سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة تحية طيبة وبعد: تعقيباً على ما نشر في جريدتكم الموقرة في يوم السبت الموافق 15-4-1427ه العدد 12280 بعنوان (ألسنا معلمين مثلهم يا معالي الوزير؟!) للمعلم: مشعل ناصر الفهيد - الزلفي. فأبين لسعادتكم وإلى مَنْ يهمه الأمر: عن معاناة المعلمين الجامعيين في التعيين والنقل. أولاً: بالنسبة للتعيين فإن الجامعيين لا يتم تعيينهم إلا بعد مضي السنوات الطوال بشروط وضعتها وزارة التربية والتعليم تهدف إلى النهوض بمستوى المعلمين، ومن ذلك ألا يقل تقدير المعلم المتقدم إلى الوظيفة التعليمية عن جيد (مرتفع)، وأن يجتاز المقابلة الشخصية وأن يجتاز اختبار الكفايات. أما بالنسبة لمعلمي كلية المعلمين فإنه يتم تعيينهم مباشرة بعد تخرجهم وإن تأخروا فلا يتأخرون أكثر من عام، أما بالنسبة للشروط التي وضعتها الوزارة التي يجب أن تتوافر في المعلمين المتقدمين للوظيفة التعليمية، فإن الوزارة تتساهل في هذه الشروط والمعايير فنجد معلمي كلية المعلمين يتخرجون بتقدير مقبول وتُقام لهم مقابلة شخصية يجتازها مَنْ يحضر لها، أما اختبار الكفايات فإن معلمي كلية المعلمين معفون منه والدليل على ذلك ما حدث في العام المنصرم حينما فشل معلمو كلية المعلمين في اجتياز اختبار الكفايات وشهدت لهم وزارة التربية والتعليم بهذا الفشل ومع ذلك ألغي لكي يتم تعيينهم؟ ثانياً: بالنسبة للنقل فإن المعلمين الجامعيين يعينون على المرحلتين المتوسطة والثانوية التي تحتاج إلى جهد وعمل مضاعف بدون أي مميزات. والمصيبة العظمى أن النقل لهم لا يتم إلا على هاتين المرحلتين - حتى ولو كانوا يعملون في المرحلة الابتدائية - والكل يعلم أن فرص النقل في هاتين المرحلتين محدودة جداً لقلة المدارس في هاتين المرحلتين، وهدف الوزارة حينما وجهت المعلمين الجامعيين إلى هاتين المرحلتين هو أفضلية المعلمين الجامعيين من كل الجوانب العلمية والتربوية والنفسية والأخلاقية. بينما معلمو كلية المعلمين يعينون على المرحلة الابتدائية ذات الجهد الأقل بالنسبة للمرحلتين المتوسطة والثانوية، ويتم النقل لهم في غضون عام أو عامين إلى مناطقهم بكل يسر وسهولة يقدمون، ويفضلون على من له أكثر من عشر سنوات في سلك التعليم من المعلمين الجامعيين ولو كان في نفس المرحلة.ولا أبالغ حينما أقول إن معلم كلية المعلمين يحصل له النقل في العام الدراسي مرتين، إن أرادت وزارة التربية والتعليم ذلك ففرص النقل في هذه المرحلة ميسرة ومتاحة لكثرة المدارس فيها. وهدف الوزارة حينما وجهت معلمي كلية المعلمين إلى المرحلة هو أنهم لا يستطيعون العمل إلا في هذه المدارس فقط، فهل هي بحاجة إليهم فعلاً؟ ألا يوجد عند الوزارة بديل؟؟ الكل منا يعلم أن كليات المعلمين ستنضم إلى وزارة التعليم العالي بموجب المرسوم الملكي الكريم الذي صدر منذ الثلاث سنوات، فلماذا تتشبث وزارة التربية والتعليم بهذه الكليات؟ وعلى أي أساس يكون تفضيل خريجيها على غيرهم!!؟ حتى أن هذه الكليات أصبحت تخرج معلمين مهنيين بزعمها للتدريس في المرحلتين المتوسطة الثانوية! أما بالنسبة لادعاء الوزارة وكليات المعلمين بأنه لا توجد فرص وظيفية لخريجي كلية المعلمين سوى الوظائف التعليمية، فالحال واحدة مع الجامعيين المعدين للوظائف التعليمية فهم لم يجدوا وظائف من سنوات، وإن وجدوا وظائف فلا تكون مناسبة لهم. ختاماً: وبعد هذه المقارنة فإني أطالب وزير التربية والتعليم باسم العدل والمساواة أن ينصف المعلمين الجامعيين وأن يزيح هذا الجبل الجاثم على صدورهم وأن يتم تعديل قواعد وضوابط التعيين والنقل بأسرع وقت ممكن. محمد بن عبدالله الهذلول القصيم - البدائع