«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تغريد الدخيل: نحن مجتمع عاطفي نتأثر بسرعة.. ونميل لإقصاء أي رأي مخالف ولا نتغير بسرعة!
نشر في الحياة يوم 28 - 11 - 2017

{ التعليم الحديث عنه لن ينتهي، وتناول أموره لن يتم الفصل فيها بسرعة. لذا نلجأ للحوار مع المتخصصين لأجل أن نشخّص حال تعليمنا، ونرى بعض جوانبه من زوايا وبرؤى أعين تملك الخبرة والممارسة.
الدكتورة تغريد الدخيل منظومة تربوية تعليمية متكاملة، مارست كل ألوان التربية والإدارة التعليمية والحث العلمي، مارست التنظير، وقدمت عملها على الواقع وفي الميدان. هي من أنصار الوسطية، لا تميل للتطرف ولا للتشكي دائماً، ترى أن هناك منجزاً يستحق، وتشير إلى قصور يجب ألا نغفل عنه. وهي كعادة الصوت النسائي هادئ ودقيق ويحسب للكلمة والمعنى ألف حساب.. إلى الحوار:
في تعليمنا.. الكل يعرف الحل، لكن لا أحد يكتبه، لماذا؟
- تعليمنا مثل أي نظام تعليمي مع زيادة تطلعاته لمواكبة التغيرات والتحول، يواجه العديد من المشكلات التي تبحث عن الحلول، والكثير يعرفون الحلول ويقترحون تطبيقها، وتأخذ بعض مؤسسات التعليم بهذه الحلول أو بعضها.
لكن السؤال، لماذا لا يؤدي ذلك إلى تحسين العملية التعليمية؟ والجواب أعتقد أن تحديات إصلاح وتحسين نظامنا التعليمي تتلخص في عدد من النقاط منها ما يأتي: بنى تحتية بيئية وتقنية ضعيفة في أغلبها، وضخامة الجهاز التعليمي وتعدد الأطراف المتصلة به، وتجذر أفكار قديمة وبيروقراطية إدارية تقاوم التغيير، وتعامله مع عنصر بشري في كل محطة ومرحلة.
متى ما روعيت هذه النقاط بعناية فائقة في تنفيذ مقترحات تحول وتحسن نظامنا التعليمي سنرى أن حل المشكلات أصبح فعالاً إلى درجة كبيرة.
حتى متى وتعليمنا هو السبب في كل مشكلاتنا؟
- التعليم هو المفتاح السحري لكل المشكلات في أي مجتمع متى ما خطط لاستخدامه لذلك، وفي مجتمعنا التعليم سبق لكل مشاريع البلاد النهضوية والتنموية منذ قيام دولتنا، وما نملكه من موارد بشرية ضخمة مؤهلة وبمهارات عالية نتاج لنظامنا التعليمي.
وإن صاحب هذه المخرجات بعض القصور- وهذا حال أي أغلب نظم التعليم - لكننا نلقي باللوم كثيراً على هذا الجهاز لعدد من الأسباب؛ منها كثرة المشاريع والمبادرات التي لا تظهر نتائجها بوضوح وسرعة للمستفيدين، والتعاقب المتتالي للقيادات في رأس هذا الجهاز، من دون خطط تعاقب قيادات واضحة، والموازنات الضخمة التي تخصصها قيادة الدولة رعاها الله لهذه القطاع الحيوي، والتي لا يظهر أثرها بوضوح مع ضخامة احتياج هذا القطاع.
كل هذه الأمور مع أمور أخرى غيرها تجعل من التعليم الذي يلامس كل بيت في المجتمع تقريبا سبباً في نظر الكثيرين عن الإخفاق في تحقيق قفزة كبيرة في مستوى المخرجات التعليمية.
كيف نخلق المنافسة بين إدارات التعليم لتحسين المنتج التعليمي؟
- المنافسة موجودة بشكلها التقليدي بين إدارات التعليم ال45 في مناطق ومدن المملكة، يظهر ذلك في حرصهم على الحصول على مراكز متقدمة في ترتيب الإدارات على مؤشرات الأداء، وتنافسهم في الحصول على جوائز التميز المحلية والجوائز والمسابقات الخارجية.
لكن استخدامها الفعال لتحسين الأداء والمنتج التعليمي يتطلب منح الإدارات الاستقلالية المادية والإدارية، والعدالة التنظيمية بين المناطق التعليمية، وتفويض الكثير من الصلاحيات، والتعديل في كثير من أجزاء المنظومة التعليمية لتتناسب مع الشكل الجديد من الأداء. وقبل ذلك كله الاهتمام بالمورد البشري بصفته الأداة الأولى للتنافس القوي في الأداء من خلال الإدارة الفعالة والناجحة له.
هل تشعرين بأن سياسة التعليم المقررة عندنا قادرة على المنافسة تعليميا؟
- إذا كنت تقصد وثيقة سياسة التعليم، فهي أخذت حقها من النقد بكلا اتجاهيه، وإن كنت تقصد ممارسات القيادة العليا في وزارة التعليم، فهي مارست التنافس بكل اتجاه وتجاوزت الزمن والمكان الذي انبثقت فيه وثيقة سياسة التعليم.
والحاجة الآن أصبحت ملحة للتعديل على وثيقة سياسة التعليم لتتناسب مع معطيات الوقت الحالي، خصوصاً رؤية المملكة 2030 وبرامج التحول الوطني المختلفة.
فكل نظام يكون صالحاً للعمل لفترة زمنية محددة ثم يكون التعديل عليه مطلوباً ليتناسب مع الوقت الجديد. وسبق وقدمت دراسة حول تطوير وثيقة سياسة التعليم حددت فيها أبرز النقاط التي تحتاج تطوير.
الرقابة على التعليم عندنا، كيف نستطيع استثمارها في تطوير التعليم؟
- الرقابة بمفهومها العام عنصر من عناصر الإدارة المهمة، وأفضل استثمار لها من وجهة نظري في متابعة تنفيذ الخطط والمبادرات والبرامج التي تطلقها مؤسسات التعليم المختلفة ثم تتعثر لأسباب أو أخرى، وتغيب عنها الشفافية ويخالطها الفساد الإداري، وهي إحدى الفجوات التي تعاني منها مؤسساتنا التعليمية وتحول دون عمليات الإصلاح والتغيير الناجحة.
هل يستحق المعلم عندنا كل هذا الهجوم عليه؟ وهل يستحق دفاعنا المستميت عنه؟
- ضعف الأداء أو التقصير وراد في أي موظف لدى أي قطاع، والمعلم ليس منزهاً عن الخطأ، لكن حساسية موقعه في المنظومة التعليمية، وتعامله مع الطلاب في مراحل مختلفة من سن الطفولة إلى المراهقة، يتطلبان نقداً حذراً وموضوعياً بقنوات مناسبة، حتى نضعه في مكانه كمعلم. والدفاع عنه مكمل لهذا الجانب أيضاً، فمهنة التعليم ليست سهلة مجهوداً وأثراً.
ووجود نقد كبير مع بيئة تعليمية ضعيفة وغياب للحوافز هو دق لناقوس الخطر التعليمي.
لماذا مدارس البنات أكثر انضباطاً من مدارس البنين؟
- في ظل توحد الإجراءات التي يتم العمل بها أرجع ذلك إلى الطبيعة السيكولوجية للمرأة التي تجعل منها أكثر دقة واهتمام بالتفاصيل، وأكثر حرصاً ومتابعة لتأدية المهام المختلفة التي تطلب منها.
كما أن المرأة من طبيعتها الاهتمام بالمنافسة الإيجابية، وهو ما يجعل الجودة والالتزام هاجساً يشغلها بصورة دائمة، والتغيير في النظام وإدخال المرونة عليه مع عدد من الحوافز يجعلان للانضباط والدقة وجوداً في كل المدارس.
الوزير، مرة يهاجم المعلمين ومرة يفرح بهم، أين تكمن المشكلة في علاقته معهم؟
- هي ليست مشكلة علاقة شخصية، وإنما هي علاقة مهنية تتمركز حول التعامل مع التغيير وتقبل إدارته ونوع الأداء المطلوب وغير ذلك من العوامل المهنية.
وهذا الاختلاف قد يحدث مع أي تغييرات كبيرة تجريها المؤسسات، ورغبة القيادة في تحقيق نتائج متميزة سريعة قد تولد بعض المواقف أو المشكلات.
لكن بقاءها ضمن الحدود المهنية وتفهم ممانعة التغير، أو وربما وجود صعوبات حقيقة تحول دونه، واحتواء أية مشكلات أو عقبات غير متوقعة من أي طرف من أطراف المنظومة، مطلب من مطالب النجاح المؤسسي الكبير.
دمج التعليم الجامعي والعام، هل جعل الأمور صعبة؟
- لم يجعلها صعبة لكنه لم يوضح كيفية جعلها سهلة بعدم وجود رؤية واضحة تحدد العلاقة بين التعليم العام والعالي في المسؤوليات والسلطة والممارسات وما يرتبط بذلك من تنظيمات إدارية مصاحبة، ومسودة نظام الجامعات التي تم اقتراحها أجابت عن كثير من التساؤلات التي في الأذهان، ونأمل أن يوضح تطبيقها المشهد كاملاً.
الطالب الجامعي عندنا، لماذا لا نشعر بإيجابيته تجاه الدراسة الجامعية؟
- التعميم قد يكون غير موضوعي، والأسباب قد لا تعود للطالب الجامعي وحده، الجامعات على رغم ما توفره من عوامل بيئية تساعد الطالب في نجاحه في الجامعة، وعلى رغم ما تقدمه من أنشطة لا منهجية تخدم العملية التعليمية.
إلا أن دافعية الطالب قد تكون منخفضة نتيجة عوامل بعضها له علاقة بالبيئة الجامعية، وبعضها له علاقة بما هو خارجها مثل ارتفاع معايير سوق العمل، وارتفاع البطالة وغير ذلك من الأمور التي تخفض دافعية الطالب تجاه الدراسة، وتجعل نظرته المستقبلية للمهنة فيها شيء من السوداوية.
فكرة اختبارات القياس هل منحت تعليمنا مخرجات أفضل؟
- الاختبارات أداة لقياس ومفاضلة وليست أداة تحسين مخرجات التعليم - وأعتقد أنها تسهم كمعيار مفاضلة في القبول في الجامعات وغيرها في فرز المتقدمين وهي اختبارات ومعايير تطبق عالمياً، لكن هناك عدداً من الحواجز التي تجعل منها رهبة في نفوس الطلاب وغيرهم.
وبدأت قياس وغيرها من مؤسسات التعليم بتقديم بعض المبادرات مثل البرامج التدريبية لكسر حاجز الرهبة وتدريب الطلاب. قياساً عليها أؤكد أهمية مراجعة نوعية ومستويات الأسئلة التي تقدمها عبر متخصصين نفسيين، ومتخصصين في القياس والتقويم، محليين وعالميين للتأكد من مناسبة محتوى الاختبارات للطلاب في كل مرحلة بشكل دوري خصوصاً مع توسعها في تقديم الاختبارات لفئات مهنية مختلفة.
الاختبار الشامل، كيف ترينه فكرة وموضوعا ونتاجاً؟
- كتبت وقدمت بعض المحاضرات والورش عن الاختبار الشامل، وسميت المحاضرة "الاختبار الشامل قوة المعرفة" وهو ما يوضح موقفي منها ربما، فأنا أرى أن نسبة كبيرة من المعرفة التي يكتسبها الطالب في مرحلة الدكتوراه تتشكل وتتكامل أثناء الاستعداد للدخول للاختبار الشامل.
إلا أنه توجد بعض النقاط المرتبطة بالاختبار والتي تثير قلق الطلاب على الدوام مثل غياب معايير التصحيح التي تكفل الموضوعية، وقدم الطلاب في غير مرة الكثير من المقترحات التي تخص الاختبار الشامل لم تلاق حظها من الاهتمام بعد.
تقويمك لإدارة الموارد البشرية النسائية عندنا؟
- تواجه ضعفاً وتحيزاً لمصلحة الإدارة الرجالية في بعض النواحي الإدارية، ويكفي أن تولي المناصب القيادية النسائية لا يزال ضعيفاً جداً في عدد من المؤسسات الحكومية والتعليمية، فلم تدر أي امرأة إدارة منطقة تعليمية على سبيل المثال.
كما أن الترقيات والتوظيفات تتم لمصلحة الرجل بصورة أكبر، وأيضاً عمليات التدرب والتطوير، وذلك وفقاً لنتائج عدد من الدراسات المحلية.
يذكر أن ضعف إدارة الموارد البشرية النسائية يعود لعدد من الأسباب منها التنظيمات والتشريعات الإدارية، سواء من وزارة الخدمة المدنية أم من داخل المؤسسات نفسها.
وتوجد بعض الأسباب الأخرى تعود للمرأة نفسها، مثل ضعف ثقتها بنفسها، وتوقعها بعدم قدرتها على تولي المناصب القيادية وغير ذلك من الأسباب التي لا بد أن تأخذ وزارة الخدمة المدنية على عاتقها إصلاحها وتحديثها لإلغاء أية فروقات أو تمييز في العمل يعود للنوع الاجتماعي، مع دعم وتشجيع المرأة لتمكنيها من العمل وأخذ الفرص المختلفة.
برنامج الابتعاث هل فشلنا في مخرجاته؟
- لا، وإنما لم نستثمر المخرجات استثماراً فعالاً، يتناسب مع الجهود التي بذلها المبتعثون في الدراسة والبحث وغيره، فنجد بعض المؤسسات والجامعات الأجنبية سبقتنا إلى المميزين من أبنائنا بالاستقطاب وإدارة الموهبة الفعالة.
والشواهد كثيرة ، وما يؤسف أن نرى بعض من تميزوا في برامج الابتعاث وعاودا للوطن يمارسون أعمالاً غير تخصصاتهم وما في ذلك من هدر تعليمي وتربوي كبير لا يخفى على أحد.
لماذا سرقتك الإدارة التربوية؟
- يحتاج المرء بعض الوقت أحياناً في العمل والدراسة والبحث حتى يكتشف بعض سماته الشخصية، أو حتى يتأكد من بعضها ومن ميوله الأكثر مناسبة للعمل.
وأعتقد أن الإدارة التربوية لامست بعض سماتي الشخصية المتعلقة بالقيادة والتخطيط بشغف وحب كبيرين، وهو ما ولد الكثير من الاهتمام وساعدني في الكثير من الإنجاز والتميز.
ثم إن الإدارة بحر تتجدد وتتلاحق فيه الأمواج، وهذا أيضاً مثار لاهتمامي، فأنا بطبعي محبة للتجديد ومواكبة الحدث دوماً. وللترابط المجالات والتخصصات مع بعضها، فالحدود بين المعرفة والعلوم هي حدود "وهمية " إن صح التعبير لا تحقق فائدتها إلا بالتكامل بينها، ثم إن الإدارة التربوية تدير غيرها من التخصصات، فهي سرقة مشروعة.
هل تشعرين بارتفاع مستوى الإحباط لدى أفراد المنظومة التعليمية عندنا؟
- كل قطاع تنظيمي إذا لم يدخله التجديد والتطوير كل فترة، يدب فيه الإحباط والممل، فالحاجات تتغير مع الوقت، وتلبية احتياج الموارد البشرية أساس مهم لنجاح أي منظومة.
ما تناله المرأة أخيراً من حقوق ودعم وتمكين، هل نملك البنية التحتية والفكرية القادرة على استثمار هذه النجاحات؟
- نعم ، فذلك يوافق رغبة مجتمعية يصحبها دعم سياسي من القيادة، حفظها الله، وهذه فرصة ثمينة لكسب المزيد من التمكين للمرأة لتمارس أدوارها كعنصر أساسي فعال في المجتمع. إذ ركزت رؤية 2030 على المرأة كشريك اجتماعي مهم في تحقيق التحول من خلال عدد من الأهداف مثل: رفع نسب التوظيف، وتمكينها من خلال عدد من البرامج والمبادرات التي قدمت وستقدم مستقبلاً.
ما القضية التي تنتظر المرأة عندنا الخلاص منها؟
- كل قضية تحرمها حقاً من حقوقها التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية السمحة، وأقر بها النظام أو غاب عن تنظيمها، وهي تحتاج إليها لتمارس دورها كعنصر أساسي في المجتمع ميزه الله وحباه الكثير من الخصائص والحقوق والواجبات، منها القضايا الشخصية، ومنها الأسرية، ومنها الاجتماعية، وحتى المهنية.
صراع التيارات عندنا، لماذا لا بد لطرف أن يتسيد المشهد وحده لفترة طويلة؟
- ربما لأننا مجتمع عاطفي إلى حد ما، نتأثر بسرعة من جهة ونميل لإقصاء أي رأي مخالف صواباً كان أم خطأ حتى تلج إلى المشهد آراء جديدة، أو حتى تحدث تغيرات كبيرة بصورة تلقائية أم مفروضة.
نلجأ بعدها إلى تقبل الاختلاف والتنازل عن آراء تم التشبث بها. تقبل الاختلاف وفهم أنه ضرورة لتوازن الحياة هو النهج السليم، وهو ما تمثله وتسعى إليه كثير من مؤسسات المجتمع في الاعتدال ومحاربة الغلو وفتح أبواب الحوار، وقبل ذلك نبذ التطرف في الرأي والدعوة للوسطية.
ملامح:
- الدكتورة تغريد الدخيل درست الدكتوراه والماجستير في الإدارة التربوية.
- عملت في القيادة التعليمية، وقبلها في التدريس لعدد من السنوات.
- هي عضو في عدد من المجالس العلمية مثل مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية.
- تدير تحرير مجلة آفاق التربوية. أسست بعض الأندية الطلابية مثل نادي كلية التربية بجامعة الملك سعود، والنادي العلمي للدراسات العليا بجامعة الملك سعود وإدارتها.
- عملت مستشارة للأندية الطلابية كما أسست عدداً من المجلات العلمية المتخصصة في القيادة مثل مجلة القيادة التربوية، أو المتخصصة في البحث العلمي والدراسات العليا مثل مجلة العليا.
- عضو في عدد من اللجان العلمية للجودة والتطوير والتسويق والإعلام. متعاونة مع عدد من المؤسسات لتقديم الاستشارات البحثية والدراسات المتخصصة.
- قدمت عدداً من البرامج التدريبية حول الإدارة والتخطيط والتطوير، وشاركت في عدد من المؤتمرات العلمية في الجامعات السعودية بأوراق بحثية.
- نشرت عدداً من الأبحاث حول إدارة الموارد البشرية، وريادة الأعمال، وتمكين المرأة وغيرها من المواضيع.
- لها بعض المقالات في الصحف والمجلات حول التعليم والقضايا التعليمية الراهنة.
- قدمت بعض البرامج التلفزيونية حول القيادات النسائية في الجامعات السعودية ورؤية المملكة 2030.
- شاركت في تأليف بعض الكتب والبرامج التدريبية.
- نالت عدداً من شهادات الشكر والتقدير على إسهاماتها الفاعلة في النشاط التعليمي والتربوي، وفي المجال الإعلامي التربوي والبحثي.
رسائل إلى:
التربية الخاصة:
برامج دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع التعليم العام لا تزال تنتظر الكثير حتى يصبح دمجاً حقيقياً فعالاً، وفروا الإمكانات الأساسية المفقودة، وذللوا الصعوبات والعقبات التي تواجه المعلمين بكثرة، واستمعوا لصوت أولياء الأمور.
الإدارة التعليمية:
إدارة المورد البشري بكفاءة هي أساس العمل المؤسسي التنافسي المنتج، وظائف إدارة الموارد البشرية الحديثة لا يزال بعضها غائباً، اعتنوا بالمورد البشري الثمين تأهيلاً وتدريباً، واستقطاب المواهب والكفاءات، وتعاقب القيادات، والمورد البشري النسائي الذي لم يجد فرصته الكافية في التمكين بعد.
صاحب القرار:
القرار مشاركة مع المستفيد منه، وإن كان هناك قرار تأخرت به كثيراً، وتعلم الحاجة له فأنجزه، ثم اسمع صوت قرارك وقيمه، لا يوجد قرار لا رجعة فيه.
وزارة الخدمة المدنية:
عمل المرأة، حوافز المعلمين، سلم أعضاء هيئة التدريس، تكامل إدارة الموارد البشرية بين قطاعات الدولة، الإدارة الإلكترونية المميزة للموارد البشرية، تحتاج وقفات للتعديل والتطوير، وبرنامج الملك سلمان للموارد البشرية يحتاج منكم متابعة لنجاح تطبيقه فهو نموذج حديث من نماذج إدارة الموارد البشرية.
مجلس الشورى:
هناك الكثير من القطاعات والمؤسسات في مجتمعنا لم تدخلها المرأة بعد، هناك قضايا تخصها لم تصل لحلول. نجاح بعض الأعضاء نجاح للمجلس كله. ابقوا قريبين من المواطن بكل مستوياته فأنتم تمثلون صوته وقريبون من الإعلام فهو يمثل الصوت الآخر الذي يجب أن تسمعوه.
شركة تطوير:
مراجعة الخطط وتنفيذها الدقيق وفق جداولها الزمنية المعلنة والموازنات المرصودة لها أساس كل عمل مهني سليم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.