سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير اسرائيلي يؤكد ان دمشق تواصل التسلح لأهداف بعيدة المدى ويحذر من أبعاد حيازتها طائرات "ميغ-31" . روسيا عززت بعد حرب لبنان قدرات سورية العسكرية لضمان قاعدة بحرية تعزز مكانتها في حوض المتوسط
اتهم تقرير اسرائيلي روسيا بالسعي الى تعزيز القدرات العسكرية السورية وعقد صفقات اسلحة بحرية وجوية، وتوثيق العلاقة مع دمشق لضمان تعزيز مكانة روسيا في الشرق الاوسط وحوض البحر المتوسط من خلال تفعيل اسطولها البحري من ميناء طرطوس. وحذر التقرير من أبعاد صفقة طائرات "ميغ 31 إي" بين البلدين، وقال"ان حيازة سورية لهذه الطائرات سيهدد قدرة نشاط سلاح الجو الاسرائيلي، خصوصا في ما يتعلق بجمع معلومات استخباراتية ضد سورية". وقال مدير"المشروع العسكري في معهد ابحاث الأمن القومي"يفتاح شفير ان روسيا ستواصل تعزيز التسلح السوري في حين تبذل دمشق جهودها لتعزيز قدراتها الدفاعية جوا وبرا وبحرا، مستمدة دعمها من روسياوايران. وخلافا للتوقعات بأنها تخطط لعمليات آنية، يقول شفير ان سورية تعمل لتحقيق اهداف بعيدة المدى وتسعى من خلال صفقات الاسلحة الى ضمان ترسانة عسكرية تكون قادرة على مواجهة ناجحة لاجهزة السلاح الاساسية لاسرائيل. ورأى شفير انه بخلاف احتمال ان العلاقة مع ايران و"حزب الله"قد تورط السلطات السورية بصراعات تندرج في مصالح تعود لايران من جهة و"حزب الله"في لبنان من جهة اخرى، فان مصلحة روسيا تكمن في عدم دخول سورية بأي صراع من شأنه ان يمس بأهداف الاسطول البحري الروسي. وقال شفير ان تعزيز العلاقة بين روسيا وسورية خلال السنة الاخيرة، لم ينشأ من طيبة قلب الروسيين انما لاهداف استراتيجية يسعى الرئيس فلاديمير بوتين الى تحقيقها لاعادة مكانة روسيا في المنطقة. واضاف ان هذه العلاقة اثارت الولاياتالمتحدة واسرائيل اللتين بذلتا جهودا للحد منها ووقف مد سورية بالاسلحة، خصوصا صواريخ ارض - ارض من نوع"اسكندر إي"وصواريخ مضادة للدبابات من نوع"اس 300"لانها ستسهم في زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط، لكن الجهود باءت بالفشل. وجاء في التقرير الاسرائيلي ان سورية كثفت من تعزيز قدراتها العسكرية بعد الحرب الاخيرة على لبنان انطلاقا من نتائج الحرب التي عكست محدودية قدرات الجيش الاسرائيلي. ورأت ان صواريخ مضادة للدبابات هي مكسب مضمون لسورية، على الاقل في المس بالجبهة الداخلية لاسرائيل. غير ان التقرير يشير الى ان دمشق تركز اكثر على المجال الدفاعي امام اسرائيل لانها لا تملك بعد الاسلحة الهجومية، كما عن انها ستفكر كثيرا قبل الإقدام على اي خطوة هجومية على اسرائيل انطلاقا ايضا من مسؤوليتها كدولة، خلافا لما حصل مع"حزب الله"في الحرب على لبنان الذي خاض الحرب، حسب التقرير، كتنظيم من دون ان يتحمل اي مسؤولية عن المدنيين اللبنانيين". ويفصل التقرير الاسرائيلي حيازة سورية للاسلحة، وجاء فيه انه بعد الحرب على لبنان حصلت دمشق على كمية كبيرة من صواريخ مضادة للدبابات من نوع"كورنيت إي"و"ميتيس ام"، اضافة الى الصواريخ الروسية المتطورة من نوع"كريزانتيما"التي تتيح للجيش السوري الدفاع من مدى بعيد امام مدفعيات ومركبات عسكرية مصفحة وضد اهداف موجهة للأبنية. وفي مجال الدفاع الجوي، جاء في التقرير ان سورية ركزت على الاجهزة المتنقلة وعملت روسيا على تطوير نوع جديد من مركبة"ستريليتس"المحصنة والتي تحمل اربعة صواريخ من نوع"ايغلا اس"خصيصا لسورية، ويتوقع مدها بكميات اضافية خلال الفترة المقبلة. كما حصلت سورية على خمسين جهازا من نوع"بانتسير 1 اس"ويشمل الواحد مركبة تحمل صواريخ ومدفعيات عدة. ويقول التقرير ان سورية تعمل حاليا على تطوير جهاز"س ا 3"الموجود في حيازتها. وفي مجال التسلح البحري، جاء في التقرير ان هذا الجانب الذي اهمل لسنوات طويلة بدأت سورية بتطويره اخيرا وبدعم اساسي من ايران. وحصل سلاح البحرية السورية بعد الحرب على لبنان على كمية كبيرة من صواريخ من نوع"سي 802"وصواريخ بحر- بحر والكمية الاكبر لصواريخ بر- بحر بهدف الدفاع عن شواطئها، اذ ان ما تملكه سورية من صواريخ يمكنها من اصابة سفن بعيدة جدا عن شواطئها. وفي مجال السفن، يقول التقرير ان ايران زودت سورية سفنا حربية سريعة من نوع MIG-S-1800 , MIG-G-1900 MIG-S-2600، ويضيف التقرير ان صناعة ايران لهذه الانواع من السفن تفوق السفن المعروفة دولياً لجهة سرعتها وقدرتها على اصابة اقوى لسفن اكبر منها. ويشير التقرير الى ان سورية تلقت دعما من ايران وكوريا الشمالية لتطوير صواريخ"سكاد"وفي حيازتها صواريخ بقطر 220 و302 مليمتر وصواريخ قصيرة المدى من نوع"غراد". وقال شفير ان سورية كثفت من حيازتها للصواريخ قصيرة وبعيدة المدى في اعقاب الحرب على لبنان وتزوت بصواريخ من نوع"سكاد دي"و"سكاد سي"واقامت قواعد صواريخ تحت الارض في منطقتي حمص وحما. وبرأيه، فإن أي حديث لسورية عن ان التركيز على صواريخ"سكاد"يهدف الى الردع الآني غير صحيح، انما اهدافها بعيدة المدى اذ ستواصل سعيها الى حيازة اكبر عدد من هذه الصواريخ. ويقول:"سورية نشرت صواريخ لها على طول حدودها مع اسرائيل، ومثل هذه الخطوة يمكن ان نجملها في مجال الردع الآني وايضا في مجال استخلاصات العبر من الحرب على لبنان، اذ ان استخدام الصواريخ كان رادعا ناجحا لحزب الله، ما يدفع سورية الى التفكير بأن حيازتها لكميات كبيرة من هذه الصواريخ ومواصلة نشرها على الحدود سيضمن لها نجاحا متواصلا للجبهة الداخلية لاسرائيل، في حال وقوع مواجهات".