قال بعد أن استفحل الأمر معه ولم يعد هناك سبيل لحل مشكلته التي يرى أنها أكبر من مشكلة الشرق الأوسط ان السبب في تردي الأمور ووصولها إلى ما وصلت إليه هم الناس من حوله فهم بشكلٍ أو بآخر تسببوا في تضليله عن رؤية الأمور بمنظارها الصحيح فلم يتمكن من التعامل معها بما تتطلبه، واستطرد أن الناس ضللوه إما بإبداء الرأي وبالنصيحة وكلنا يعرف أن آفة الناصحين جهلهم بدقائق الأمور وخوافيها التي يعجز المرء عن البوح بها وبدافع إيجابي أو سلبي قادوه بنصائحهم إلى أن يفعل ما أعتقدوا أنه يحل الوضع لكنهم تسببوا في تعقيده واستفحاله.. أو تسببوا في تضليله بسلبيتهم وسكوتهم وهم يرون ما يمر به دون أن يتدخلوا لمساندته في إيجاد الحل المناسب أو إرشاده، المهم أن اللوم يقع على غيره في أي حالٍ كما يرى. لوم الآخرين على ما يحدث منهج سلبي ينم عن ضعف من يتبناه وعن عجزه ليس عن السيطرة على مجريات الأمور فحسب بل أيضاً عجزه عن السيطرة على مشاعره وضبطها وتحييدها لاتخاذ القرار الأمثل فيما تتحتم مواجهته من مشكلات أو مواقف لأني أجزم أن أكبر العوامل التي تضللنا ولا تمكنا من رؤية الأمور على حقيقتها هي مشاعرنا المتمثلة في الحب والكراهية، فإذا أحب الإنسان صور له حبه العيوب والسلبيات على أنها محاسن وإيجابيات وقاده هذا الشعور لاتخاذ القرار غير المناسب والعكس صحيح أيضاً إذا كره الإنسان صور له كرهه المحاسن على أنها عيوب وضلله عن اتخاذ القرار المناسب، وهذا هو أساس المسألة.. عواطفنا ومشاعرنا التي تضللنا في كثيرٍ من أحوالنا وتفسيراتنا لهذه المشاعر بعد تحويلها لأفعالٍ، فالحب مثلاً قد يعني المناصرة والمحاباة عند الكثيرين والكره قد يعني المحاربة والمعارضة حتى وإن اختلفت الظروف والحقائق وبعد أولئك أو قربوا من الحق وهكذا يمكن القياس على بقية مشاعرنا. قد تجري الأمور على نحو لا نريده.. وهذا يعني بالتأكيد وجود خطأ ما لكننا لا يمكن أن نلصق الخطأ بالناس من حولنا أو بالظروف فقط ونتناسى أن أصل الخطأ منبعه نحن وبما اعترانا من مشاعر وقتها.. وكيف أثرت هذه المشاعر على تصرفاتنا وتحليلاتنا وقراراتنا ورسمت لنا مسارات تبعناها حتى إذا انتهى بنا الوضع إلى ما لا يتفق ومع ما كنا نطمح إليه القينا باللوم على الناس ونصائحهم أو لعدم تدخلهم وعلى الظروف متناسين حجم مشاركتنا في خلق المشكلة التي نواجهها وما وصلت إليه الأمور.. والله المستعان. [email protected]