أعلن المفوض الأعلى للاجئين انطونيو غوتيريس أمس الاثنين أن الرئيس التشادي إدريس ديبي تعهد بعدم طرد اللاجئين من دارفور المقيمين في التشاد كما سبق وهدد. وقال غوتيريس في بيان إنه أجرى الأحد محادثة هاتفية مع الرئيس ديبي (في إطار جهودنا الآيلة إلى تأمين حماية للاجئين من إقليم دارفور السوداني "المقيمين" في تشاد). وتابع غوتيريس (يسرني الإعلان عن تأكيد ديبي انه لن يتم إبعاد اللاجئين وأن تشاد ستحترم المبادىء الدولية) في ما يتعلق باستضافة اللاجئين. وكان ديبي الذي يتهم السودان بدعم المتمردين الذين يحاولون الاطاحة به، هدد الجمعة بطرد نحو 200 ألف لاجىء سوداني من دارفور يقيمون شرق تشاد أواخر حزيران- يونيو المقبل في حال لم تجد الأسرة الدولية دولة أخرى تستضيفهم. الى ذلك قررت الحكومة التشادية إرجاء تنفيذ تهديدها بوقف إنتاجها النفطي اعتبارا من اليوم الثلاثاء حتى نهاية الشهر إثر عرض وساطة من جانب الولاياتالمتحدة، وفقما أعلن مساء يوم الأحد المتحدث باسمها هورماجي موسى دومجور. وقال وزير الاعلام التشادي في بيان ان (الحكومة التشادية قررت إرجاء وقف انتاجها النفطي حتى انتهاء الوساطة الأمريكية). وغداة تمكن جيشها من صد هجوم لمتمردي الجبهة الموحدة للتغيير على مشارف نجامينا، اعلنت تشاد الجمعة انها ستوقف انتاجها للنفط الخام (200 ألف برميل يوميا) اعتبارا من 18 نيسان - أبريل في حال لم تستعد حتى هذا التاريخ عائداتها النفطية المجمدة بسبب نزاع مع البنك الدولي. وقال دومجور انه (إثر قرار الحكومة وقف استغلال نفط دوبا، اقترحت الحكومة الأمريكية التدخل للتوصل الى حل مع البنك الدولي وطلبت من الحكومة تأجيل قرارها بوقف استغلال وتوزيع النفط التشادي حتى نهاية نيسان- ابريل). وأضاف أن رئيس الوزراء التشادي استقبل السفير الأمريكي والكونسورسيوم النفطي ليعلن قبول الاقتراح الأمريكي. من جهة أخرى اتهمت تشاد السودان بمحاولة استغلال النزاع في دارفور لزعزعة الاستقرار في وسط إفريقيا بأسرها وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لمنع حدوث اضطرابات إقليمي. وبعد ثلاثة أيام مما وصفته تشاد بأنه هجوم مدعوم من السودان على عاصمتها حثت حكومة الرئيس إدريس ديبي الأممالمتحدة على السيطرة على منطقة دارفور التي يمزقها العنف وفرض عقوبات على الحكومة السودانية. ولفتت غارة فجر الخميس الماضي على نجامينا التي قام بها مقاتلون متمردون عبروا الصحراء في شاحنات صغيرة اهتمام العالم الى مخاطر امتداد الصراع العرقي والسياسي الذي مضى عليه ثلاث سنوات في دارفور الى وسط وغرب افريقيا. وساد الهدوء نجامينا يوم الاحد الماضي ولكن قادة للتمرد ابلغوا صحيفة فرنسية ان قواتهم على بعد 25 كيلومترا من العاصمة. ولم يرد تأكيد لذلك من مصدر مستقل. وقال ديبي الذي أضعفته المحاولات الانقلابية وفرار جنوده من الجيش ان حكومته ستكف عن إيواء 200 ألف لاجئ من دارفور ما لم تفرض الاممالمتحدة سيطرتها على الاقليم السوداني مترامي الاطراف بحلول 30 يونيو حزيران. وقال وزير الادارة الاقليمية التشادي الجنرال محمد علي عبد الله نصور لرويترز (الاتحاد الافريقي لم يتمكن من حل أزمة دارفور حتى الآن او منع السودان من تهديد تشاد). وقال (نعتقد ان السودان سعى عن عمد الى تحويل دارفور الى قاعدة من نوع ما ليزعزع منها الاستقرار في منطقة الصحراء الكبرى كلها والتي تعد تشاد الخطوة الأولى فيها). وطالب نصور المجتمع الدولي (بتحمل مسؤوليته بوضع دارفور تحت وصاية الاممالمتحدة). ويوم الجمعة الماضي قطع ديبي الذي يستعد لخوض انتخابات الرئاسة في الثالث من مايو- أيار العلاقات الدبلوماسية مع السودان الذي ينفي بشدة مساعدته المتمردين على الاطاحة به.