هناك اتهام غير معلن وهو أن كثيراً من المواطنين يرغبون في أن يكونوا مديرين (جمع مدير)؛ حتى أن البعض كان يتندر بأن الطالب في الجامعة عندما يتخرج فإنه يحلم بأن يجلس على مكتب. وهذه السلبية في فكرة (العمل) جعلت العديد من أساتذة الجامعات يرحبون بتولي مناصب إدارية وجعلت العديد من المعلمين لا يمانعون أن يكونوا وكلاء في المدارس أو مديرين لهذه المدارس، بل إن هناك عددا آخر من الوظائف الإدارية في المدارس يتولاها معلمون، فإذا كان المهندس هو الأصل في عملية البناء، وإذا كان الطبيب هو الأساس في العلاج، والمذيع هو الأساس في الإذاعة والتلفزيون، فكذلك المعلم هو الأصل وهو الأهم في العملية التعليمية وهو الأشرف. لماذا إذن يهرب البعض من هذا العمل ويفضل الإدارة؟ صحيح أن التعليم مهنة شاقة، لكنها رسالة نبيلة يجب أن نتمسك بتلابيبها وبها. من هنا فإننا ننادي بضرورة عودة جميع المعلمين والأساتذة إلى ميدان التعليم الحقيقي؛ فهو الميدان الأكثر احتياجا إلى خبرة المعلمين، فليس هناك معلم عندما يترقى يكون (مديراً). إن العالم المتقدم يحتفي بالمعلم منذ دخوله الخدمة حتى خروجه إلى التقاعد؛ إذ إن المعلم كلما تقدم في العمر تقدم في العمل وازداد خبرة ونضجاً وهو ما تحتاج إليه العملية التعليمية. إننا نؤيد فكرة أن يترك كل معلم سابق مكانه في الإدارة؛ إذ إن الإدارة يمكن أن يقوم بها متخصصون في الإدارة، أما المعلم الذي تخصص في التدريس ومارسه سنوات فلا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال. إن العملية التعليمية والتربوية في بلدنا تحتاج إلى الكثير لمواجهة التحديات العالمية، وأول ما يجب الحرص عليه هو المعلم السعودي، وكل المعلمين بمن فيهم من تركوا سبورة الفصل إلى مكتب الإدارة، والذين نرغب ونطالب بأن يعودوا إلى تعليم أبنائنا. [email protected]