محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    محافظ الزلفي يلتقي مدير إدارة كهرباء منطقة الرياض    الأمم المتحدة تؤكد أنها نفذت خطط الاستجابة الإنسانية ل 245 مليون شخص    الأخدود يتعادل سلبياً مع القادسية في دوري روشن للمحترفين    أمطار متوسطة على منطقة المدينة المنورة    «المجنون» و«الحكومة» .. مين قدها    أبها تستضيف منافسات المجموعة الرابعة لتصفيات كأس آسيا تحت 20 عاماً    «الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    ديفيد رايا ينقذ أرسنال من الخسارة أمام أتلانتا    هدف متأخر من خيمينيز يمنح أتليتيكو مدريد على لايبزيغ    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    مصادرة صوت المدرجات    النصر وسكّة التائهين!    قراءة في الخطاب الملكي    ماكرون: الحرب في لبنان «ليست حتمية».. وفرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين    شرطة الرياض: القبض على مواطن لمساسه بالقيم الإسلامية    قصيدة بعصيدة    حروب بلا ضربة قاضية!    دراسات على تأثير غطاء الوجه على صحة الإناث..!    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    سوق المجلس التراثي بشقراء يواصل استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني 94    التزامات المقاولين    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    أمانة الطائف تكمل استعداداتها للإحتفاء باليوم الوطني 94    جازان: إحباط تهريب (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    ابتكاراتنا ملهمة    الاستثمار الإنساني    سَقَوْهُ حبًّا فألبسهم عزًّا    هيئة الأفلام تطلق النسخة الثانية من "منتدى الأفلام السعودي" أكتوبر المقبل    نائب أمير جازان يطلق البرنامج الدعوي "انتماء ونماء" المصاحب لليوم الوطني ال 94    محافظ الأحساء: الخطاب الملكي يحمل حرصا شديدا على حماية هويتنا وقيمنا    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    الكويت ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارًا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    فريق بحثي سعودي يطور تكنولوجيا تكشف الأمراض بمستشعرات دقيقة    أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالبرد وتؤدي لجريان السيول على 5 مناطق    المواطن عماد رؤية 2030    المهندس الغامدي مديرا للصيانة في "الصحة"    العواد إلى الثانية عشرة    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 7,922 رجل أمن من مدن التدريب بمناطق المملكة    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    تعزيز التحول الرقمي وتجربة المسافرين في مطارات دول "التعاون"    الأمير سعود بن مشعل يشهد اجتماع الوكلاء المساعدين للحقوق    إلى جنَّات الخلود أيُّها الوالد العطوف الحنون    وفد من الخطوط السعودية يطمئن على صحة غانم    سلامة المرضى    كلام للبيع    كسر الخواطر    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما كُتب عن جدة كان قليلاً رغم أهميتها
حوار مع د. أحمد الزيلعي رئيس تحرير موسوعة جدة:
نشر في الجزيرة يوم 15 - 04 - 2006

العمل في موسوعة جدة عمل له نكهة من نوع خاص، كيف لا وهي العروس التي تغنى بها الشعراء سابقاً ولاحقاً، احتضنت التاريخ وشرفت بأنها بوابة الحرمين الشريفين.
الاقتصاد والسياحة والجمال
بعض من أوجه جدة الجميلة
د. أحمد الزيلعي - رئيس الفريق العلمي ورئيس تحرير موسوعة جدة - أستاذ الآثار الإسلامية والتاريخ الإسلامي بجامعة الملك سعود والباحث المعروف فتح صدره ل(الجزيرة) عبر حوار ماتع وضع من خلاله النقاط على الحروف معتبراً أن ما كتب عن جدة قليل ولذلك كان الأمر فيه شيء من الصعوبة على فريق العمل، وأن فريق العمل يبحث في كل المصادر ومنها المصادر الشفوية، مشيداً في ذات الوقت بدعم الناشر الأستاذ محمد بن عباس السحلي فهو مثال يحتذى به لرجال الأعمال، مبدياً شكره لكل الجهات الحكومية وغير الحكومية على تعاونها، داعياً الجمهور إلى إبداء ملاحظاتهم.. فإلى الحوار:
* أود تعريفنا بالصعوبات والعوائق التي ربَّما اعترضت جهود الموسوعة.
- لا يخلو أي عمل علمي ضخم كموسوعة جدة من الصعوبات التي تعترض سبيل الفريق العلمي المكلّف بالتأليف والإعداد والتحرير، وأولى هذه الصعوبات قلّة ما كتب في السابق عن مدينة جدة، فهذه المدينة - وعلى الرغم من أهميتها - فإن ما كتب عن تاريخها - على سبيل المثال لا الحصر - يعدّ قليلاً جداً مقارنة بكثير من المدن التاريخية التي لها من الأهمية التجارية مع مدينة جدة، كذلك آثار مدينة جدة معظمها إن لم نقل كلها ابتلعها العمران، واختفت تحت الامتداد الواسع للمدينة في كل الاتجاهات، ومثل ذلك يقال عن جغرافيتها التاريخية وهكذا، ومع ذلك فإن الفريق العلمي المكلّف بإعداد الموسوعة يملك من الخبرة، ومن الأدوات العلمية البحثية ما تجعله قادراً على تقديم شيء - على الأقل - سيضع الخطوط العريضة، أو يفتح الباب للدارسين والباحثين الذين سيقتفون أثرهم في المستقبل.
* هل وجدتم ضالتكم في كبار السّن الذين هم قلّة قليلة الآن؟
- الرواية الشفوية مهمة جداً في الكتابة عن أي موضوع من الموضوعات التي ستغطيها الموسوعة، وقد أخذنا هذا الجانب في الحسبان منذ البداية، وستكون المعلومات المستقاة من الاتصالات والمقابلات الشخصية في بؤرة اهتمام الباحثين عامة، وخصوصاً في التاريخ والآثار والاجتماع والثقافة والإعلام وغيرها، يضاف إلى ذلك أن أحد أعضاء الفريق العلمي سيعدّ باباً في أحد المجلدات بعنوان (تاريخ ما أهمله التاريخ عن مدينة جدة)، وسيكون المصدر الرئيس في كتابة هذا الباب الاعتماد على الرواية الشفوية، وخصوصاً من كبار السّن.
* أود إعطاء القارئ فكرة عن المصادر التي اعتمدتم عليها في عملكم؟
- يطول الحديث في إعطاء فكرة عن المصادر المعتمدة في إعداد موسوعة جدة لتنوع الموضوعات التي تغطّيها الموسوعة، ولكنها ستشمل مختلف ما كتب عن جدة، أو أية إشارات إليها في المصادر المطبوعة والمخطوطة، وفي الوثائق المحفوظة في دور الحفظ أو الإرشيفات المحلية والعالمية، وتلك التي بأيدي أصحابها من أهل جدة، ومن سواهم. وكذلك التقارير والبحوث والدراسات التي أجريت عن جدة، ما نشر منها وما لم ينشر، فضلاً عن الرواية الشفوية التي أشرنا إليها للتو، والتي ستحتل حيزاً كبيراً من المصادر المعتمدة في إعداد الموسوعة.
* آلية اختيار أعضاء اللجان العاملة، ومصيرهم بعد إتمام المشروع، ومن سيرشح للبقاء في متابعة الملاحق.
- جرى اختيار الفريق العلمي وفق معايير التخصص والخبرة البحثية والإقامة في جدة قدر الإمكان، وانسجام لجان التأليف لكل مجلد مع بعضها بعضاً بغية خلق قدر من التعاون والتفاهم اللازمين لإنجاح أي عمل علمي أو غير علمي، وقد وفِّقنا في ذلك ولله الحمد. أما من سيبقى لمتابعة الملاحق ومن سيذهب، فهذا أمر متروك لظروفه، ولطبيعة المرحلة التي ستتلو ظهور الموسوعة إلى حيز الوجود.
* هل ستكون الموسوعة في متناول الجميع من خلال موقعها على الإنترنت، وتقبل الملاحظات على البريد الإلكتروني؟
- هذا ما نطمح إليه إن شاء الله، وقد وضع في خطتها منذ البادية إتاحتها للقراء والباحثين من خلال موقعها على الإنترنت، وفي الوقت نفسه نأمل أن نتلقى ملاحظات القراء عنها لتلافيها في الطبعات اللاحقة، وفي الذيول أو الملاحق التي قد تطبع تباعاً كلما دعت الحاجة إليها، وكلما توفرت مادة علمية جديرة بالنشر.
* هل ستطرح الموسوعة على C.D لتكون أكثر انتشاراً لا سيما ونحن نلحظ انصراف الناس عن القراءة؟
- نعم ستطرح إن شاء الله على C.D وهذا الموضوع كسابقه مضمن في خطة الموسوعة منذ بدء فكرتها على يد ناشرها الأستاذ محمد عباس السحلي الذي لمست منه حرصه الشديد على أن تكون الموسوعة في متناول أيدي الجميع، وبالصورة التي تناسب كل من يود اقتناءها أو الاطلاع عليها.
* ما الجديد في موسوعة جدة عن غيرها من الموسوعات؟
- لا توجد موسوعة قبلها عن جدة حتى تضيف جديداً إليها، كما لا توجد موسوعة في تخصّصها حتى نسعى للجديد الذي يميزها عن غيرها، فهي موسوعة متخصصة في تاريخ جدة وحضارتها وجغرافيتها وثقافتها ومجتمعها وتجارتها واقتصادها وتراجم شخصياتها، ونأمل أن يكون كل ما فيها جديداً، أو أنه إضافة جديدة إلى معارفنا بالحقول المختلفة التي ذكرتها عن جدة، نعم! توجد موسوعات عامة أو متخصصة في بلادنا، ومنها الموسوعة العربية، وموسوعة الأدب السعودي، وفي الطريق موسوعة المملكة، وموسوعة الحرمين. وهذه كلها ليست في تخصص موسوعتنا، وربما لا تشكل جدّة في بعضها سوى مدخلاً واحداً قد لا تتجاوز صفحاته عدد الأصابع.
* خلال الفترة الماضية من العمل الجاد في الموسوعة.. أين وصل فريق العمل، وهل هناك فترات زمنية يمكن لكم تقييم العمل فيها؟
- أي عمل علمي موثّق لابد أن تسبقه مرحلة من جمع المعلومات قد تزيد من حيث زمنها على زمن الكتابة والتحرير. وفريق موسوعة مدينة جدة قطع مرحلة طيبة من حيث جمع المعلومات، وإعداد الأصول، ومنهم من قطع مرحلة في الكتابة كذلك، ولأن الفريق العلمي غير متفرغ، ولأنه بمحض إرادته طلب ألا تحسب مدد الإجازة في الزمن الذي كنا قد حدّدناه موعداً للانتهاء من التأليف فلا بد أنها ستستغرق وقتاً أطول من المدة المقترحة في المشروع، وأرجو ألا تكون طويلة، وأن تكون في صالح الموسوعة من حيث الاستقصاء وجودة التأليف.
* الرسالة التي توجهها لرجال الأعمال لدعم المشاريع الثقافية (السحلي مثالاً).
- أقدم له رسالة شكر وامتنان على هذا التوجه السليم، كما أقدم له خالص الدعوات بأن يوسّع الله عليه في رزقه، ويكثّر خيره، ويخلف عليه، ويجعلها في موازين حسناته، وأن يكتب لمشروعه هذا التوفيق والسداد، وأن يجعله قدوة صالحة تُحتذى من قبل غيره من الموسرين ورجال الأعمال.
* متى سترى الموسوعة النور والتي أعلنتم سابقاً أنها ستبقى عامين في طور الإعداد؟
- ذلك ما كنا توقعناه أثناء إعداد مشروع الموسوعة، مع علمنا بأنه من الصعوبة بمكان تحديد موعد زمني على وجه الدقة واليقين للانتهاء من أي نوع من أنواع التأليف، خصوصاً وأنني وضحت في سؤال سابق أن الفريق العلمي المكلف بإعداد الموسوعة غير متفرغ، وأنه رغب ألا تُحسب مدد الإجازة في زمن التأليف، ومع ذلك، أسأل الله سبحانه وتعالى ألا يكون الزمن الذي ستستغرقه الموسوعة في تأليفها وتحريرها وطباعتها طويلاً، وأرجو أن تكون بين أيدي القراء في الوقت الذي قدّره الله لها، وبالصورة التي يرضى عنها الجميع بعد رضى الله جلّت قدرته.
* ماذا عن الملاحق التي سيتم إعدادها للإلمام بكل ما هو جديد؟
- الملاحق وسواها مرحلة تالية لمرحلة التأليف، ولهذا أجد من الصعوبة بمكان الحديث عنها ونحن حتى الآن لم ننته من التأليف، ولم نضع صياغة محددة لتلك الملاحق، وللشكل الذي ستكون عليه.
* هل استفدتم من الموسوعات التي عملت سابقاً في هذا الإطار، وهل لكم تعاون مع أحدها؟
- حرص الناشر منذ البداية على توفير بعض الموسوعات العالمية التي عُنيت بالمدن الكبرى في العالم لاقتفاء أثرها في إعداد موسوعة مدينة جدة، وهي تحت أيدينا الآن. ولا شك أنها مفيدة لنا، وخصوصاً في منهجية ذكر الرُّعاة الذين رَعُوا تلك الموسوعات، ولكننا في منهجية التأليف والتبويب التي اعتمدناها هنا، سلكنا طريقاً إبداعياً خاصاً بموسوعتنا، ونأمل أن تصبح هي نفسها نموذجاً يُحتذى لما يأتي بعدها من موسوعات عن أمهات المدن في الداخل والخارج.
* رجالات جدة هل لمستم منهم التعاون في إنجاح عمل الموسوعة؟
- لمست من رجالات جدة وغيرهم ترحيباً بالمشروع وفرحاً به. أما من حيث التعاون من عدمه فأنا بصفتي رئيس الفريق العلمي ورئيس هيئة التحرير لم اتصل بأحد بغرض التعاون، ولكنني أسمع عن اتصالات جرت وتجري بينهم وبين الناشر الأستاذ محمد سحلي وأسمع منه رضاه عن تلك الاتصالات وثناءه على من اتصل بهم. وأنا شخصياً أعرف عن رجالات جدة كرمهم وتشجيعهم لمثل هذه الأمور، وقد أشدت بهم عن اقتناع، وأشدت بما أؤمله فيهم من تعاون في كثير من وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة التي تحدثت إليها، وأنا رجل تاريخ، وأعرف أن جدة على مدى تاريخها لم تخل من الرجال المتعاونين والداعمين لكل مشروع علمي أو غير علمي يصب في مصلحة مدينتهم التي أحبوها حتى الثّمالة، وإنها لجديرة بذلك الحب، وهم جديرون بما أحبوا.
* تقييمكم لهذا العمل، وهل سيكون بحجم جدة ومكانتها وثقلها؟
- يصعب عليّ الحكم على عمل أنا جزء منه، أما أن يكون في مستوى حجم جدة ومكانتها وثقلها، فهذا ما نؤمله ونسعى إليه، وكلنا متفقون على عظمة جدة، فإذا تحققت آمالنا وطموحاتنا بالوصول إلى مضمون السؤال أو حتى الاقتراب منه، فذلك ما كنا نبغي وسيكون الحكم في وقته للمتلقّي، وليس لي وحدي.
* هل لمستم فعلاً تعاوناً من الجهات المختصة معكم؟
- هناك فريق من الباحثين المساعدين جنّدناهم للاتصال بالجهات المختصة حكومية وغير حكومية في سبيل جمع المعلومات، ومع كل منهم خطاب إلى من يهمه الأمر، وحتى الآن لم يشتك لي أحد من عدم التعاون من قبل الجهات التي اتصل بها، مما يدل على أن الجميع متعاونون، فلهم الشكر من قبل ومن بعد، وجزاهم الله أولاً وأخيراً أحسن الجزاء.
* بحيرة الأربعيين الشهيرة، بما اختصتها الموسوعة؟
- لا أدري حتى الآن بما اختصتها الموسوعة على سبيل الدقة واليقين، لأنها تدخل في اختصاص إحدى اللجان، أو أكثر من لجنة من لجان المجلدات التسعة التي ستشتمل عليها الموسوعة، وحتى كتابة هذه الأسطر لم أتلق شيئاً مكتوباً بخصوصها من هذه اللجنة أو تلك، مع أنني على يقين أن من يتناولها سيعطيها حقها من البحث والدراسة والتحقيق والتدقيق، مع العلم أن الفريق العلمي متابع لما يثار حولها في صحافتنا المحلية.
* بما أن الموسوعة ستظهر بشكل فاخر.. السؤال: هل سيكون سعرها في متناول الجميع، وهل ستوزع مجاناً على الجامعات والمكتبات العامة؟
- لم يتحدّد شكل الطبع حتى الآن بصورة نهائية، ولا سعر النسخة، ولن تُوزع مجاناً من قبل الناشر الذي هو في الواقع قطاع خاص يسعى إلى عدم الخسارة إن لم أقل يسعى إلى الربح، وهذا حق مشروع له، والجامعات والمكتبات العامة فيها إدارات أو أقسام متخصصة للتزوّد بالكتب، ولها ميزانياتها السنوية ومخصصاتها المالية المعتمدة، وعادة ما تعمد المكتبات العامة، والجامعات وجهات حكومية وأهلية أخرى إلى شراء الكتب بأسعار أعلى من الأسعار التي يشتري بها الأفراد على سبيل التشجيع، وهذا أقلّ واجب يمكن أن تقدمه تلك الصروح العلمية لخدمة الثقافة والعلم، وتشجيع التأليف والنشر، وهذا عرف عالمي.
* ما الدعوة التي توجهونها لكل من يرغب التعاون مع إدارة الموسوعة من أبناء جدة، وما الآلية في هذا التواصل؟
- الدعوة إلى التعاون مع الموسوعة فُعّلت منذ بداياتها الأولى، وأُعلم عنها بما فيها الكفاية، وما تلك الدعوات التي وجهت لأرباب الفكر والقلم، وكذلك الإعلاميين إلا جزء من الرغبة في التعاون والدعوة إليه، هذا فضلاً عن كثير ممن وجِّهت إليه الدعوة لزيارة مقر الموسوعة، والاجتماع بأعضاء هيئة تحريرها، وقد كان لي شرف حضور بعضها، وبعضهم سعى إليهم بعض أعضاء الفريق في بيوتهم ومكاتبهم رغبة في ذلك التعاون، ولا تزال الدعوة مفتوحة لكل من يجد في نفسه الرغبة في التعاون معنا ونحن سنسعى إليه حيثما يكون، وفي الوقت الذي يحدده، أما إن جاء هو إلينا فله الفضل فضلان، فضل الاستجابة والرغبة في التعاون، وفضل التواضع والمبادرة في الخير، ومن تواضع لله رفعه.
* ألم تفكر إدارة الموسوعة في طرح جزء من الموسوعة لملاحظة الأصداء التي تصدر تجاهه؟
- الموسوعة لديها خطة محكمة للتحكيم العلمي، ولن يصدر أي جزء منها دون إجازته للنشر من قبل متخصصين ومراجعين معتمدين نثق بهم، وبعلمهم، ونطمئن لعدالتهم ونزاهتهم في التحكيم. أما طرح أي جزء منها هكذا للناس دون ضوابط فأخشى أن كل من لم يجد نفسه أو حارته أو بيته، أو فكرته فيه فإنه سيقابله بالرفض وعدم القبول، وسترى ذلك كله أو بعضه مستقبلاً، وعندي كثير من المواقف السابقة، والأمثلة الحيّة التي تعرضت فيها بعض الأعمال الجيدة للهجوم لا لشيء إلا لأنها لم تحقق حاجة في نفس يعقوب.
* العمل في الموسوعة مضنٍ، ولكن، وفي عصر التقنية، هل لك أن تحدثنا كيف خدمت التقنية الموسوعة؟
- كما تعرف الموسوعة يعمل فيها فريق علمي كبير، وكلهم من أرباب التخصص، وكل منهم له أدواته ومنهجه في البحث، ومنهم من هو تقليدي، ومنهم من هو متماشٍ مع روح العصر، ولا شك أن التقنية قصرت في الوقت الحاضر الطريق على كثير من الباحثين الذين اتقنوها وسبروا أغوارها، وأعرف عن بعض زملائنا في الفريق العلمي من استفاد فائدة كبيرة من هذا الجانب ومنهم من يسير وفق برنامج حاسوبي صمّم منذ البدء لخدمة الأهداف البحثية التي رسمها لنفسه.
* ماذا عن العلاقة مع الأمانة العامة للسياحة، المتاحف، دارة الملك عبدالعزيز؟
- ما من جهة من الجهات التي ذكرت في السؤال إلا وتربطني بها شخصياً علاقة خاصة، وعلاقة عمل، وكلّها جهات له أهميتها، والتعاون معها مهم في سبيل إنجاح العمل الذي نضطلع به. وهو يتوقّف أو يتحدّد تبعاً للاختصاص، فالسياحة اختصتها الموسوعة بجزئيات مهمة في بعض مجلداتها بوصف مدينة جدة مدينة سياحية، وهذه الجزئيات لا بد أن تُعرض على أهل الاختصاص في الهيئة العليا للسياحة، إما للتحكيم، أو للاستئناس بآرائهم. وأنا على يقين أنهم سيرحبون بذلك. ووكالة الآثار والمتاحف، وهي جزء من السياحة أيضاً، يعنيها أن الموسوعة خصّصت مجلداً كاملاً لآثار جدة وتراثها، وهذا الجزء يهم الوكالة، كما أن التعاون معها يهمنا كذلك. أما دارة الملك عبدالعزيز فهي جهة بحثية وإرشيفية مهمة جداً، وأمينها العام سعادة الدكتور فهد بن عبدالله السماري سُئل مرة في محفل عام عن تعاون الدارة مع الموسوعة! فأبدى مشكوراً استعداده المعهود فيه بالتعاون معنا إلى أقصى الحدود، ونحن لا نستغني عن الدارة، فالدارة بيت الباحثين السعوديين جميعهم حيثما يكونون، وأعرف أن مدينة جدة هي مما يقع في بؤرة اهتمام الدارة وأمينها العام.
* سؤال عن آلية العمل لفريق الموسوعة.. هل هناك اجتماعات مجدولة أم أن الأمر متروك حسب الظروف؟
- العمل موزع على لجان الموسوعة بحسب تخصص كل لجنة، ومنسق كل لجنة عضو في هيئة تحرير الموسوعة المكون من تسعة أعضاء بالإضافة إلى الرئيس. ولهذه الهيئة اجتماعاتها التي تتم كل أسبوعين أو ثلاثة أو شهر على الأكثر، وستُقصّر هذه المدة إلى كل أسبوع أو أسبوعين تبعاً لطبيعة المرحلة التي يصل إليها العمل في الموسوعة، وجميع اجتماعاتنا مضبوطة بمحاضر ممهورة بتواقيع الحاضرين من أعضاء هيئة التحرير للرجوع إلى ما فيها من قرارات وتوصيات عند الحاجة.
* التعاون مع وزارة الثقافة والإعلام في التعريف بها وعرض برامج ومقتطفات منها!
- حينما تخرج الموسوعة إلى النور، وحينما تصبح في متناول أيدي القراء، ستكون كذلك في متناول وزارة الثقافة والإعلام، وفي متناول أيدي رجالها الذين يعدون البرامج، ويحضرون المادة الأولية الخاصة بها، وهم الذي يقدرون الحاجة إلى هذا الجزء أو ذاك من الموسوعة. أما إذا كنت تقصد على شكل إعلان مدفوع القيمة في التلفزيون أو الإذاعة فهذا سيتقرّر قبيل صدور الموسوعة، وسيتزامن مع بداية صدورها في تقديري الشخصي.
* رؤيتك للإعلام بشتى صوره هل خدم الموسوعة في التعريف بها؟
- أنا شخصياً لا أؤيد المبالغة في الإعلام، ولا أؤيد كثرته ونحن في هذه المرحلة المبكرة من الكتابة، ولا بأس من أن يأتي الإعلام المدروس في مرحلة لاحقة لأغراض التسويق، ولفت انتباه القراء والكّتاب لها لتقريضها وإشهارها، وآمل أن نعدّ لهذه المرحلة عدّتها وأن نقدّم للإعلام ويقدم لموسوعتنا الخدمة المرجوة منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.