هناك من يكتب لمجرد الكتابة.. حين يسل قلمه السام من غمده وهو أشبه بمن يستل سيفه ليقاتل دون هدف أو غاية إن لم يكن (مع الخيل يا شقراء) مع العلم أن جرح (اللسان) أشد ألماً من جرح السنان، بل إن جرح اللسان قد لا يرجا برؤه. ولعل من يتصفح صفحات الصحف يرى الكم الهائل من أولئك الكتاب من الجنسين الذين امتهنوا هذه المهنة (لكتابة شيء عن كل شيء) حيث يخوضون في جميع المجالات ويستفزون الآخرين بأساليب التهكم والسخرية والإساءة المتعمدة إلى الأشخاص المستهدفين مما يؤدي إلى تبادل الشتائم والاتهامات ويتحول الأمر إلى مهاترات يكون ضحيتها القارئ. الفرق شاسع أيها الأحبة بين النقد والانتقاد؛ فالأول علم وفن والآخر عدائية وتصفية حساب. أجل فالنقد أحد أركان الأدب وهناك علم (النقد والبلاغة) وله رجاله وأساتذته، ولعل من أهم مقوماته أن يكون الناقد ملما - إن لم يكن متخصصا - بما سوف ينتقد، وأن يقتصر النقد على النص لا شخصية كاتب النص بعيداً عن جرح مشاعره أو تحجيمه أو التطاول عليه وقد يصل في حالات إلى تكفيره. ولعل من المؤسف أن أغلب ما نقرأ عنه في صفحاتنا يدخل تحت الانتقاد وأبعد ما يكون عن النقد الهادف. صراع من أجل البقاء ما يحز في النفس.. بل يثير الشفقة في أحيان كثيرة أولئك المتسكعون بين الصفحات والمنتديات لإثارة المشاكل ونقل الأقاويل ونشر الأكاذيب من أجل قضية خاسرة.. والهدف الحقيقي وراء إثارة الزوابع هو التشبث بالبقاء في النور من خلال التسلق على أكتاف الآخرين. مثل مثير للجدل (الشيطان أستاذ الرجل.. وتلميذ المرأة) خروج عن النص: للشاعر العلم رشيد الزلامي يا صاحبي درب العلا عسر بالحيل دونه مسافه جرهديه وجرداء فيها لعكفان الشوارب مداهيل قطّاعة الفرجه على كل سرداء وان كان ما تقدر دروب الرياجيل عوّد وتلقى واحدٍ منك واردى