أشارت محافل استخبارية إسرائيلية في أعقاب ضبط الأسلحة التابعة لحماس في الأردن إلى أن لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق، (حساب مفتوح) مع السلطات الأردنية التي أبعدته من أراضيها بناء على طلب من إسرائيل إثر محاولة الاغتيال الإسرائيلية ضده. وفضلا عن ذلك، يحتمل أن تكون خلية حماس عملت بتوجيه من النظام السوري الذي يواصل استضافة قيادة حماس في دمشق - ويدفع لقاء ذلك ثمنا دوليا. وثمة إمكانية أخرى تتمثل في أن تكون هذه مؤامرة ذات طابع فني أكثر، بين نشطاء عسكريين ينتمون إلى الإخوان المسلمين في الأردن وبين نشطاء من حماس. فالعلاقات بين الحزبين وثيقة - وفي عمان قلقون جدا من ميل التطرف المتزايد في أوساط الإخوان المسلمين في الأردن أيضا. ويحتمل أن تكون الاتهامات الأردنية ضد حماس قد ضُخمت بقدر ما، لتبرير الكتف البارد الذي أدارته عمان لحكومة حماس منذ انتخابها. وإلى ذلك، تستأنف سوريا مفاوضات على صفقات سلاح كبرى، انطلاقا من التوقع بعائدات مالية أخرى على خلفية الارتفاع في أسعار النفط في العالم. حيث ألمح رئيس شعبة الاستخبارات في هيئة الأركان، اللواء عاموس يدلين، أول أمس إلى هذا التطور، وذلك في محاضرة ألقاها في مركز التراث الاستخباري في جليلوت. وأضاف يدلين بأنه إلى جانب السوريين تتوجه دول منتجة كبرى للنفط مثل إيران والسعودية، إلى تخصيص الأموال لصفقات سلاح كبرى. ويبدو أن جزءا من المشتريات السورية سيتجه نحو تجديد سلاح الجو، الذي كف عن استيعاب طائرات جديدة منذ نهاية الثمانينيات، فوضع الصيانة للطائرات السورية القديمة، سوفيتية الصنع، لا يعتبر جيدا وحجم تدريبات الطيران في السلاح في السنوات الاخيرة كان منخفضا لدرجة أن إسرائيل لم تعد ترى في سلاح الجو السوري تهديدا حقيقيا. وقال يدلين: إن السوريين يواصلون تركيز جهودهم على إنتاج الوسائل القتالية لديهم من خلال إنتاج صواريخ الكتف، إلى جانب صواريخ سكاد ذات المدى الأبعد. ويتواصل تطوير صواريخ الكتف إلى مسافة عشرات الكيلو مترات، بقطر200 حتى300 ملم. وبعض هذا السلاح ينقل أغلب الظن إلى حزب الله ويندرج ضمن المنظومة التي نشرتها المنظمة على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وتلاحظ إسرائيل تصلبا متجددا للموقف السوري، بعد أن علقت دمشق لفترة طويلة في موقف دفاعي، في ضوء مبادرة فرنسا والولايات المتحدة لإخراج قواتها من لبنان بموجب قرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن في الأممالمتحدة، والتحقيقات التي تجريها الأممالمتحدة في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وتشخص سوريا ما تعتبره ضعفا أمريكيا في ضوء تعقد الوضع في العراق وهي تشجع حزب الله على عدم الخضوع لمطلب نزع سلاحه. وفي هذه الأثناء يتابعون في جهاز الأمن باهتمام التوتر المتصاعد في العلاقات بين الأردن من جهة وسوريا وحماس من جهة أخرى. ففي منتصف الأسبوع شدد الأردن اتهاماته بقيادة حماس في دمشق في أعقاب القبض على خلية من رجال حماس تعمل في الأردن.