الدكتور انمار حامد مطاوع كتب في زاويته بجريدة عكاظ الصفحة الاربعين من عدد يوم الاثنين 12 محرم 1421ه مطالبا الجهات المختصة باتاحة الفرصة لكل مسافر وخصوصا عن طريق الجو ومن خلال المطارات بتوفير قوائم بعناوين الكتب وقوائم اخرى باسماء المؤلفين الممنوعة كتبهم من دخول المملكة,, واقترح انه يمكن ان تباع هذه القائمة بحيث اذا توفرت للمسافر او المسافرة لا يشتري مثل هذه المؤلفات حتى لا يخسر قيمتها عند عودته الى المملكة ومصادرة الجهات المختصة لها. واعرف كما يعرف الكاتب العزيز ويعرف كل قارىء ومتابع ان الاسلوب الرقابي على الكتب والمؤلفين من خلال قوائم بأسماء مؤلفين معينين او عناوين كتب محددة هذا الاسلوب يعد اسلوباً تقليدياً عفا عليه الزمن. فالفاكس او الناسوخ والبريد الالكتروني والانترنت الغت كل معاني الرقابة على المطبوعات وعلى الكتب والصحف بكل انواعها وبكل لغاتها,, فمن خلال هذه الاجهزة او الوسائل وخصوصا البريد الالكتروني وهو بالمناسبة مجاناً يمكن ان يصل او أن تصل الى المتلقي اي مادة منشورة او غير منشورة. ان عصر المعلومات والعولمة وتحول العالم الى قرية كونية قد الغى كل اساليب الرقابة التقليدية بل لقد اصبح في الامكان ومن خلال الانترنت تصفح موسوعات ودوائر معارف مكونة من آلاف بل ملايين الكلمات والسطور. ولعل اقرب مثال على ذلك الموقع المتميز على شبكة الانترنت العالمية وهو موقع عالمي موسوعي يرعاه صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز بعنوان (مقاتل) هذا الموقع استطاع ان يخترق كل الحدود ليقدم معلومات عن المملكة وعن الدين الاسلامي وعن الشؤون العسكرية والاعلامية,, بحيث يستطيع اي شخص ومن خلال الضغط على زر في جهاز الكمبيوتر الوصول الى هذه المعلومات والحصول على نسخ منها في دقائق وأينما كان موقعه على كوكب الكرة الارضية. اذا كان هذا العصر يقف بكل وسائله ضد الرقابة التقليدية فما هو البديل لحماية الامة وخصوصا شبابها من كل ما هب ودب ووقاية الناشئة مما تحويه بعض الكتب ومما يسطره بعض الكتاب ضد هذه الامة وهذا الوطن وضد دينها وقيمها ومبادئها. الحل بل احد الحلول المطروحة هو: اولا الغاء كل انواع الرقابة التقليدية ومنها وجود قوائم بالكتب الممنوعة وخصوصا الكميات المحدودة والتي لا تستخدم لاغراض تجارية,, ثم التحصين من الداخل للافراد من خلال المناهج الدراسية وبالذات في المراحل الاولى للتعليم,, إن الوقاية خير من العلاج,, اذا كانت الاسرة,, والمسجد,, والمدرسة قد استطاعت ان تربي في غالبية ابنائنا وبناتنا ان السرقة حرام وإن الكذب حرام وإن الاعتداء على الغير حرام فهل هي عاجزة عن تربية النشء على ان هناك في بعض الكتب ومن خلال بعض المؤلفين افكاراً مضللة ومعادية,, ومعادية للدين وللوطن. لقد وضعت الانظمة الشيوعية ستاراً حديدياً يحيط بشعوبها وبلدانها ولكنها اخيرا انهارت لانها لم تؤسس على التقوى اما بلادنا فقد تأسست على المبادىء الاسلامية الممتدة منذ اكثر من اربعة عشر قرنا,, وقد مر ببلادنا خلال القرن الاول من عمرها المديد باذن الله الكثير من العواصف وصمدت كالجبل لا تحركها الرياح, لان ما يؤمن به كل المواطنين هو ما تؤمن به القيادة وهو الاسلام الذي بقي اكثر رسوخاً في عقول وقلوب كل السعوديين والسعوديات ترى هل ستتأثر عقيدة بعض الافراد بترهات فكرية يرددها عدد محدود من المؤلفين او الكتب؟ ان ما ينفع الناس سيبقى، اما الزبد فيذهب جفاء.