نادي النصر السعودي أصبح حاله لا يسر عدواً ولا صديقاً، فمركزه المتأخر في سلم الترتيب لفريق الدوري يثير الشفقة والحزن عليه، وقبل أن نتطرق للأسباب فإنه من الجدير بالذكر أن نذكر القارئ الرياضي بأن النادي كان عام 1413ه يمر بأسوأ حالاته وكاد يهبط للدرجة الأولى لولا نقاط الأهلي والوحدة في الدورين التي حسنت من وضعه النقطي بحيث أصبح تاسع الترتيب في النهاية!! مشكلة نادي النصر في أمور أولها خداع وتضليل جماهيره بمسمى العالمي. والعالمية في الواقع وصل لها الجار المنافس والاتحاد أيضاً ومن السهولة بمكان أن تصل لها أندية سعودية أخرى، فجماهير النادي تكابر الاعتراف بمستوى فريقها المتهالك وتعلق شماعة الفشل على (العالمي وبس) على طريقة (تويوتا وبس) ثم إن النصر أحرز أهم بطولة سعودية كأس دوري خادم الحرمين لآخر مرة عام 1415ه أي قبل 12 عاماً في مباراة كان بطلها إبراهيم العمر، وأحرز آخر مرة بطولة كأس ولي العهد عام 1394ه أي قبل 33 عاماً!!! وأحرز بطولة كأس الأمير فيصل بهدف حسين هادي الشهير عام 1418ه أي قبل 9 أعوام، والنادي كذلك منذ سنوات بعيد عن البطولات الخارجية، ومشكلة النادي كذلك في لاعبيه فهم بحاجة لتجديد دماء الفريق بمواهب شابة، وكذلك عدم اعتبار الفوز على الهلال بطولة تضاف إلى سجل بطولاتهم، وفي نظري كذلك أن النادي بحاجة إلى حسن النية والطوية في تعامله مع الحكام والإعلام الرياضي، وتقبل الرأي والرأي الآخر وعدم التفرد بالرأي الواحد داخل النادي والبعد كذلك عن هبات وتبرعات رئيس النادي الغربي فالنصر كان ولا يزال وسوف يظل كبيراً برجالاته وأبناء ناديه قبل أن يعرف البلوي كرة القدم، ومن الأهمية بمكان أن يتوفر الجو الصحي للعمل داخل النادي وذلك عن طريق نبذ الخلاف والانقسام داخل البيت النصراوي فهذا العام فقط جاء الأمير سعد بن فيصل واستقال ثم خلفه المشيقح وذهب، ثم جاء الأمير فيصل بن عبدالرحمن ولا ندري من القادم، والنادي في الواقع بحاجة ماسة لوقفات أعضاء شرفه في المرحلة القادمة والالتزام بتبعيات العضوية الشرفية، كذلك إبعاد المتعصبين من النادي فهم يطيلون في السراء والضراء دون الاستفادة منهم اللهم إلا في محاولة توجيه الأضواء والاهتمام لهم كصاحب قضية المائة ألف ريال مثلاً، وبعض المحسوبين على النادي من كتاب الصحف ونظرة سريعة وخاطفة لجريدة الرياضي تبين وتفضح من أعنيه، النصر في الواقع بحاجة إلى صدق ووضوح في الرؤية المستقبلية وإلا فإن الغياب سيطول سنوات وسنوات.