مرّ 20 عاماً على هدف مارادونا في مرمى إنجلترا عندما سجل بيده الهدف الأول في غفلة من الحكم التونسي علي بن ناصر خلال مونديال مكسيكو عام 1986 وهو الهدف الذي أثار جدلاً كبيراً ولا يزال حتى الآن. واعترف مارادونا بعد المباراة بأن يده هي التي سجلت الهدف الأول. وكانت هذه الحادثة موضع تعليقات كثيرة في الصحف الإنجليزية في اليوم التالي للمباراة، وذكرت بالهدف الذي سجله جف هيرست في مرمي ألمانيا الغربية في نهائي كأس العالم 1966، عندما ارتطمت كرته بالعارضة ثم سقطت على خط المرمى من دون أن تتخطاه، واحتسب بعد ذاك الحكم السويسري دينست الهدف بعد مشاورة حامل الراية السوفياتي توفيق باكراموف. ولم يسلم مارادونا من سهام الصحافة البريطانية التي أجمعت على إدانته بشدة ووصفته بالسارق والغشاش، ولم تغفر له حتى اليوم علماً بأن الجمهور الإنجليزي أطلق في وجهه صيحات الاستهجان الشهر الماضي عندما خاض مباراة خيرية في بريطانيا. وكان مارادونا تلقى الكرة من زميله خورخي فالدانو، لكن الأخير خسر الكرة لمصلحة الإنجليزي ستيف هودج الذي مررها خلفية عالية إلى حارس المرمى بيتر شيلتون، وهنا ارتقى لها مارادونا وسدَّدها مستعيناً بيده. وفطن شيلتون إلى أن مارادونا سجَّل الكرة بيده وليس برأسه كما أثبتت الإعادة لكن الحكم التونسي علي بن ناصر أصرّ على احتساب الهدف على الرغم من احتجاج الإنجليز. بيد أن مارادونا سجل بعد أربع دقائق من هدفه المثير للجدل، هدفاً اختير الأفضل في تاريخ نهائيات كأس العالم عندما تلقى الكرة في منتصف الملعب وتمكن من مراوغة بيتر بيردزلي وبيتر ريد وتيري بوتشر وتيري فينيك، وخرج الحارس شيلتون لملاقاته فأودع الكرة داخل شباكه من زاوية ضيقة. واستمرت محاولة مارادونا هذه 10.98 ثوان بالتمام. ولم تكن المباراة عادية لأسباب عديدة أهمها أنها كانت تجمع بين فريقين عريقين في عالم كرة القدم، لكن الطابع الأهم لها أنها جاءت بعد سنوات قليلة من حرب جزر الفوكلاندز بين البلدين والتي أسفرت عن هزيمة للأرجنتين التي كانت تعتبر أن هذه الجزر ملكاً لها، في حين تتمسك بريطانيا بحقها فيها. وكانت الصحف البريطانية أجّجت الصراع عشية هذه المباراة، وذكرت صحيفة توداي الإنجليزية متوجهة إلى أعضاء المنتخب (أيها الشباب انقذوا شرف البلاد، وأيها الأرجنتينيون ستدفعون الثمن غالياً مرة جديدة). ولم تكن مثل هذه الكلمات بعيدة عن اللاعبين، إذ قال الأرجنتيني خورخي بورتشاغا في هذا الصدد إن الآراء في صفوف منتخب بلاده انقسمت، فمنهم من رأى عدم وجوب خوض هذه المباراة، ومنهم من اعتبر أن الفوز له دلائل أكثر من رياضية. وعلى الرغم من أن كارلوس بيلاردو مدرب المنتخب الأرجنتيني شدّد على أن لا علاقة للمباراة بالأحداث السياسية، كان الجميع يعرف جيداً أن للمباراة طابعاً خاصاً. وقلصت إنجلترا الفارق في ربع الساعة الأخير بواسطة هدافها غاري لينيكر، لكنها لم تمنع الأرجنتين من الثأر لخسارتها الحرب، قبل أن يقود مارادونا فريقه إلى إحراز الكأس المرموقة بفوزه على ألمانيا الغربية 3 -2 في النهائي.