حالة من الاستياء تسود الشارع السياسي المصري على خلفية ما حدث في حزب الوفد المعارض ذي الاتجاهات الليبرالية يوم السبت الماضي حيث قام الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب المخلوع باقتحام مسلح لمقر الحزب الكائن بحي الدقي الهادئ بمحافظة الجيزة إحدى محافظاتالقاهرة الكبرى ونتج عن هذا الهجوم غير المسؤول إصابة 27 صحفيا وإداريا وعاملا من أبناء الحزب وصحيفة الوفد إلى جانب تدمير وحرق وإتلاف عمدي لممتلكات الوفد وقد استعاد الحزب هدوءه وعادت صحيفته إلى الصدور وتولى القضاء المصري القضية برمتها وقرر النائب العام حبس جمعة وأعوانه 4 أيام على ذمة التحقيقات لكن الأسى في حلوق السياسيين مازال موجودا لأنهم أيقنوا دون مواربة أن الحياة الحزبية في مصر تحتضر.يشار إلى ان التعددية الحزبية في طورها الثاني قد بدأت في العام 1976عنما قرر الرئيس المصري الراحل أنور السادات اعادة الحياة للتعددية فبدأ بتطوير الاتحاد الاشتراكي وهو النظام الحزبي الأوحد آنذاك إلى ثلاثة منابر هي يمين ووسط ويسار ثم وبطريقة الخطوة خطوة خرجت التعددية من طور النظرية إلى الواقع وتم تأسيس حزب مصر العربي الاشتراكي والاحرار والتجمع والعمل والوفد والناصري وتوالت الأحزاب إلى أن وصلت 22 حزبا ولكن الحاصل منها صفر تلك هي نتيجة الانتخابات التي جرت في ديسمبر ويناير الماضيين حيث عجزت الأحزاب مجتمعة عن تحقيق أي نصر بل إن معظمها ليس له تمثيل في البرلمان واقتصر الصراع في الانتخابات التشريعية الماضية على الحزب الحاكم وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في حين وقفت الأحزاب تتفرج على ما يجري بسبب انشغالها بصراعات داخلية أتت على ما لديها من قوة.والمتابع للحياة الحزبية في مصر يجد أن هناك خمسة أحزاب رئيسية أو على الأقل معروفة لدى رجل الشارع وهى الحزب الوطني الحاكم الذي يرأسه الرئيس المصري حسني مبارك وهو حزب الاغلبية نظرا لتداخله مع مؤسسات الدولة يليه حزب الوفد وهو حزب ليبرالي الذي حدثت فيه الأزمة الأخيرة ثم حزب التجمع التقدمي الوحدوي وهو حزب يساري وهو ليس بعيدا عن الأزمات غير ان الإدارة الحديدية لرئيسه د رفعت السعيد تحول دون الانشقاقات يلي ذلك الحزب العربي الناصري وهو عاني كثيرا من الانشقاقات لكنه قادر على البقاء لولا ازمته المالية الطاحنة ثم حزب العمل وقد تم تجميده بعد تحالفه مع الاخوان المسلمين وحدوث انشقاقات بداخله ويأتي إلى جانب ذلك حزب الاحرار الاشتراكيين الذي يتنازع على رئاسته منذ عشر سنوات أكثر من 13 شخصا كلهم يدعي أنه الاحق برئاسة الحزب، ثم حزب الغد الذي يتزعمه د أيمن نور والذي توارى الى الظل بعد سجن زعيمه في قضية تزوير محررات رسمية فيما عدا ذلك توجد أحزاب هامشية ليست له مقرات أو صحف أو تمثيل برلماني.