أكد الرئيس السوداني عمر البشير مساء السبت أن بلاده (ليس لها أي مصلحة في زعزعة استقرار تشاد) بعد أن اتهمه نظيره التشادي إدريس ديبي بأنه دعم هجوم المتمردين على نجامينا. ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن البشير قوله: إن السودان (ليس له أي مصلحة في زعزعة الاستقرار في تشاد). وهذا هو أول رد فعل يصدر عن الرئيس السوداني على أحداث العنف التي وقعت في تشاد منذ محاولة متمردي الجبهة المتحدة للتغيير قلب نظام الرئيس ديبي. وأعلنت نجامينا الجمعة قطع العلاقات الديبلوماسية مع الخرطوم وإغلاق حدودها مع السودان. وأكد البشير أن السودان ما زال يحترم اتفاق السلام الذي وقع في الثامن من شباط - فبراير بين الخرطوم ونجامينا تحت رعاية ليبيا والذي تعهدت فيه كل من الدولتين بعدم إيواء متمردين من الدولة الأخرى على أراضيها ومنع أي نشاط معاد ضد أي منهما. واتهم الرئيس السوداني تشاد بأنها مسؤولة عن انعدام الأمن على الحدود بين البلدين معتبراً أن (عدم إرسال ممثلين تشاديين إلى لجنة أمنية مكلفة بالإشراف على الحدود يحول دون تطبيق الاتفاق). ويقع إقليم دارفور الغربي في السودان على الحدود مع تشاد. وكانت الحكومة السودانية قد اتهمت تشاد بدعم متمردي دارفور حيث اندلعت حرب أهلية منذ ثلاث سنوات. من جهة أخرى أكدت الرابطة التشادية لحقوق الإنسان انه منذ المعارك التي وقعت الخميس بين الجيش والمتمردين حول نجامينا، تعيش العاصمة التشادية وضعاً أمنياً متدهوراً يشكل تهديداً للحريات الأساسية. وقال رئيس الرابطة ماسالباي تينيباي في بيان: إن (السكان يعيشون حالة خوف.. بعض الأحياء التي شهدت مواجهات خلت من سكانها الذين لجأوا إلى وسط المدينة.. الناس يشعرون أنهم ليسوا في مأمن). وشجب تينيباي كذلك الاعتداء على الحريات مشيراً إلى (إحراق منازل وتوقيف أشخاص بصورة اعتباطية وأعمال خطف واحتجاز كان آخر ضحاياها الياكيم فانامبيل الصحافي في إذاعة - أف أم الحرية - ورينيه ديلا، مراسل - بي بي سي). وأوقف متمردو الجبهة الموحدة للتغيير فانامبيل الثلاثاء في مونغو على بعد 400 كلم شرق نجامينا، كما أفادت منظمة مراسلون بلا حدود. أما ديلا فتعرض للضرب على أيدي جنود تشاديين أوقفوه صباح السبت في نجامينا، كما أكد نائب رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان دوبيان اسينغار. وقال رئيس الرابطة التشادية لحقوق الإنسان: (هناك حالة حصار حقيقية حول العاصمة.. لاحظنا تجنيد عدد كبير من الشبان الأحداث للقتال). وأضاف (هذا الوضع السياسي العسكري ناجم بصورة رئيسية عن غياب التوافق الوطني بين القوى السياسية والاجتماعية.. إننا نطالبهم بالعمل على التوصل إلى اتفاق عن طريق الحوار). كما دعا (فرنسا إلى الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لتشاد حتى لا تعمق الانقسام وتثير مشاعر العداء لفرنسا كما حدث في ساحل العاج).