بدأت الهندوباكستان أمس الثلاثاء يومين من المحادثات لوضع اللمسات النهائية على إجراءات جديدة لبناء الثقة في إقليم كشمير المتنازع عليه والتي تتضمن تدشين خط لخدمة الشاحنات وتأسيس نقاط اجتماعات على طول الخط الفاصل بين شطري الإقليم. وبدأ الوفد الباكستاني الذي يرأسه سيد بن عباس مدير عام إدارة جنوب آسيا بوزارة الخارجية الباكستانية المحادثات أمس في العاصمة الهنديةنيودلهي مع مسئولين هنود يرأسهم ديلب سينها سكرتير وزير الشؤون الخارجية الهندي. وسيضع الجانبان خلال الاجتماعات تفاصيل تشغيل خدمة الشاحنات بهدف إقامة تبادل تجاري بين سيرنجار ومظفر أباد عاصمتي إقليم كشمير الهنديةوالباكستانية على التوالي كما سيبحثان بدء تشغيل خط حافلات لنقل الركاب بين مدينتي بونتش في كشمير الهندية وراوالاكوت في كشمير الباكستانية. وستتناول المحادثات أيضا افتتاح نقطتين للاجتماعات على الخط الفاصل بين شطري الإقليم. وتندرج المباحثات في إطار الجولة الثالثة من مفاوضات السلام المعروفة باسم (الحوار المركب) التي بدأتها الجارتين النوويتين عام 2004. واتخذت باكستانوالهند عدداً من إجراءات بناء الثقة فيما بينهما، خاصة في إقليم كشمير، للتشجيع على التبادل التجاري في الإقليم وزيادة الاتصالات بين الشعبين. وكان إقليم كشمير السبب في اندلاع حربين من ثلاثة حروب وقعت بين باكستانوالهند منذ أن أعلنتا استقلالهما عن بريطانيا عام 1947م، ولا يزال التوتر قائماً بين البلدين. ومن جهة أخرى قال مسئولون هنود وتقارير إخبارية أمس الثلاثاء: إن السلطات الهندية تجري عمليات بحث واسعة النطاق بولاية جامو وكشمير الهندية لاعتقال مسلحين يشتبه في أنهم وراء الهجوم التي تعرض له 35 هندوسياً بالولاية أمس الأول. وأفادت وكالة الأنباء الهندية الآسيوية بأن رئيس وزراء الولاية غلام نبي آزاد أصدر أوامره لكبار ضباط الشرطة باعتقال المتشددين وعرضهم على المواطنين عقابا لهم على (أفعالهم الوحشية). ويشتبه مسئولو الشرطة والأمن أن مسلحين من جماعة العسكر الطيبة هم المسئولون عن الهجوم وذكروا أن عمليات بحث واسعة النطاق تجري لاعتقال الجناة. وذكرت الشرطة أن تسعة أشخاص أصيبوا أيضا في الهجوم الذي وقع في قرى نائية في منطقة دودا بولاية جامو وكشمير على بعد 230 كيلومترا جنوب غرب مدينة جامو العاصمة الشتوية للولاية. وأضافت أن عددا من المسلحين بأسلحة ثقيلة يرتدون ملابس قتالية نزلوا من الغابات المحيطة بالقرية في الساعات الأولى من صباح الاثنين وأمروا الهندوس بالخروج من منازلهم. وأضافت الشرطة أنهم طلبوا منهم الاصطفاف في طابور خارج منزل مسئول القرية وأطلق عليهم المسلحون النار وقتلوا في حينه 22 شخصاً. وهذا الهجوم هو الثاني الذي يستهدف الهندوس في الولاية خلال يومين حيث كان مسلحون قد اختطفوا وقتلوا أربعة هندوس في مقاطعة أودهامبور. وتأتي الهجمات قبل أيام قبل جولة مباحثات بين رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج وزعماء مؤتمر حريات كافة الأحزاب وهو تحالف تأسس من أجل قضية انفصال كشمير.