رسالتنا في تنمية وطننا..! ** بناء الإنسان السعودي هو أحد أهم الخطوط الرئيسة لخطط التنمية في بلادنا. لكن ما هي الوسائل لإيجاد الإنسان السعودي الذي يقدر على تحمل تبعات نهضتنا الحضارية التي تعيشها بلادنا؟. إنه من الصعب علينا كدولة نستشرف أن تكون ذات دور حضاري في العالم ثم تظل معتمدة على اليد الأجنبية.. فهذه اليد قد تساعدنا لفترة من فترات تطورنا.. لكن لهذه اليد ظروفها التي قد تجعلها في يوم من الأيام غير قادرة على البقاء. ** من هنا تكون (الخبرة السعودية) هي أساس بنائنا الشامخ. الجامعات والمعاهد والمدارس تملأ - الآن - بلادنا.. لكنَّ هناك خطين لا بد من توفرهما للاستفادة من هذه المنشآت العلمية الاستفادة المرجوة: * أولاً: المزيد من الرغبة في المعرفة.. فإنه إذا ما انعدمت الرغبة، واكتفى الشاب بأقل معرفة فهذا من شأنه أن يولد خبرات غير مؤهلة وبالتالي غير قادرة على الإبداع والعطاء.. نحن ندرك - بالضرورة - أن الوصول إلى مستوى تعليمي جيد لا يتم بين عشية وضحاها.. بل لا بد من تقرح الأجفان، وبذل الجهد للوصول إلى ذلك. * ثانياً: ضرورة التنويع في الاتجاه التعليمي، لأنه من الخطأ الكبير أن يتجه الشباب إلى ضرب واحد من التعليم ويدع الجوانب الأخرى.. فبناءُ الوطن ورخاؤه لا يعتمدانِ على جانب دون آخر.. فما الفائدة عندما يعلو صرح الإدارة، ويتوقف مشوار الصناعة!! إن الحياة أصبحت تُبنَى على التخصص، وأثبت علماء الاقتصاد صحة النظرية التي دعا إليها ابن خلدون في مقدمته.. عندما قرر أن الأمم لا تنجح إلا إذا توزع أبناؤها على جميع احتياجاتها الحياتية، ونحن في بلادنا نطمح إلى اكتفاء ذاتي زراعياً وصناعياً وإدارياً. إن ما نلحظه من عزوف شبابنا عن الاتجاه للتعليم المهني والصناعة ظاهرة غير صحية على الإطلاق.. فالأريكة المريحة ليست هي كل شيء، والغرفة المكيفة ليست هي الهدف.. إن المصنع والمعمل هما عمادان من أعمدة نهضتنا.. ولا بد أن يعجا بالطاقات الوطنية ليمتلئا بالحياة والحيوية. لقد قلت - في بداية المقال - إن الخطة تسعى إلى بناء الإنسان السعودي، وبناء الإنسان يعني أن يكون مؤهلاً وقادراً على تحمل تبعاته الحضارية والاجتماعية والتاريخية. أخيراً: نحن نعايش نهضة شاملة وضعت لها الدولة أحدث الخطط وأكملها ولكن هذه الخطط ستبقى حبراً على ورق إذا لم نكن نحن جميعاً خلاياها التي تحفزها، وتبعث الحياة فيها. -2- رحم الله رجل التربية عليوي القرشي ** رحم الله التربوي العزيز أ. عليوي القرشي مدير عام التربية والتعليم للبنين بمكةالمكرمة. لقد تعرفت قبل حوالي سنة بمكةالمكرمة عندما دعتني إدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة للمشاركة بندوة ثقافية بمناسبة اختيار مكة عاصمةً للثقافة الإسلامية، وعندما وصلتني هذه الدعوة لم أستطع ردها رغم أنني قدمت من سفر للمشاركة في مناسبة إعلامية لكنها جاءتني من هذا الرجل الفاضل وعن طريق صديق عزيز هو أ. علي يحيى الزهراني، فضلاً عن أني أَنْهَزِمُ أمام أية دعوة مشاركة تأتيني من مكةالمكرمة. لقد التقيتُ هذا الراحل الغالي - رحمه الله - على مدى يومين، وشعرتُ كأني أعرفه منذ سنين بدماثة خلقه، وحميمية تعامله، وبهي تواضعه. لقد فُزعت عندما قرأت خبر نعيه وهو أكثر ما يكون صحةً ونشاطاً، لقد غادر منزله - رحمه الله - صباحاً وهو في كامل عافيته، ومر على بعض مدارس مكة بمناسبة الاختبارات ثم جاء إلى مكتبه في إدارة التربية والتعليم، وظل حتى صلاة الظهر في عمل ومتابعة، وشعر وهو على كرسيه بتعب بسيط ثم ذهب إلى بيته وتوضأ وصلى، وبعدها أسلم روحه إلى بارئه طاهراً مصلياً إثر أزمة قلبية مفاجئة. رحم الله أ. عليوي القرشي، وما أتفه الحياة، وأسرع الموت! أسأل الله أن يغفر للراحل الغالي الذي خدم في أجلّ مهنة سنين طويلة، وسخر وقته لتعليم وتربية طلاب أم القرى، ورحل وهو يناضل على كرسي التربية والتعليم. من باب الوفاء أقترح على معالي د. عبدالله العبيد، ومعالي نائبه د. سعيد المليص - أتم الله عليه الشفاء - بتسمية إحدى ثانويات مكةالمكرمة التي خدمها وخدم أبناءها باسمه تخليداً لذكراه، وتذكيراً بالدعاء له رحمه الله. أدعو الله كما جمعنا لأول مرة في أم القرى أن يجمعنا بالفقيد وكل الغالين الراحلين في جنة المأوى. -3- إنسان ** هو إنسان..! بل هو عنوان (لسجايا) يندر مثيلها في زمن خزفي. إنه يربكك بجميل خصاله وبهي مزاياه. إنه يأوي إلى ركن شديد. من الصدق.. والتواضع.. والتعامل المضيء. يتحدث إليك فينبجس من بين ثنايا حديثه عبق الكلم الطيب.. وأرج الصدق الجميل. إنه إنسان.. (استثنائي). خلقاً وحديثاً وتعاملاً وإشراقاً ومروءةً. -4_ آخر الجداول ** للشاعرة: فدوى طوقان: (لو أني أملك لو بيدي أن أرفع للإنسان المتعب في درب الحيرة والأحزان نبراس رخاء واطمئنان أن أمنحه العيش الآمن). [email protected] فاكس: 014766464