ينقسم المتمردون التشاديون المناهضون للرئيس التشادي إدريس ديبي الذين يزحفون على العاصمة نجامينا، الى حركات صغيرة عدة يصعب تقويم عديدها. وشنت اثنتان منها هجمات خلال الشهور القليلة الماضية لكنهما لم تنجحا في الالتئام في حركة واحدة. - الجبهة الموحدة للتغيير وهي ائتلاف لعناصر متمردة تأسست في نهاية كانون الأول ديسمبر في شرق تشاد ويقودها الكابتن محمد نور عبدالكريم قائد"التجمع من اجل الديموقراطية والحرية"الذي تتهم نجامينا السودان بدعمه. وينتمي الكابتن الى اثنية تاما، وهو متحدر من شرق تشاد. وأخفقت محاولة جمع شمل متمردي تاما وحركة التمرد التي أسستها عناصر من اثنية الزغاوة التي ينتمي اليها الرئيس ديبي في اطار"الجبهة الموحدة للتغيير"، وبقيت الجبهة في الأساس تتشكل من رجال"التجمع من أجل الديموقراطية والحرية". وشن هذا"التجمع"أول هجوم في 18 كانون الأول على مدينة ادري في اقصى شرق تشاد عند الحدود مع السودان. لكن الجيش التشادي دحر هذا الهجوم إثر معارك عنيفة، متهماً الخرطوم بالوقوف وراءه. وفي الثلاثين من آذار مارس، اندلعت معارك ضارية بين الجيش التشادي و"الجبهة الموحدة للتغيير"في منطقة مودينا على بعد مئة كلم جنوب ادري. وخسر الجيش العديد من كبار ضباطه بمن فيهم رئيس أركان سلاح البر أحد اقارب الرئيس ديبي الجنرال ابا بكر يوسف ايتنو. وفاجأت"الجبهة الموحدة للتغيير"خلال الأيام القليلة الماضية كثيرين باستيلائها على بلدات هراز مانغيغني في الجنوب الشرقي عند الحدود مع افريقيا الوسطى في 9 نيسان ابريل، ثم كوكو على بعد خمسين كلم جنوب شرقي مدينة غوز بيضاء في اليوم التالي، وأخيراً مونغو التي تبعد اقل من 400 كلم شرق العاصمة في 11 نيسان. ومنذ ذلك الحين واصلت"الجبهة الموحدة للتغيير"زحفها حتى باتت صباح أمس على مشارف العاصمة التشادية حيث تدور معارك بالأسلحة الثقيلة. -"أرضية التغيير والوحدة الوطنية والديموقراطية"التي أسسها في تشرين الأول اكتوبر 2005 عدد من الضباط الكبار الذين فروا من الجيش وعناصر من الفصيل المقرب من إدريس ديبي الفارين أيضاً ويقودها يايا ديلو جرو والتوأمان توم وتيمان أرديمي المتحدرون شأنهم شأن رئيس الدولة من اثنية الزغاوة. والتوأمان توم وتيمان ارديمي، وهما من اقارب ديبي، مديران سابقان في الديوان الرئاسي ولشركتي النفط والقطن. وتوترت العلاقات بين السلطة ومنشقي الزغاوة إثر اندلاع الحرب الأهلية في دارفور في غرب السودان، إذ ان قسماً من هذا الفصيل اتهم الرئيس ديبي بعدم دعم المتمردين السودانيين كما كان ضرورياً، لأن معظمهم ينتمي الى الزغاوة.