رد الرئيس السوداني عمر البشير على اتهامات نظيره التشادي إدريس ديبي بدعم الهجوم الأخير للمتمردين على نجامينا، بتأكيد أن بلاده"ليس لها أي مصلحة في زعزعة استقرار تشاد"، محملاً إياه مسؤولية انعدام الأمن على الحدود بين البلدين. وفي أول رد فعل يصدر عن الرئيس السوداني منذ محاولة متمردي"الجبهة المتحدة للتغيير"قلب نظام الرئيس ديبي عبر هجوم فاشل على العاصمة، نقلت وكالة الأنباء السودانية سونا عن البشير أن الخرطوم"ليس لها أي مصلحة في زعزعة استقرار تشاد". وكانت نجامنيا أعلنت الجمعة الماضي قطع العلاقات الديبلوماسية مع الخرطوم وإغلاق حدودها مع السودان، فيما وجه الرئيس التشادي إدريس ديبي هجوماً حاداً أول من أمس على الرئيس السوداني، متهماً إياه بارتكاب"ابادة"في دارفور ووصفه بأنه"خائن". وأكد البشير أن السودان ما زال يحترم اتفاق السلام الذي وقع في الثامن من شباط فبراير بين الخرطوم ونجامينا برعاية ليبيا، والذي تعهدت فيه الدولتان عدم إيواء متمردين من الدولة الأخرى على أراضيها، ومنع أي نشاط معاد لأي منهما. كما اتهم الرئيس السوداني تشاد بأنها مسؤولة عن انعدام الأمن على الحدود بين البلدين، معتبراً أن"عدم ارسال ممثلين تشاديين الى لجنة أمنية مكلفة الاشراف على الحدود يحول دون تطبيق الاتفاق". يذكر أن دارفور غرب السودان حيث اندلعت حرب أهلية منذ ثلاث سنوات، يقع على حدود تشاد التي تتهمها الخرطوم بدعم متمردي الاقليم. وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة أعربت عن"قلقها الشديد"على مصير اللاجئين السودانيين في تشاد، بعدما أعلنت حكومة نجامينا صراحة عدم رغبتها في بقائهم على أراضيها. وقالت ممثلة المفوضية في العاصمة التشادية انا ليريا فرانش:"قلقون جداً وأبلغنا هذا القلق للحكومة التشادية، وحصلنا على تأكيد أنه لن يطرد هؤلاء اللاجئون، شرط أن نبحث لهم عن بلد آخر يستضيفهم". وفي هذا السياق، أعلنت منظمة"مراسلون بلا حدود"أن نجامينا والمتمردين أطلقوا صحافيين تشاديين يعمل أحدهما لمصلحة اذاعة خاصة والآخر في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي. وكان الجيش الحكومي اعتقل أحد هذين الصحافيين في حين اعتقلت"الجبهة الموحدة للتغيير"حركة التمرد الثاني. وأفادت المنظمة في بيان أنها"تحتج على المعاملة القاسية التي تعرض لها"الصحافي في"بي بي سي"رينيه جيلا يومبيريم الذي"كسرت ثلاثة من أسنانه وأُصيب برضوض". وأضافت:"ينبغي اعطاء تعليمات كي يُحترم عمل الصحافيين على جميع الأراضي التشادية". وكانت الرابطة التشادية لحقوق الانسان أكدت أول من أمس أن العاصمة التشادية تعيش منذ معارك الخميس الماضي بين الجيش والمتمردين، وضعاً أمنياً متدهوراً يشكل تهديداً للحريات الأساسية. وقال رئيس الرابطة ماسالباي تينيباي في بيان إن"السكان يعيشون حالة خوف. بعض الأحياء التي شهدت مواجهات، خلت من سكانها الذين لجأوا الى وسط المدينة. الناس يشعرون بأنهم ليسوا في مأمن".