تمثل قضايا المرأة لدينا سخونة ملحوظة.. فمثلاً إيجاد أعمال جادة تشارك المرأة فيها الرجل كما في المستشفيات مثل هذه الأعمال المشتركة تعتبر قضية أخرى ساخنة.. هذه القضايا حديث السمر والمجتمعات في هذا البلد الطيب.. ونسمع آراء سواء مع أو ضد.. لكن لا يقدر أحد على مناقشتها في الصحف أو أجهزة الإعلام أو حتى في ندوات ومؤتمرات علمية كان يجب أن تعقد لطرح ومناقشة هذه القضايا. هناك خط أحمر أمام الجميع؛ حيث لا يقدر أحد أن يقترب منه، مع أنها قضايا لا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ظناً منا بأن ذلك يجعل الخطر غير موجود.. وأنْ لا مشكلة تواجهنا، وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان. لدينا مئات الآلاف من الفتيات السعوديات يحملن البكالوريوس، والبعض منهن يحملن درجات الماجستير والدكتوراه لهن سنوات لا يجدن عملاً، بل إن هناك مَن لهن أكثر من عشر سنوات دون عمل.. قد أغلقت مهنة التدريس أمام الفتيات بعد أن حدث تشبع، ومهنة الطبيبة والممرضة تثور أفكار سيئة حولهما داخل المجتمع، وهذه جزئية يجب أن تناقش على مسمع من الجميع، فالطبيبة والممرضة من أعظم المهن احتراماً والتزاماً، ويعتبر فخراً للمجتمع وجود الطبيبة والممرضة السعودية.. وليس فخراً للمجتمع فحسب، بل ولكل أسرة لديها طبيبة أو ممرضة.. قبل سنوات كان لي صديق حازت ابنته على مجموع 99% بالثانوية العامة، وكانت ترغب في الالتحاق بكلية الطب، وإذا بوالدها يرفض، والتحقت بكلية التربية، وحتى الآن لم تجد عملاً.. وكنت أجلس مع مجموعة من الشباب فسمعت أحدهم يقول: إنني أرفض الزواج من طبيبة.. والسؤال هو: من أين جاءت هذه الأفكار الاجتماعية السيئة؟! إننا الآن في العام 1427ه، وليس عام 1327ه.. لقد تغيرت الكثير من المفاهيم، وتحولت بيوتنا من بيوت طينية بسيطة إلى عمارات وفلل وقصور حديثة.. وأصبح لدينا مدارس وجامعات ومستشفيات وأعمدة حضارية على أحدث مستوى.. فلماذا الخجل من مناقشة قضايانا الساخنة وحتى الحساس منها؟! لا يجب المناقشة ونحن في عصبية أو شد، وإنما يجب أن يكون الحوار هادئاً وفعالاً وعقلانياً.. فالنساء أولاً وأخيراً هن ابنة وأم وأخت وزوجة.. أليس كذلك؟! [email protected]