حلقات كتبها وصوّرها: محمد عبدالله الحميضي شرق منطقة الوشم الحمادة ونفود الرغام وجبال طويق.. مكان فسيح ومنتزه طبيعي شتوي وربيعي وصيفي.. حيث الخضرة في الربيع والروض والفضل وزهور الخزامى في روضة العكرشية أشجار من الطلح والسلم والوسج والحمض تملأ الأفق على امتدادها من الشرق، تحلو ليالي الصيف بها لبرودة جوها وصفاء سمائها. ننقل للقارئ الكريم صورة هذا المكان الجميل تتمثل في مدن وقرى هذه المنطقة، تلك البلدان الهادئة الواعدة التي تلألأت في هذه المنطقة بكرم إنسانها وجمال طبيعتها وعذوبة مائها مع قلته المرتبطة بهطول الأمطار. نتنقل بين هذه القرى «المشاش الحريق الداهنة الجريفة» متأملين نهضتها وتاريخها سماءها التي تنعكس بها صورة رمال النفود الذهبية وقت الغروب عندما تبدأ قطعان الإبل في العودة إلى مساكن أصحابها التي بنيت من الشعر والخيام جاهزة للتنقل بين أرجاء الحمادة للبحث عن الكلأ والماء. الحمادة في الحمادة وهي الواقعة شرق النفود «عريق البلدان» يحفها طريق شقراء المجمعة، وبها «روضة العكرشية» التي تمتلأ بالمياه عند نزول الأمطار ويجري عدة أودية تصب فيها من جهة الشمال والقادمة من جبل طويق. ومن أهم وديانها وادي العب والحزيانه وعقنقل وأودية أخرى صغيرة تصب ماءها داخل الروضة التي تمتد لأكثر من 20 كيلو متراً وبعرض يساوي نصف طولها ويقع شماليها روضة «أم العصافير». تمتلئ هذه الرياض التي تسمى في مجملها «روضة الحمادة» وتختزن المياه حتى نهاية فصل الصيف وربما تجاوزت ذلك إلى فصل آخر أو عام آخر عند هطول الأمطار الصيفية لتزيد من امتلائها، ثم يجري وادي العب بطول حوالي 15 كيلو متراً يمر في طريقه وسط بلدة المشاش ثم يتجه جنوباً إلى سبخة القصب «المملحة» حيث تتجمع فيها السيول من مختلف الأودية والشعاب من الشمال إلى الجنوب. ولقد عمل على هذا الوادي عند اختراقه لبلدة المشاش حواجز أسمنتية تمنع فيضانه على البلدة القديمة أو المخططات الجديدة حيث تم الانتهاء من العمل به على طول البلدة من قبل المجمع القروي بالقصب ضمن مشروع حماية القرى ودرء أخطار السيول عنها. وعند هطول الأمطار شتاء تصبح هذه الروضة كسجادة خضراء بعدة نباتات وأعشاب مزهرة يرتادها المتنزهون في كافة مدن وقرى الوشم. ولعل ما يجعلها أكثر جمالاً امتداد النفود مع جهتها الغربية ليعطيها الجمال الذهبي عند انعكاس رماله داخل مياه الروضة. وتنتشر قطعان الإبل على جنباتها للبحث عن العشب والكلأ نظراً لتوفر المياه من المزارع المجاورة لها وعمل الأشياب لسقيا البادية والمارين عبر هذا الطريق وتقدر عدد الإبل بها بأكثر من ثلاثة آلاف من الإبل موزعة على مساحة يقدر طولها بثلاثين كيلو متراً من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق وبمحازاة جبال طويق وغرباً بجوار النفود. وكان لقلة الأمطار خلال العامين الماضيين الأثر الكبير في جفافها وخلوها من الأعشاب وحتى الأشجار منها ما انتهى من الجفاف والآخر أكلته الجمال الجائعة والبعض الآخر لا يزال يحتفظ ببعض الحياة فيه ينتظر الأمل في أمطار موسمية يبعثها الله ليسقي بها البلاد والعباد بإذنه. وكان لجولاتنا في هذه الروضة المترامية الأطراف الجرداء، مع قطعان الإبل وأصحابها الذين لا يملون ولا يكلون من المشي معها بمسافات كبيرة تصل إلى العديد من الكيلو مترات غذاؤه التمر والحليب مما تدره «الخلفات» التي يسير معها وزاده وماؤه على جمله «الرحول» الذي لا يفارقه أبداً ويسير معه جنباً إلى جنب. كان لقاؤنا مع الأخ ذياب محمد القحطاني الذي يجري مع إبله في حر شديد وشمس تلهب الرؤوس ومع ذلك فإنها المتعة بالنسبة له كما يقول. استوقف إحدى «خلفاته» وصلبها وقدم الحليب الدافئ مع شدة الحر، بأسلوب جيد يدل على الكرم لأبناء الصحراء الذين هم أصل الكرم في الجزيرة العربية. ويقول بأنه مع إبله أينما تذهب يسقيها من مياه المزارع المنتشرة بجوار روضة الحمادة التي جعل منها أصحابها سبيلاً للسقيا وتأكل مما يفي من أشجار يابسة وأعلاف في الليل من الشعير والنخالة. ورغم أن الخسارة في الإنفاق عليها إلا أن التمسك بها وحب البقاء معها قوي حتى أنه يقول لو اضطررت إلى مشاركة أولادي معها في قوتهم. عجيب سر العلاقة بينه وبينها حيوانات لا تنطق ولا تفهم كلامنا ولغتنا ولكنها فهمت لغته واستمعت إلى ما يقول عندما طلبت منه في البداية أن يحلب إحداهن أصدر أصواتاً توقف معها معظم القطيع ونظر إليه وكأنه يقول: ماذا تريد؟ كان القطيع يتجاوز المائة بقليل ثم أصدر أصواتاً أخرى وهو ينظر إلى إحداهن فتوقفت واستمر باقي القطيع في الرعي، وبدأ يحلب وهي لا تبدي أي حراك. كثرة القطعان في الحمادة بأعداد تصل في متوسطها من مائة إلى مائتين وأصحابها في شغل شاغل مع إبلهم. بعضهم يباشرها بنفسه والآخر عن طريق رعاة أجانب. لكن الرعاة الآخرين لم تكن الاستجابة من قبل جمالهم وإبلهم على الوجه الأكمل ولم تكن المودة بين الراعي والقطيع على الوجه الصحيح. بعكس أصحاب الإبل الأصليين الذين أمضوا عمرهم معها في سنوات قد تصل إلى الستين عاماً كما يقول العم ذياب منذ أن كان عمره ست سنوات وهو وسط القطيع مع هذه الإبل وغيرها مما قد يولد من جديد أو يرحل عن القطيع من أفراده. المشاش تقع المشاش غرب القصب على بعد حوالي سبعة كيلو مترات بجوار الرمال المسماة «عريق البلدان» وهي بلدة قديمة يقدر عمرها بأكثر من 200 عام. اشتهرت بوفرة مياهها وكثرة نخيلها وجودتها، مما أكسبها شهرة قوية في مجال التمور «الجيدة». ومن أهم أنواع تمورها «الصقعي» حيث اشتهر في المدن المجاورة بجودته مما جعلهم يفدون إليها في مواسم التمور للحصول عليه وتسويقه وذلك لكبر حجمه وجودة مذاقه. وهناك أنواع أخرى مختلفة من التمور اشتهرت بها المشاش منها الخضري والحلي والدخيني وغيرها من الأنواع ولكنها بكميات أقل. ولقد كان إنتاج التمور من أوائل ما ينزل في الأسواق أثناء موسم الخراف حيث يتم تسويقه رطباً في بداية الموسم وبعد ذلك يسوق إلى أماكن أخرى بعد نضجه و «حرامه» أي تقطيع محاصيل هذه النخيل من التمور. ويوجد بها أكثر من عشرة آلاف نخلة ممتدة بجوار النفود على شكل مزارع مقسمة حسب ملكيات أصحابها يتم سقيها عبر مضخات وآبار سطحية حفرت وارتفع الماء فيها إلى سطح الأرض حتى أنها وفي عهد قريب تخرج من باطن الأرض دون سحب من وفرتها وتسيل فوق سطح الأرض عندما تترك هذه المكائن لفترة دون تشغيل. وفي بعض المزارع المشاش يتم زراعة مشاتل النخيل في الماء مباشرة حيث لا يبتعد في بعض المزارع سوى متر واحد فقط وأحياناً مترين. ولقد جعل من نخلة المشاش نخلة مميزة بإنتاجها وقوتها وجودة إنتاجها حتى أنه يتم تمييزه عن غيره في الأسواق. تطور عمراني سريع كانت في الماضي عبارة عن مجموعة من المباني الطينية الصغيرة المجاورة متلاصقة مع بعضها ولكن وبعد افتتاح المجمع القروي بالقصب وكانت مشمولة بخدماته تم توزيع الأراضي السكنية بها حيث وصلت إلى أكثر من 400 قطعة سكنية هب الناس في البناء رغبة في التوسع وإحلال المباني الحديثة بدلاً من تلك المباني القديمة الضيقة. فازدهرت الحركة العمرانية على مدى العشرين سنة القادمة حتى هجرت البلدة القديمة واستبدلت بمبان حديثة واسعة. وازدهر معها التعليم وبنيت مدرسة حكومية للبنين ومدرسة ابتدائية للبنات حكومية تحت الإنشاء إضافة إلى سفلتة الشوارع في الأحياء وإصلاح الأودية المجاورة بتنفيذ مشاريع درء أخطار السيول والإنارة حيث شملت معظم الشوارع والبعض الآخر يجري العمل حالياً في تنفيذه ولم تغفل من الخدمات الصحية فأنشىء بها مركز صحي يخدم البلدة والمزارع المجاورة لها. ولقد تم إيصال مشروع مياه الوشم الكبير من شقراء إلى الشافي عن طريق ثرمداء بمشروع كبير تم التبرع به ليغذي البلدة بالماء الصالح للشرب ويريحهم من عناء السقيا. ولا ننسى الكهرباء التي تغطي جميع الأحياء ووسائل الاتصال من تلفون وجوال جعلتها مدينة صغيرة بكامل خدماتها. إضافة إلى مركز الإمارة ومكتب البريد ولعل نموها المتزايد في السنوات الأخيرة جذب سكانها ممن هم في مناطق أخرى للعودة إلى السكن بها بعد أن توفرت فيها معظم الخدمات الضرورية للسكن. الحريّق بلدة الحريّق من القرى القديمة التي يرجع عمرها إلى العهد الجاهلي حسب رواية بعض كبار السن بها وتقع شمال القصب تحت جبال طويق تبعد عن القصب 35 كيلو متراً تقريباً عن طريق الأسفلت ونصف هذه المسافة مع الطريق الصحراوي غير المسفلت بمحاذاة وادي الحريق والقصب، وهي تقع بين هضبتين على حافة الوادي المسمى باسمها «شعيب الحريق»، ينحدر من جبال طويق مروراً بالحريق حتى يصل إلى القصب حيث سمي «بالباطن»، ثم يتجه إلى سبخة القصب «المملحة» ويبلغ طولها أكثر من 25 كيلو متراً تقريباً وضع عليه سد بجوار البلدة جهة الشمال يسمى «سد الحريق» يحجز كمية ليست بالكثيرة من الماء ولكنها تساعد في حجز المياه المتدفقة أثناء هطول الأمطار لتغذي الآبار السطحية التي تجف عند عدم نزول الأمطار. ولقد كانت في الماضي عبارة عن قصرين فقط الأول قصر «البريد» والثاني قصر «اليوسف»، ثم بني ما بينهما وأصبح على ما هو عليه الآن. ونظراً لقلة المياه ولكونها سطحية تزداد مع هطول الأمطار وتقل عند تأخر المطر وتنعدم عند الجفاف وتأخر المطر لعامين متتاليين كما هو عليه هذا العام. فقد نزح معظم الأهالي إلى قرى ومدن مجاورة أو إلى مدينة الرياض. حيث أصبحت الزراعة بها تعاني من هذا النقص وتهدد المحاصيل الزراعية في كل عام ولعل عذوبة الماء جعلت من قلته أحياناً دافعاً للتحمل أملاً في هطول الأمطار في الأعوام القادمة لتحل المشكلة. الحريق حديثاً بلدة الحريق من القرى التي شملتها خدمات المجمع القروي بالقصب مما جعل منها بلدة نالت نصيباً جيداً من التطور فقد تم توزيع المخططات السكنية والإنارة بها وبالأحياء القديمة.كذلك السفلتة والتشجير مما جعل الشوارع تبدو بأحسن شكل. ونظراً لصغر المكان في البلدة القديمة ومحاصرتها بين جبلين وكذلك وجود مزارع مملوكة مجاورة لها جعل من التوسع بها أمراً مستحيلاً استوجب نقل المخططات خارج البلدة وعلى بعد حوالي 1000م تقريباً على الطريق العام شقراء وسدير وبدأ البنيان به ولا يزال في أوله. ولقد نالت نصيبها من الخدمات الصحية والتلفون والجوال حيث بني برج وسط البلدة للجوال لتسهيل مرور المكالمات والاتصالات بشكل ميسر. مشروع المياه بدأ مشروع الماء بالحريّق منذ زمن بعيد حيث أقيم مشروع خيري من قبل بعض الأهالي وذلك في عام 1376ه، ثم تم حفر بئر حكومية في عام 1380ه ولكنها كانت خالية بدون ماء وتركت دون الاستفادة منها.وفي عام 1382ه قام الأهالي بالتعاون مع وزارة الزراعة بحفر بئر أخرى استلمتها وزارة الزراعة في حوالي عام 1383/1384ه وعمل خزان وشبكة شملت البلدة شرب منها الناس وأراحوا أنفسهم من عناء السقيا. ومع تناقص المياه في كل عام وشح الماء الذي يصل عن طريق مصلحة المياه بشقراء عن طريق الوايت فإن الاستفادة كانت قليلة جداً مما استوجب تكاتف الأهالي بحفر بئر جديدة في عام 1422ه تقريباً وكان بها ماء جيد تم دعم ذلك المشروع بخزان كبير بني على نفقة وزارة الزراعة واستمر المشروع في سقي الأهالي بعد تمديد شبكة جديدة مع هذا المشروع ليفي بالغرض لجميع المواطنين.ولكن تأخر نزول الأمطار في هذا العام والعام الماضي أعاد المشكلة السابقة ويرى النقص واضحاً وعادت السقيا بصهاريج من مصلحة المياه بشقراء، ولكنها بكميات لا تفي بالغرض، ويطمح الأهالي بمشروع يغذي البلدة من مشروع مياه الوشم الكبير الذي يغذي معظم مدن وقرى الوشم. زيارات الخير ولم يغفل المسؤولون في حكومتنا الرشيدة منذ أن أسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبناؤه من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر بالتقدم والعطاء المستمر لكل مدينة وقرية في هذه المملكة الغالية على أبنائها وحكامها..فقد زار الحريّق جلالة الملك سعود ولكنه في طريق مروره من الرياض إلى منطقة سدير حيث بادر أهالي الحريق بتقديم واجب الضيافة له في مكان قريب من مرات يسمى «طريق الحيل» عندما كان نازلاً هناك مع مرافقيه قدموا له الولاء والطاعة والضيافة. وقد أكرمهم وأجزل لهم العطاء وصحح من أحوالهم بالعطايا والكسوة وتلمس حاجاتهم وقضائها. وزيارة أخرى ميمونة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز عندما قام في عام 1392ه بزيارة لمدن وقرى منطقة الوشم وكان من بينها زيارته لبلدة الحريق وتفقد أحوالها وهو الحريص على تنفيذ مطالب المواطنين في كافة منطقة الرياض مدنها وقراها حيث لا يغفل عن أي بقعة من منطقة الرياض.ولقد كان من ثمار هذه الزيارة الميمونة إيصال الطرق المسفلتة بين قرى هذه المنطقة القصب والمشاش والحريق والداهنة مما سهل الحركة ومرور المواطنين في هذه المنطقة. الجمعية التعاونية الزراعية تأسست منذ حوالي 38 عاماً وكان من أنشطتها الزراعة حيث ساهم بها أهالي الحريق مساهمة من الجميع وقامت بحفر الآبار في الأراضي الزراعية الخاصة بها وكانت وعلى مدى الأعوام الماضية وهي تمارس أعمالها الزراعية في كل عام بزراعة محاصيل القمح والشعير وبعض المزروعات المختلفة.وتعتبر هي الجمعية الأولى في الوشم والوحيدة في منطقة الحمادة حيث إنها ساهمت في مساعدة بلدة الحريق بمساهمات ومساعدات مختلفة، ومنها إيصال الكهرباء إلى البلدة قبل الكهرباء النظامية من قبل الشركة السعودية الموحدة للكهرباء وذلك بمكائن خاصة كانت تقوم بالمساهمة برواتب المشغلين والمحروقات وبعض التمديدات المختلفة التي ساهم الأهالي في جزء منها مع الجمعية حيث كان إبراهيم المقحم أول مشغل لها تحت إشراف عبدالرحمن بن محمد السنيدي الذي كان يشرف على مشروع الكهرباء في ذلك الوقت، حيث استمر لفترة خمس سنوات تقريباً. الجريفة تقع إلى الشمال الغربي من بلدة الحريق بالوشم جنوب بلدة الداهنة وعلى بعد خمسة كيلو مترات منها. بلدة قديمة ولها تاريخها العريق رغم صغرها وقلة عدد سكانها إلا أنها من أقدم قرى الحمادة بالوشم.وهي في المصاب العليا للأودية الشمالية من الحمادة «روضة العكرشية» تلتقي عندها الرمال بالأودية في منظر جميل وجذاب لم يكن بأجمل من كرم أخلاق أهلها وطيبتهم وتعلقهم بالضيف لإكرامه وتأدية واجب الضيافة. ورد في معجم البلدان للحموي «الجرفة» وهي ماء لعدي بن عبد مناة بن أد.. الخ.والجرف لبني يربوع على بن عبس قتلوا فيه شريحاً وجابراً ابني وهب بن عوذ بن غالب قال رافع بن هزيم، في أسر الحكم: ونحن يوم الجرف جئنا بالحكم قسراً وأسرى حوله لم تقتسم وتقع بين أشيقر جنوباً وبلدة الداهنة شمالاً معظم أرضها رملية لأنها قريبة من النفود «عريق البلدان» يسكنها عدد من الأسر. بها بعد المزارع القديمة بآبارها المطوية بالحصى، ماؤها متوفر وزراعتها جيدة وأول بئر بها هي بئر الفارس. شملتها خدمات المجمع القروي حيث تم سفلتة الشوارع وإنارتها وإتمام المشاريع الخاصة بدرء أخطار السيول من الأودية المحيطة بالبلدة إضافة إلى الخدمات الأخرى المختلفة. الداهنة تقع شمال الجريفة وهي بادية وحاضرة منقسمة إلى قسمين متجاورين حيث إن البنيان أصبح قريباً من كلا البلدتين. تقع الداهنة في ملتقى شعبين هما «العيبة» و «النظيم» ويقع في هذا الشعيب صخرة ضخمة تسمى صخرة «الخلاوي» فيها كتابات ونقوش وصور لم يبق منها الآن سوى بعض العلامات اليسيرة ويقدر عمر بادية الداهنة وهي التي تقع على الطريق العام طريق شقراء المجمعة بحوالي مائة وعشرين عاماً فقط. وأول قاض عين بها هو الشيخ عبدالله الزاحم في حوالي عام 1346ه.أما حاضرة الداهنة وهي الأقدم تقع على عين قديمة كانت تتدفق منها المياه ويقدر عمرها بحوالي 400 عام كانت عبارة عن مزارع متجاورة حول العين ثم بني بها بعض المنازل حتى أصبحت حاضرة الداهنة. تعاني من شح في المياه الزراعية ومياه الشرب حيث لا يفي المشروع الحالي بمستلزمات القرية من مياه الشرب مما اضطرهم إلى جلب المياه من المناطق المجاورة بالإضافة إلى مساهمة مصلحة المياه بشقراء ببعض الردود الأسبوعية التي تصب لهم. ولقد نالت من التطور مثل غيرها في مجال العمران وتوزيع الأراضي السكنية، والسفلتة والإنارة والحدائق حين كانت تابعة للمجمع القروي بالقصب ثم انتقلت مؤخراً لتتبع إلى بلدية مدينة شقراء. بني بها مركز صحي حكومي يقدم خدماته للمواطنين والمجاورين للبلدة من بادية الحمادة وبها مجمع للمدارس للبنين «ابتدائي متوسط ثانوي» حكومي وكذلك مدرسة للبنات في مبنى حكومي أيضاً، شملتها خدمات الهاتف والجوال والبريد. الفرعة بلدة الفرعة من قرى الوشم لها تاريخ قديم وعريق ولكنها اليوم تكاد تخلو من معظم سكانها الأصليين الذين سكنوها في الماضي وأحفادهم الذين هجروها لطلب الرزق بالعلم أو التجارة في المدن والقرى المختلفة من نجد وما جاورها، ولقد ذكرها الشاعر محمد بن شايع الناصري في تحديد بلدة الفرعة وقال: لي ديرة عنها وشيقر شمالي وعنها الحليله والعراقيب من شرق وقبليها اليزا وهاك السهالي وخشومها اللي نايفات على البرق وجنوبها جو عذي المغالي وترعى بها الهزلى الى لايح البرق وفي وسطها عد قراح زلالي يردنه الخفرات لباسة الزرق يقدر عدد سكانها ب400 نسمة منذ حوالي المائة عام تقريباً، وتقدر عدد المنازل بها بحوالي 90 منزلاً تكتظ بالسكان، يشتغل سكانها بالزراعة والتجارة المحدودة. ويحاول رئيس مركزها الأستاذ فهد إبراهيم الفايز أن يقوم بجهود لكي ينهض بها حيث أقام مقراً لاستقبال الضيوف على شكل مجلس شعبي من الطين بجواره حديقة خضراء لاجتماع الأهالي والضيوف بها وبعض المناسبات الكبيرة. كذلك بيت من الشعر لمن يقصد الفرعة ولاستقبال ضيوف القرية، وفي لقاء مع رئيس مركزها أثناء الزيارة وتصوير بعض الأماكن الأثرية بها والقرية القديمة التي انتهت تماماً دون أي منزل قائم بها وأصبحت مجرد ذكريات على الأرض بجدرانها وأخشابها وحتى معظم النخيل التي يتجاوز عددها 3000 نخلة فيما مضى أصبحت أطلالاً وسيقانا بلا رؤوس في معظمها سوى القليل الذي حافظ عليها أصحابها ممن بقى دون هجرة، وأخذت الآن نصيبها من التطور مع قلة عدد السكان، حيث كان يغادرها خمسون من الإبل محملة بمنتجات زراعية وأعلاف وحطب على ظهور هذه الإبل لتباع في سوق شقراء ثم تعود. والآن حيث لا يتجاوز عدد المنازل التي يسكنها أصحابها العشرة مساكن والأخرى التي يفد إليها سكانها في المناسبات حوالي ال30 منزلاً. ولعل قربها من أشيقر قلص من عدد سكانها واختصرت الدوائر الحكومية الخاصة بالبلدتين في مكان واحد وهو الأكبر أشيقر حيث لم يبق في الفرعة سوى مركز الإمارة. افتتح بها مدرسة ابتدائية منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولكنها أغلقت مؤخراً لقلة عدد الطلبة وتم ضمها إلى أشيقر ولعل أهم ما يميزها الأبواب القديمة للبلدة وهي: باب العقدة. باب العيونية. كما أن قصر آل مشرف وهم سكانها الأوائل من تميم لا يزال جزء منه شامخاً ومهدد بسقوط بقية أجزائه وقد بني بالقرب منها على ظهر تلة شرق البلدة برج «الحليلة» للحراسة والمراقبة وقد بني حوالي عام 1175ه ولا يزال قائماً. خاتمة وفي ختام هذه الحلقات عن منطقة الوشم نجد أن فيها الكثير الكثير الذي لن نتمكن خلال هذه السطور القليلة لإبرازه ولكنه قليل من كثير نطمح أن تتاح الفرصة مستقبلاً لاستكمال ما لم يتم الكتابة عنه في هذه المنطقة. ومع النهضة العظيمة والتقدم الزاهر بها يعجز عن وصفه الزائر إليه إلا أن هناك احتياجات كانت هذه المنطقة في أمس الحاجة إليها ومنها: إعادة النظر في المطار القديم لتسويره وتشغيله أو المحافظة عليه وجعله مطارا ولو بشكل مصغر ليغطي ولو بعض الحاجات الضرورية للمنطقة. حرمان قرى الحمادة من مشروع مياه الوشم الذي يغطي معظم محافظة شقرا وقراها مما جعل السقيا تشكل عبئا كبيرا عليهم. عدم وجود الكهرباء في جميع مزارع المشاش والقصب وهي لا تبتعد سوى أمتار قليلة وبعضها مجاور للكهرباء. إهمال منطقة الملح «الجفارة» من السفلتة والكهرباء والماء. مدرسة القصب مستأجرة وعمرها الآن أكثر من ثلاثين عاماً وهي مبنى مستأجر وعدد طلابها يفوق مائة وخمسين طالباً. الطرق التي تربط هذه القرى والمدن طرق قديمة وزراعية ضيقة لا تتناسب مع الضغط الكبير عليها حيث إنها تربط بين الرياض والدوادمي والسر والقصيم.