أعلن القائد العام للقوات الموحدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا جيمس جونس، أن الحلف لا يرى خطراً عليه من جانب روسيا. وقال في موسكو الجمعة الماضية، إن كل المناقشات مع العسكريين الروس تجري في جو من الصراحة وان موقفي من العسكريين الروس إيجابي. وقال جونس في معرض تقييمه للتعاون بين روسيا والناتو، إن زوارق الأسطول الحربي البحري الروسي ستنضم هذا العام إلى عمليتنا في البحر الأبيض المتوسط وستُجرى تدريبات مشتركة للقوات الخاصة وينفذ برنامج تبادل ضباط الأركان، وكذلك تبادل المحاضرين في الأكاديميات العسكرية الروسية والأطلسية. إلا أن صحيفة (كوميرسانت) الروسية الواسعة الانتشار ذكرت، ان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عبّر عند استقباله قائد قوات الناتو في أوروبا جونس في موسكو عن قلق بلاده بشأن نية حلف الناتو مواصلة التوسع والتمدد من خلال ضم جمهوريات سوفيتية سابقة وإقامة قواعد عسكرية في بلغاريا ورومانيا. وقالت الصحيفة إن الوزير الروسي أفهم قائد قوات الناتو في أوروبا الجنرال الأمريكي جونس أن فرصة نزع فتيل التوتر وتجنب مواجهة جديدة ما زالت قائمة. وتعلق موسكو آمالاً كبيرة في هذا المجال على إقامة تعاون بناء بين الناتو ومنظمة التعاون الأمني للبلدان أعضاء رابطة الدول المستقلة (منظمة الأمن الجماعي). وحتى الآن لم يبد قادة الناتو حماسة لقبول المقترحات الروسية بهذا الشأن مفضلين تطوير التعاون مع روسيا على الصعيد السياسي متجنبين التعامل مع وزارة الدفاع الروسية. ولم يكن مصادفة، والحالة هذه، ان يدخل على خط المباحثات مع الناتو هذه المرة كل من وزير الدفاع الروسي ومساعد الأمين العام لمنظمة الأمن الجماعي، فاليري زيمسكوف، الذي قال في مؤتمر عقد في مدينة سانت بطرسبورغ، ان الناتو ينفر من منظمة الأمن الجماعي لأنه يعتبر أن هذه المنظمة أوجدت من أجل المحافظة على مواقع روسيا (الإمبراطورية). وأضاف، يعمل الناتو والأمريكيون في الوقت ذاته على دق إسفين بين الجمهوريات السوفيتية السابقة، ولدى الناتو برامج ذات أهداف محددة بخصوص أوكرانيا وجورجيا وبلدان جنوب القوقاز وآسيا الوسطى. ومن جانبه أكد وزير الدفاع الروسي، سيرغي إيفانوف، في حديث لصحيفة (بيلوروسيا السوفيتية) أن روسيا تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالمحافظة على أمنها في حالة ما إذا عمل الناتو على الإخلال بميزان القوى قرب حدود روسيا، مشيراً إلى أن نشر وحدات عسكرية جديدة للناتو في بولندا وبلدان البلطيق يمكن أن يتنافى مع الالتزامات الناشئة من إعلان مبادئ العلاقات والتعاون والأمن بين روسيا والناتو الصادر في عام 1997م. ولم يأتِ اختيار وزير الدفاع الروسي صحيفة بيلوروسية للإدلاء بحديثه بالمصادفة، فبيلوروسيا التي تعتبر البوابة الغربية لروسيا، هي المكان الذي يمكن أن تقوم روسيا انطلاقاً منه بالرد المناسب على الناتو.