التغير والتطور سنة من سنن الله في الكون، والمملكة العربية السعودية تعتبر مثالا للتغير والتطور الكبيرين خلال سنوات قليلة، فتطورت وتقدمت في شتى المجالات، ومن هذه التغيرات والتحولات ما نراه في القطاع الأمني، وأقف هنا مع قطاع أمني مهم، ألا وهو قطاع (المرور)، وقفة أرجو أن تلقى الصدر الرحب في نفوس (قادة المرور)، وعندما نناقش ونقترح فهو بهدف الوصول إلى الكمال؛ فالمرور يقوم بدور كبير، وجهود واضحة، ومن تلك الوقفات: أولاً: هناك مخالفات مرورية بعضها قد استفحل، وبعضها في بدايته، فمن أمثلة المخالفات المرورية التي أصبحت ظاهرة وفي ازدياد، ومنظرا غير حضاري للعاصمة الحبيبة، (الوقوف المزدوج)، بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى الوقوف المزدوج بطريقة عرضية، حتى لم يبق من الشارع إلا مسار واحد فقط. ويتضح ذلك في الأسواق العامة، وثلاث مرات في اليوم (صباحا، وظهرا، ومساء) عند المطاعم، وعندما يشتد البرد عند محلات بيع الملابس، وبداية العام الدراسي عند المكتبات التجارية، مع عدم نسيان مراكز (أبو ريالين)، إضافة إلى المدارس وقت خروج الطلاب. ومن أمثلة المخالفات المرورية التي هي في بدايتها عكس اتجاه السير داخل الأحياء في الطرق المزدوجة التي يوجد فيها رصيف في المنتصف، فحتى لا يطول بالسائق المسير، يقوم باختصار الطريق بمخالفة اتجاه السير، وبين ذلك المثالين مخالفات مرورية تختلف قلة وكثرة. ثانياً: الحملات المرورية التي يقوم بها المرور يلاحظ أنها غير مستمرة، فرأينا حملات مكثفة حول الفحص الدوري، سريعا ما تلاشت؛ ما أدى إلى زيادة المركبات التي (تلوث) الشوارع بعوادمها، وهيكلها المتميز، ثم إلزامية ربط حزام الأمان وما سبقه من توعية وإرشاد إيجابيين، ثم أعقب ذلك الحملات المرورية الشاملة؛ الأمر الذي جعل معظم السائقين يلتزمون به، ثم تلاشت تلك الحملات، حتى وصل الأمر إلى أن رجال المرور لا يلتزمون بربط الحزام. والمرور الآن في مرحلة ملاحظة وملاحقة متجاوزي السرعة المحددة، وأتمنى استمرار تلك الحملة التي ظهرت نتائجها بشكل ملحوظ. ثالثاً: لماذا لا يكون هناك مجلس (مجتمعي)، يضم أعضاء من المرور، وبعض أفراد المجتمع على جميع تخصصاتهم؛ لدراسة المشكلات المرورية، وسبل التخفيف منها ومن ثم القضاء عليها نهائيا ومنع حدوث مثيلاتها مستقبلا، إضافة إلى أن الدراسة تمكن من توقع المشكلات الجديدة المستقبلية ومواجهتها قبل استفحالها، فيكون للمجلس دور في (التشخيص، والعلاج، والوقاية). وليس هذا انتقاصا من جهد رجال المرور، ولكنه مشاركة من المجتمع في خدمة الوطن، وتكون تلك المجالس تنطلق من الواقع للتطوير، وليست مثالية، أو إعلامية فقط. رابعاً: لماذا لا نجعل كل السنة حملات مرورية حثا وإرشادا وتوعية من خلال وسائل الإعلام، عبر برنامج إذاعي أو تلفزيوني أو صفحة في جريدة، وأن يكون هناك تركيز في كل فترة زمنية على إحدى المخالفات المرورية التي كادت أو أصبحت ظاهرة لدى قائدي السيارات. خامساً: لا بد من التركيز على الدور التربوي في التوعية المرورية، وذلك بإشراك الطلاب في البرامج التربوية المرورية على مدار العام الدراسي، عن طريق زيارات المدارس إلى مراكز المرور في المدينة والقرية، وتقديم برامج توعوية مشوقة، وإقامة معرض دائم في تلك المراكز، وكذلك زيارة رجال المرور إلى المدارس لعقد المحاضرات، مع طرح المسابقات الثقافية المرورية، وأتمنى إنشاء قسم خاص بالإعلام التربوي المروري داخل إدارات المرور. سادسا: من المعلوم أن التغيير يكون إما (رغبة أو رهبة)، رغبة في حب النظام وحب الوطن، أو رهبة من إيقاع المخالفة المرورية، ورجل المرور بحاجة إلى تطبيق الأمرين (الترغيب والترهيب)، عن طريق التوعية والإرشاد المستمرين، ثم عن طريق فرض المخالفة المرورية على المخالفين. ختاما.. رسالة حب وتقدير إلى رجل الأمن في بلادي، فعلى عاتقهم دور كبير، وفيهم أمل عظيم، في شتى القطاعات الأمنية، داعيا الله سبحانه وتعالى أن تنعم بلادي الغالية بالإيمان والأمن والرخاء. [email protected]