لم يعد خريجو كليات المعلمين بالمملكة هم اول من يعين في حقل التعليم كما كان في السابق وكان خريجو الجامعات والتي تتنوع امامهم الفرص بعد التخرج بين تعليمية ووظيفية اخرى هم الذين يخضعون للاختبارات والمقابلات ومقاييس المعدل الجامعي حتى نهاية العام المنصرم والذي ظهرت معه اول بادرة تطبق بحق خريجي كليات المعلمين وهي اجراء اختبار الكفايات والتي اوضح المسؤولون في وزارة التربية والتعليم ان الاختبارات تتكون من اربعة اقسام وهي: الكفايات التربوية, والكفايات اللغوية والكفايات العددية, والكفايات التخصصية, وان لكل تخصص اسئلة خاصة به وبمعنى ادق ذكر المسؤولون في الوزارة ان هذه الاختبارات وضعت من قبل خبراء في القياس والتقديم, الخريجون الذين دخلوا الاختبارات تباينت ردود فعلهم بين يائس من اجتيازها نظرا لصعوبتها وعدم تركيزها على التخصص وآخرون يشكون من تركيزها على التخصص بشكل دقيق وغير شامل للاساسيات. وعلى الجهة الاخرى والتي دفعتنا لطرح هذه القضية لاهميتها وتعلقها بشريحة كبيرة من شبابنا الذي دخلوا كليات المعلمين وكل سنة يجتازونها يقتربون من الوظيفة التعليمية وذلك بضمان ماكتبوا على انفسهم اثناء دخولهم الكلية ولانهم سيحصلون على شهادة بكالوريوس تعليم. ولان الارقام تعبر عما يعيشه الشباب من هموم نجد ان خريجي كليات المعلمين لهذه السنة 5200 خريج مؤهل للتدريس, في حين لم يعتمد سوى 2000 وظيفة فقط, وذكر مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم ان سبب عدم تعيين العدد المتبقي والمقدر بنحو 3200 بسبب العجز في الوظائف التي تعتمدها وزارة المالية بالتعاون مع وزارة الخدمة المدنية. وبلقائنا مع عميد كلية المعلمين بالدمام الدكتور خالد رشيد النويصر قال: ارى ان ينظر لاختبار الكفايات للمعلمين من زاوية موضوعية وليست عاطفية وان نرى الهدف من تطبيقه, وانعكاس ذلك على مستوى التعليم وعلى مهنة التعليم بحد ذاتها. وقبل ايام كتب الدكتور علي الحكمي الوكيل المساعد للتطوير التربوي بوزارة التربية مقالا عن دواعي تطبيق الاختبار, اما عن مشكلة التوظيف فلا اظن ان لخريجي كليات المعلمين افضلية على غيرهم, والمعيار الاكثر موضوعية هو من الاكفأ وليس من اين تخرج. ان نتائج اختبار الكفايات ستكون ذات فائدة للكليات المعنية بتخريج المعلمين سواء كانت كليات التربية ام كليات المعلمين ام غيرها, هذا على افتراض ان الاختبار يقيس حقا كفايات المعلمين. فان فشل عدد كبير من خريجي احدى هذه الكليات فذلك له دلالة على مستوى العمليات والمدخلات في تلك الكلية وان عليها مراجعة خططها وتطويرها. هذا على افتراض ان الاختبار يقيس فعلا الكفايات الاساسية للمعلمين, وهذا الافتراض صحيح الى ان يثبت عكسه. ومن جانب اخر ابدى فواز الفواز في ادارة التوظيف بوزارة الخدمة المدنية ان خريجي كليات المعلمين يتم توظيفهم عن طريق وزارة التربية والتعليم, فاستحداث الوظائف عن طريق الجهة التي تحتاج التوظيف, وليس لنا اي علاقة بمسألة احداث الوظائف وانما نحن جهة تنسيقية فقط. من جانبه اوضح وكيل الكليات بوزارة التربية والتعليم الدكتور صالح الضويحي ان مسؤولية كليات المعلمين هي اعداد معلمين, اما مسألة التوظيف فهي عن طريق وكالة الوزارة للتعليم. ولاستيضاح الوضع طرحنا هذا التساؤل الذي يراود كل خريج كلية معلمين وهو لماذا لايتم احداث وظائف تشمل كل خريجي كليات المعلمين: اتصلنا بوكالة الوزارة للتعليم فافاد عبدالكريم الزهراني مدير عام شؤون المعلمين بوزارة التربية بان احداث الوظائف يتم عن طريق امرين: الاحتياج ووظائف متاحة وذكر ان في كل عام تتم المفاضلة في التعيين على الوظائف المتاحة من خريجي كليات المعلمين, وان هذه السنة ليست الاولى في عدم قبول الخريجين جميعا, وان هناك اعدادا من خريجي كليات المعلمين في الاعوام السابقة سحبوا اوراقهم لتوافر وظائف في جهات اخرى غير وزارة التربية والتعليم. ومن جهة اخرى اوضح ان تخصص اللغة العربية تمت تغطيته 100% ويوجد هناك فائض, اما تخصص الانجليزي وجزء بسيط من الرياضيات في الثانوية فستتم تغطيتهما قريبا ان شاء الله.