سعدنا بتوقيع عقد إنشاء المنتزه الجذاب على الجبل الجنوبي لمدينة شقراء وقد طال انتظاره كثيراً، وكان اختيار هذا المكان موفقاً جداً، فهو أنسب مكان لإقامة مثل هذا المشروع الحيوي الذي سيكون جاذباً سياحياً كبيراً لمنطقة الوشم عامة، فهذه الهضبة تطل على مدينة شقراء من الشمال والغرب وتطل على مدينتي غسلة والوقف من الناحية الجنوبية، أما الشرق فالمنظر لرمال النفود الذهبية. وسيكون أمام هذا المشروع مناظر جذابة في جهاته الأربع، فمنطقة الوشم في موقع جغرافي مميز، إذ يحدها من الشرق نفود يمتد من الشمال للجنوب ويتجاوز المنطقة بكاملها جنوباً وشمالاً. كما يحدها من الغرب نفود السر، يضاف إلى ذلك أن منطقة الوشم تقع على مياه عميقة تحتها، فمزارعها لا ينضب ماء آبارها العميقة وتربتها خصبة ولا شك أن توفر الماء العميق في هذه المنطقة والتربة الجيدة القابلة لكل أنواع الزراعة ووجود هذه الرمال الكثيفة عوامل جيدة وتميزٌ لهذه المنطقة، فالماء سر الحياة ويقول تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) فالمنطقة قابلة للاستمرار والحياة. وذكرني توقيع هذا العقد ما قاله إيطالي صاحب إحدى الشركات الإيطالية الذي دعاه أحد أبناء المنطقة، وكان في إحدى ليالي الخريف قبل خمسة وعشرين عاماً، وكنت أحد المدعوين، وجلسنا نتسامر فوق تلك الرمال، وفي الصباح الباكر استيقظ هذا الإيطالي وأخذ يركض يمنة ويسرة على رمال النفود وعندما عاد سأل عن طول النفود وعرضها وقال: سيأتيكم الوقت الذي تستغلون فيه هذه الرمال كثروة سياحية تدر الملايين. ولعلي بهذا أذكر أثرياء المنطقة وغيرهم وهم ولله الحمد كثيرون أن هذه الرمال مكان مناسب لإقامة معالم سياحية فريدة من نوعها تدر الكثير والكثير، فما أكثر الناس الذين يرغبون في التنزه على الرمال وإقامة المناسبات الصغيرة والكبيرة. ولا شك أن إنشاء المنتزه خطوة جيدة نرجو أن ينفذ قريباً وأن يتبعها مشاريع مماثلة. وفق الله العاملين لكل خير..