عندما يغيب التعليم يغيب المواطن وبغياب المواطن يغيب الوطن، هذه العبارة تصور بدقة دور التعليم المفصلي في حياة الأوطان. قد يقول قائل إن هناك أوطاناً انتشر فيها التعليم فوصل إلى كل زاوية وشبر بها ومع ذلك لا تزال هذه الأوطان غارقة في البؤس والتخلف. وهنا نسأل بالحاح: لماذا يفشل التعليم أحياناً في إحداث الأثر المتوقع منه في الأوطان التي انتشر فيها. الإجابة وبكل بساطة هي أن التعليم في تلك الأوطان خالٍ من مادته الفعالة. ولكن ماهي المادة أو المواد الفعالة في التعليم التي تجعله يحدث أثراً تنموياً هائلاً في أي أرضٍ يحل فيه. المواد الفعّالة في أي تعليم هي باختصار شديد: أولاً توفر قيادات تعليمية لديها من الخبرة وعمق الرؤية ما يجعلها تحافظ باستمرار على توجيه التعليم نحو أهداف نوعية راقية، ثانياً: توفر ثقافة تحترم كرامة الإنسان وعقله وتشجع وتستثير إبداعاته وإنجازاته وتنظر إلى المتعلم لا باعتباره مستودعاً لخزن المعلومات ولكن باعتباره فرداً قادراً على الفهم والتحليل والاستنباط من خلال التفكير العقلاني المستنير، ثالثاً: ربط التعليم بحياة واهتمامات المتعلمين وردم الهوة الكبيرة بين التنظير الممل والتطبيق العملي في المدارس، رابعاً: تأسيس بيئة تعليمية منضبطة يُبنى فيها الأداء على معاييرعالية وعلى نظام مساءلة يحدد بدقة جوانب التقصير وأساليب معالجتها. أدعو معي أن يحفظ الله هذا الوطن ويسدد جهود قياداته.