلم فأنا لم أكرم في حياتي على إنجاز شخصي حققته لأنه ليس هدفي وهمي، وأذكر أنه عند عودتنا من كأس آسيا 1996 سألني الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - عندما استقبلنا بمناسبة تحقيقنا كأس آسيا عن كأس أفضل حارس الذي حصلت عليه فأخبرته أني وضعته في الحقيبة لأنه لا يهمني فالأهم هو كأس آسيا وأعتقد أنه دليل واضح على أني لا أهتم بالألقاب الشخصية بقدر اهتمامي بإنجاز الوطن.