حقيقة أنني كأي مواطن مخلص لهذا الكيان العظيم أجد متعة بالغة عندما أتحدث عن إنسان وهب نفسه.. وعمره.. ووقته.. ليقدم لهذا الوطن.. أغلى ما يملك وما دعاني لكتابة هذه الخواطر هي الجولة المكوكية التي يقوم بها سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز برحلته الميمونة إلى روسيا الصديقة، ولم تكن هذه هي الرحلة الأولى التي يقوم بها سيدي الأمير الجليل ولن تكون إن شاء الله الأخيرة لسموه، فسموه يسير على منهج الأخيرة والعطاء الذي رسمته حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ووضع أساساته جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عندما وحد أطراف هذه المملكة الفتية المترامية الأطراف على المحبة والخير والعطاء وسار على نبراس هذه السياسة الحكيمة أبناؤه البررة من بعده، بدايةً من جلالة الملك سعود ثم جلالة الملك فيصل ثم الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ثم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - يسانده في ذلك عضده ولي عهده الأمين حتى جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه. فالأمير سلمان بن عبدالعزيز عندما قام بهذه الرحلة إنما هو عن إيمان وقناعة من سموه بالدور العظيم الذي تقوم به المملكة سواء في الجوانب السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية كرائدة من دول العالم. كما أن الترحيب والحفاوة التي حظي بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من قبل المسؤولين في تلك الدول كانت لقناعة ومستوى هذه الدولة وللمكانة المتميزة التي يحتلها صاحب السمو الملكي على المستوى المحلي والصعيد الدولي لما له من مكانة بارزة ووزن كبير من المساهمة في رسم سياسة هذه الدولة العظيمة في دورها الحيوي والفعَّال على المستوى الدولي.. فمرحباً بك في حلك وترحالك، مرحباً بك في بلدك، ومرحباً بك في سفرك فأنت لست أميراً لمنطقة الرياض فحسب وهي التي تزهو مفتخرة بأميرها الذي جعل منها مدينة عالمية ستبقى على مدى الدهر خالدة الذكر ليس هذا فحسب بل إنك أمير آثر على نفسه أن يزرع البسمة والفرحة في نفوس الآخرين.. أمير آمن بأن الاحترام الدولي لهذه البلاد العظيمة لا يأتي إلا من مصداقية الدول وقادتها للدول الأخرى وقادتها وهذا هو ديدن قاعدة هذه الدولة وحكامها.. أمير جعل السهر والحرص على مصالح أبنائه المواطنين هو همه الوحيد، كما أن اهتماماته الداخلية لم تشغله بالاهتمام بأحوال المسلمين في سائر أنحاء العالم فقد كان في سنوات مضت يطوف إلى كل من البرتغال وإسبانيا وجميع أنحاء العالم، مؤكداً لهم أن هموم وشجون العالم هي أيضاً من اهتمامات قيادة هذه الدولة التي رعت الصدق والوفاء والعطاء والمحبة والإخاء في الداخل والخارج فالجيران يحمدون الله على أنهم جيران لهذه الدولة التي يأمن جارها والبعيدون يتمنون لو أنهم جيران لهذه الدولة لأنهم سيسعدون بجوارها. إن رحلات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان السابقة والأخيرة لعدد من الدول الصديقة إنما في ترسيخ لأواصر الصداقة والمحبة والأخوة وكذلك تنمية للعلاقات التجارية بين تلك الدول الآسيوية والأوروبية التي لها سبقٌ وباعٌ كبيرٌ في مجال التكنولوجيا الحديثة وبين دولة حرصت قياداتها على مجاراة تلك الدول والسير الحثيث في سبيل رفعة ورفاهية المواطن السعودي. فمرحباً وإلى مزيد من رحلات الخير والعطاء والمحبة، والله يرعاكم سيدي ويحفظكم على الدوام حتى تحققوا بعون الله ما تصبون إليه من رفعة وشأن هذه البلاد موطن النور والقداسات تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله، والله من وراء القصد.